تاريخ أغفله التاريخ: معركة مطار صدام / بغداد إبريل 2003 انتصار عربى تعمد أن يغفله التاريخ (2 من 2)
سردية يكتبها: أحمد أبوبيبرس
تحدثنا فى الحلقة السابقة عن تفاصيل معركة (ذراع دجلة) التى خاضها اللواء ٣٧ من قوات الحرس الجمهورى العراقى والتى دارت بالقرب من مطار صدام الدولى كمعركة تمهيدية لخوض معركة المطار الرئيسية.
ونستكمل فى هذا الجزء سرد باقى أحداث معركة المطار الكبرى والتى تلاها سقوط بغداد الغامض والسريع أثر هذه المعركة مباشرة.
معـــركة المــطار الرهيبــة
الشكل الهيكلى العام لمعركة المطار عبارة عن هجوم أمريكى أعقبه ثلاث هجمات مضادة عراقية نجحت فى إسترداد أجزاء من المطار
تتفق أغلب الروايات العراقية للمعركة على أنها كانت تتألف من قسمين، ربح العراقيون الجزء الأول منها وألحقوا بالأميركيين خسائر فادحة.
في هذا الجزء من المعركة حوّل العراقيون مباني المطار إلى كمين متفجر بالنيران والغازات الخانقة يصعب على من يدخله الخروج حيا منه.
الخطة العراقية كانت تعتمد على السماح للقوات الأمريكية بالإنزال في أرض المطار بعد معركة غير طويلة، ومن ثم الانقضاض عليها، وهو ما جرى فعلا، ونفذت الخطة بنجاح. المصادر العراقية تقول بأن عدد قتلى الجيش الأميركي ناهز الألفي قتيل.
يروي أحد كبار الضباط العراقيين أنّ الجانب العراقي استخدم ببراعة وذكاء ( قذائف مدافع هاون من عيار 82 ملم تحدث تجويف أمامي يتخلله تيار هوائي قوي أثناء الانقضاض يقوم هذا التيار بنثر مسحوق دقيق جداً من البلاستيك الخاص بحيث يشكل في الهواء وعلى ارتفاعات معينة سحب دخانية تشبه تلك الناتجة عن غاز الاعصاب، الأمر الذي أجبر العدو على الانشغال بلبس الأقنعة والبدلات الواقية أو الاختباء في آلياته المحكمة الإغلاق المصممة للوقاية من الغازات القاتلة.
وتمت العملية بسرعة حيث بدأ الانتشار الغازي للكيروسين وبدأت المادة البلاستيكية تقترب من الأرض أكثر فأكثر عندها أطلق وبشكل مدروس ومنتظم أيضاً نحو المطار قذائف هاون من النوع الحارق أو الملتهب فحدثت الكارثة أو الصدمة غير التقليدية، على هيئة انفجار أو احتراق هائل شمل مساحات كبيرة من المطار.
وتحولت نواتج الانفجار على الأرض إلى مادة شبه إسفلتية معيقة للحركة، الأمر الذي جعل الوضع مناسباً للمدافعين العراقيين بعد حالة الشلل التي أصابت معظم الآلة العسكرية المعادية وقد تسبب الانفجار الهائل الذي نتج عنه حبس حراري وضغط شديد بوقوع خسائر كبيرة جداً وإصابات فادحة في صفوف الغزاة، عندها انقض عليهم المدافعون العراقيون وأجهزوا على مَن يتبقى منهم بعد التفجير الرئيسي.
كان النصر في الجزء الأول من معركة المطار لمصلحة العراقيين ولكنهم تركوا باقي تشكيلات العدو المتقهقرة تنسحب، وهو ما كان بمثابة فرصة ذهبية لتعيد تنظيم صفوفها وهو أمر فيه مخاطرة شديدة حيث ستتمكن هذه القوة بعد التحامها مع إمدادات مناسبة وقوة دعم كافية من القيام بهجوم معاكس يضيّع جهود القوات العراقية.
وهذا ما حدث حين دخلت الكتيبة الأميركية الثالثة الميكانيكية لدعم الكتيبة الأولى المنهارة، الأمر الذي أعاد لهذه القوة عافيتها و تماسكها، ولأن العراقيين لم يتبق لديهم إلا فرقة النداء المدرعة كقوة ضاربة، فقد رفضت القيادة زجها في المعركة في ظل تفوق كبير لمصلحة العدو لأن ذلك يعني الانتحار.
بدلا من زج تلك القوة، قررت القيادة العراقية تزويد اللواءين المدرعين 26 و23 بدبابات ت 72 الروسية التى تم إستخدامها فى معركة ذراع دجلة تدرب الحرس الجمهوري عليه جيداً ولم يستخدمه من قبل.
