في علم المعارف والصفات الإلهية (3) القدوس.. السلام
حلقات يكتبها: محمد أنور
القدوس
سبحانه وتعالى القدوس المنزه عن كل نقص، والمطهر من كل عيب، فهو سبحانه وتعالى الطاهر المطهر، الذى اتصف بكل صفات الجمال والكمال والجلال.
ومعنى هذا أن قدرة الله تعالى مطلقة لا يستعصي عليها شىء، هو الله القدوس الذى إذا أراد شىء أن يقول له فيكون، فالبشر متفاتون في القدرات وفي الصفات، فقد ترى إنسانا له عقل سليم وتفكير واضح، لكنه لا يخلو من بعض العيوب كالضعف مثلا او الظلم.
أما الله تعالى فهو القدوس المنزه عن كل ذلك، فهو القادر والحكيم والقوى والغنى، ولا توجد صفة من صفات الكمال المطلق إلا واتصف بها سبحانه وتعالى.
أصبحت الأرض التي كانت مرتعا للوحوش البريه – ساحة للركوع والسجود، يباهى الله ملائكته بهولاء الموحودين برغم قلتهم وضعفهم أحيانا.
واختار الله رجلا من أهل الأرض لكى يكون خاتم انبيائه ورسله، عرف هذا الرجل مقدار عظمة الله، فأخرج الله على يده خير أمة أخرجت للناس، ملاءت الأرض عدلا.
ذكر اسم الله تعالى القدوس في القرآن مرتين.. مرة في سورة الحشر، وهى قوله تعالى( هو الله الذي لا اله الا هو الملك القدوس السلم المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر سبحن الله عما يشركون).
ومرة في سورة الجمعة وهى قوله تعالى ( يسبح لله ما في السموات وما في الأرض الملك القدوس العزيز الحكيم) .
سبحانه وتعالى هو وحده المتصف بكل صفات التقديس والجلال والجمال والكمال، وعلى كل إنسان أن ينزه قلبه وسمعه وبصره ولسانه عن الشهوات والمعاصى وأن يترقى عن ذلك إلى ما هو من خواص الإنسان المؤمن، فدرجة كل إنسان على قدر همته ومجاهدته.
السلام
يعنى إسم الله السلام أنه سبحانه وتعالى هو الذي سلمت ذاته وصفاته وأفعاله من كل ما لا يليق