بدأت المعركة، وكانت منذ ساعاتها الأولى لصالح العراقيين، واجمعت كل المصادر على ان القوات العراقية تقدمت لملاقاة العدو وقد سبقها قصف ضخم بأسلحتها الثقيلة على قوات العدو بالمطار وحاول الطيران الأميركي أنْ يثني هذه القوة المستميتة عمّا أرادت ولكن دون جدوى.
وكان مشهد المعركة يشير بوضوح إلى أنّ كفة النصر تميل للعراقيين، عندها لم يكن أمام الغزاة إلا اللجوء لمبدأ التدمير المتبادل أو ما يعرف عند قادة البنتاغون بالسهم المكسور (Broken Arrow)، فقد أقلعت طائرتان من نوع (MC 130H Combat Talon) تابعتين لقوات العمليات الخاصة. تحمل كل طائرة قنبلة من نوع (أم القنابلMOAB) تزن 21000 رطل، و يبلغ طولها 9 أمتار. فقلبت هاتان القنبلتان موازين القوى وأسفرتا عن مجزرة بشعة بحق جميع المقاتلين في الميدان.
ألقيت 4 قنابل تقريبا بفارق ربع ساعة بين القنبلة والأخرى أسفرت عن مصرع 20 ألف جندى عراقى من الحرس الجمهورى من القوات العراقية المتقدمة لتعزيز قتال ودعم صمود زملائهم فى المطار
مصادر عسكرية وصفت هذه القنابل بأنها قنابل نووية ولكن من نوع جديد فهي تعتمد على مادة مركبة تسمى الباريوم الفتاك (Superbaric )، تولد حرارة مركزية تزيد على 10000 درجة مئوية، وهي حرارة كافية لصهر أي معدن وتبخير أي كائن حي، إضافة إلى إطلاقها موجة إشعاعية عالية التركيز من الميكروويف، الأمر الذي يصهر الآليات بأنواعها وتفحيم مَن فيها.
وتبخير أي كائن حي، إضافة إلى موجة إشعاعية عالية التركيز والكثافة من الميكروويف تزيد بآلاف أضعاف قوة موجات أفران الميكروويف المنزلية، الأمر الذي يؤدي إلى تفحيم الآليات بأنواعها وتفحيم من فيها أو يؤدي إلى تجريد اللحم عن العظم لمن يتعرض لهذه الأشعة مباشرة في العراء.
ويبلغ قطر التأثير القاتل لهذه القنابل أكثر من ٢ ميل، ويتم توجيهها بالأقمار الصناعية، لذلك فإنها دقيقة جداً لا يتعدى خطأها الدائري ۱۳ متراً، فتسببت في إيقاع الخسائر الكارثية بين القوات العراقية، وفي مقتل المئات من قوات العدو نتيجة فائض التأثير الناتج عنها. وعطلت معظم آلياته بتأثير موجات الميكروويف العالية الطاقة الناتجة عنها أيضاً أدت لإستشهاد 20 ألفا من أبطال الجرس الجمهورى فى الجيش العربى العراقى الباسل كما سلف القول وتقدم العدو بعد ذلك إلى بغداد
ماذا قال الشهود عن معركة المطار ..؟؟
ــ أكد قائد الحرس الجمهوري العراقي أن الجنود العراقيين الذين قال إنهم كانوا من قوات النخبة، قاتلوا حتى الموت ولم ينج أحد منهم خلال تلك المعركة التي جاءت قبل أربعة أيام من استكمال القوات الأميركية احتلال بغداد.
وكانت معركة المطار مرحلة فارقة في غزو العراق، وظلت تفاصيلها غامضة بعد أن تكتمت الولايات المتحدة على مجرياتها، فيما لم ينج أحد من العراقيين الذين شاركوا فيها ليروي أسباب الانهيار السريع للقوات العراقية خلالها.
ـ القنابل النيوترونية سلاح ذري حراري وتكمن قوتها التدميرية في الكم الهائل من النيوترونات الحرة التي تولّد بواسطة تفاعل الهيدروجين, لكنها بدل أن تمتص يسمح لها بالنفاذ إلى الخارج, وقد جربتها الولايات المتحدة لأول مرة في صحراء نيفادا في 1962.
ــ اللواء الركن ماجد القيسي، أكد في تصريح صحفي سابق أن الهدف الأميركي من الخطة التي استخدمت في غزو العراق والمسماة بـ”الخطّاف الواسع”، كانت تتمحور في الوصول إلى قلب بغداد من خلال السيطرة على المطار أولا، بعد أن سرّبوا للعراقيين خطة مشابهة لكنها مخادعة، ما أدى بالقيادة العراقية إلى الاحتفاظ بـ13 فرقة عسكرية شمال بغداد، وبالتالي عدم استخدامها في معارك المطار والعاصمة، ظنا من القيادة العراقية أن الولايات المتحدة قد تبدأ هجوما مباغتاً من الشمال.
وأضاف القيسي أن القيادة العراقية وقعت في الكثير من الأخطاء الاستراتيجية في معركة الدفاع عن مطار بغداد والعاصمة، معتبراً، أن تعدد مراكز القرار ما بين وزارة الدفاع والحرس الجمهوري والحرس الخاص أربكت اتخاذ القرار، وكاشفاً أن الخطة الأميركية كانت تتوقع أن تحسم معركة غزو العراق واحتلال بغداد من 90 إلى 120 يوما إلا أن الأخطاء العراقية قلصت المدة لـ 19 يوما فقط.
المقدم الركن صباح الفلاحي من بين الضباط العراقيين الذين شاركوا محاور الاشتباك البري المباشر ضد وحدات المارينز الأميركية داخل المطار، قال في تصريح صحفي” إنه في فجر يوم الثالث من نيسان، كانت الدبابات الأميركية قد وصلت إلى طريق المطار الرئيس، عند نقطة جامع أم الطبول غربي العاصمة، لتُسجّل أول مواجهة بين الجيش الأميركي وفوج الحماية الخاص بالرئيس العراقي السابق صدام حسين.
وكانت المواجهة الثانية داخل المطار، والثالثة قرب جامع أبو حنيفة في الأعظمية، ويوضح أنه بالتزامن، نفذ الجيش الأميركي عمليات إنزال في أبو غريب والرضوانية ومحيط مطار بغداد الدولي، ليكون قد أكمل نقل نحو 3 آلاف جندي من عناصر المارينز إلى المنطقة، مع استمرار الاشتباكات المتقطعة، مقابل قوات مشتركة من الحرس الجمهوري والحرس الخاص والجيش العراقي، ووحدات من المتطوعين العرب.
ويضيف: “كان إجمالي القوة الأميركية، حسب تقارير وتقديرات تصل إلينا من القيادة، نحو 3000 جندي، مع دبابات وكتيبة مدرعة، مع كتيبة مدفعية ذاتية الحركة عيار 155 ملم، وبغطاء من مقاتلات ومروحيات أباتشي، وهذه القوة الكبيرة، التي جرى إنزالها بسرعة، تفوق أي خطة تهدف لإفشال عملية الإنزال، بسبب الدعم الجوي الكثيف (القصف) الذي كان يساند تلك العملية.
ويتابع “في اليوم الثاني، تكررت المواجهات، ونجحت قوة عراقية في الدخول إلى نفق وتفجيره، ما تسبب بهلع بين الجنود الأميركيين.
ويضيف الفلاحي أنه مع ضياء (الفجر) الأول من يوم 5 إبريل / نيسان الأكثر صعوبة، إذ كانت علامات الإنهاك والتعب على الجنود العراقيين واضحة، بلا أكل أو حتى استراحة، وزاد ذلك بدء الطيران الأميركي عمليات قصف غير مسبوقة على مناطق تحصينات القوات العراقية.
كانت البداية بالقنابل الصوتية، التي تسببت للقريبين منها من الجنود العراقيين بانفجار دموي في رؤوسهم نتيجة الضغط، ثم أعقبه القصف العنيف بالقنابل العنقودية، وكانت عبارة عن حاويات تحمل بداخلها قنابل صغيرة تتفجر ما إن تقترب من الأرض، ثم تتحول إلى شظايا صغيرة تعطب الآليات وتقتل الجنود، ما جعل وجود قواتنا في مكان المعركة غير مجدٍ.
ويتوقع الفلاحي أنه “قتل نحو 600 عراقي من القوات الخاصة والجيش في القصف الأميركي في اليوم الثالث، والذي كان سبباً في تغيير عجزه في الحسم البري إلى تفوق، إذ تصاعدت الخسائر البشرية الأميركية في الأيام الثلاثة من المواجهات داخل المطار وفي محيطه إلى جانب خسائره في الآليات والمعدات والمروحيات التي جرى إسقاطها بصواريخ ستريلا”.
ـــ وللتاريخ قال احد مقاتلي الجيش العراقي المشاركين في معركة المطار رافضاً ذكر اسمه، إن الدبابات الآمريكيه الغازية تدمرت على طريق المطار في معركة بغداد اثناء الغزو الأمريكي كاشفاً أن بعض المواطنين العراقيين قاتلوا الغزاة وقدموا الدعم والمساعدة للجيش العراقي وخاصة اهالي السيدية والدورة والمناطق المجاورة القريبة على الطريق السريع للمطار ومنها حي الجهاد والأطباء، إذ قام اغلب اطباء حي الجهاد بمعالجة الجرحى وانه كان من بين الجرحى حيث تمت معالجته على يد طبيب يسكن حي الجهاد بعد نقله من ساحه المعركة الى منزله.
المقدم الركن ثابت العبيدى له حديث مصور على قناة الجزيرة مع المذيع أحمد منصور إعترف فيها بأنه خلال معركة المطار قامت قوات من فدائيين صدام وغيرهم من وحدات الجيش العراقى بقطع رؤوس عشرات الجنود الأمريكان القتلى بقصد الإحتفاظ بها لكن لم يتم عرض ذلك إعلامياً
ــ ترددت أنباء عن مصرع آلاف المدنين العراقيين الذين تعرضت مساكنهم الواقعة بالقرب من دائرة مطار صدام ـ بغداد للقصف الجوى الأمريكى الهستيرى ووصلت اصوات الإنفجارات الرهيبة على بعد كيلومترات عديدة من ساحة المطار
تحليل وتعقيب
ــ اكتفيت بذلك القدر المغرق بالتقاصيل فى الحديث عن معركة كبرى كانت من أكبر المعارك التى خاضها الجيش الأمريكى الغازى مع القوات العراقية الباسلة أثناء الغزو وكانت فاتحة سقوط بغداد بعد ذلك يوم 9 إبريل 2003 وينبغى علينا إعادة تحليل المشهد من جديد لإستخلاص الدروس والعبر مما جرى.
ــ لاشك أن امريكا خاضت كعادتها حربا إستعمارية غير اخلاقية وغير مشرفة فى منطقتنا العربية ضد عدو منهك ومجروح وليس فى كامل قواه السياسية والعسكرية والإقتصادية وانا اقصد العراق العظيم وانه لولا تفوق الجوى الساحق والتطور التكنولجى لأسلحة الغزاة فى الترصد والتتبع والتجسس وإستعمال وسائط الحرب الإليكترونية فى تشويش وإرباك الدفاعات العرافية وتوجيه الأسلحة المتطورة ما إستطاعوا تحقيق النجاح الذى تحقق.
ــ بالرغم من التفوق العسكرى الأمريكى والتكنولوجى الساحق ألا أن العدو الأمريكى النذل الجبان لم يكتفى بذلك وإستطاع تجنيد أعدادا كبيرة من الخونة من قلب صفوف النظام العراقى سواء من القيادات السياسية أو العسكرية المقربة منه كان لهؤلاء الخونة دور كبير فى سرعة إنهيار الدولة وتقصير أمد القتال لسرعة تحقيق النصر الغادر الغير مشرف الذى تحقق للأمريكان.
ــ طالما تمت الإشارة إلى دور الخيانة فينبغى التذكرة بأن العراق خاض هذه الحرب غير العادلة بينه وبين العدو الإنجلو امريكى وهو معزول دوليا وبمساعدة ومباركة بل وخيانة باقى النظم العربية الأخرى فلا ننسى أن دبابات ومدرعات الغزو الأمريكى إنطلقت نحو العراق من الأراضى العربية فى المملكة السعودية وقاعدة السليلية فى قطر ومرت سفن الغزو من قناة السويس المصرية بمباركة نظام مبارك البائد وتواطؤ باقى الأنظمة العربية على الأقل بالصمت وعدم تقديم الدعم السياسى الكافى للعراق أو محاولة ممارسة ضغوط قوية على دول الغزو ولولا ماقدمته دول الخليج (العبرى) بالتحديد من خدمات لوجستية للغزاة ما أمكن تنفيذ هذا الغزو الهمجى البربرى.
ــ لهف قلبى على شهداء أبطال المدرعات العراقية بالحرس الجمهورى الذين تعرضوا لجحيم أم القنابل فى نهاية معركة المطار الذين ذابت أجسادهم داخل دباباتهم ومدرعاتهم ومعهم زملائهم من الأبطال المترجلون الذين تبخرت أجسادهم فى الجو خصوصا أنه بعد ما تعرض له شهداء الجيش العراقى كثرت حالات الإنسحاب والهروب من المعركة نتيجة الإنخفاض البالغ للروح المعنوية للمقاتلين العراقيين وبدأت الخيانة عملها فى تفكيك الجيش العراقى.
ــ بما انه تم نسب هزيمة الجيش العراقى للتفوق الجوى الأمريكى فى المقام الأول قبل أى عامل أخر يحضرنى قول الجنرال الألمانى الشهير روميل بطل معركة العلمين الشهيرة عام 1942 فى مذكراته (( أن سلاح الطيران هو عماد حرب الصحراء وأن أى قوات تقاتل بدون غطاء جوى عدو متفوق جوياً فإنها سوف تقاتل كما يقاتل الهمجى )) وتنطبق هذه المقولة على قوات روميل امام الإنجليز فى صحراء العلمين عام 1942 والجيش المصرى فى سيناء عام 1967 والجيش العراقى فى عاصفة الصحراء 1991 والغزو الأمريكى للعراق أيضا عام 2003.
ــ تميزت معركة المطار بمشاركة أعداد كبيرة من الميلشيات غير النظامية بها سواء الميلشيات العراقية الرديفة للجيش العربى العراقى مثل لواء القدس وميلشيات حزب البعث وفدائيو صدام أو ميلشيات ضمت مئات من المتطوعين العرب فى صفوف الجيش العراقى وقد أبلى الجميع بلاءاً حسنا.
ــ لا يمكن إغفال عنصر طول فترة الحصار الدولى الظالم ـ تكررت الإشارة إليه ـ بزعامة العصابات المتحدة الأمريكية الذى ساهم كثيرا فى إضعاف مقدرات الدولة العراقية ككل فى المجالات المدنية قبل المجالات العسكرية خصوصا فى قطاعات الغذاء والزراعة والصحة والتصنيع وسائر عمليات التنمية الإقتصادية الأخرى الذى إنعكس بدوره على أداء الجيش العراقى.
ــ ساهم الخداع العسكرى الأمريكى فى نقل معلومات مضللة للجانب العراقى عن إتجاه المجهود الرئيسى المتوقع للغزو أنه فى قادم من إتجاه الشمال وما معارك الجنوب سوى معارك خداعية على محور عرضى مما جعل القيادة العراقية تحجز القسم الأكبر من قوات الجيش العراقى فى شمال البلاد، انتظاراً لمعركة وهمية لم تقع وحينما أدركت القيادة العراقية الخدعة متأخراً جداً أمرت بإعادة تمركز وحدات الجيش العراقى من الشمال إلى جنوب بغداد وسط قصف جوى للعدو وقوات الوقت المقرر لذلك مع العلم أن الكتلة الكبيرة للجيش العراقى فى الشمال لم تحاول التصدى للقوات الأمريكية الغازية نتيجة الغطاء الجوى الأمريكى الكثيف الذى لا ينقطع.
ــ لاشك أن العراق خاض معركة التعرض للغزو فى ظل عدم وجود قيادات عسكرية إحترافية بارزة إلى جانبه من الصف الأول لعوامل وإعتبارات الأمن والولاء قبل الكفاءة وتدخل الرئيس صدام حسين شخصيا فى وضع الخطط العسكرية وسير العمليات سواء هو بشخصه او نجليه قصى وعدى مع العلم بان ثلاثتهم مدنيين أساساً وليست لهم خبرة بالشأن العسكرى !.
ــ طالما تم الحديث عن دور الرئيس العراقى الشهيد صدام حسين فمن الملاحظ تعدد شهادات حول أن اهتمام الرئيس صدام بالمعركة الكبرى الفاصلة التى تدور رحاها فى مطار صدام الدولى جنوب بغداد دفعه شخصيا لكى يشارك فيها بنفسه ويرافق قوات الحرس الجمهورى المتوجهة إلى المطار فى بداية المعركة حتى وإن كان للمشاهدة عن قرب فقط إدراكا منه بخطورة هذه المعركة المفصلية فى تحديد مصير العراق ومصير حكمه بالذات كما شهدت بذلك القيادات العسكرية وكما اعترف بذلك أثناء محاكمته الهزلية فيما بعد ـ وفى ذلك شجاعة وبطولة تحسبان له وإن كانت ليست بجديدة عليه إذ تميز طول عمره بصفات الشجاعة والبسالة والثبات والإقدام حتى اللحظة الأخيرة فى إعدامه عام 2006
المصادر والمراجع
1 ـ حرب إحتلال العراق 2003 اللواء الركن علوان العبوسى طبعة عام 2017
من أبطال القوات الجوية العراقية سابقاً
2 ــ المقاومة من العراق إلى الأمة ــ سميرة رجب ٢٠٠٦
3 ــ مقال القصة الكاملة لمعركة مطار بغداد ..تفاصيل غيبها الاعلام ـ موقع دنيا الوطن
4 ـ مقال معركة المطار مجزرة ام مأثرة ـ علاء اللامى.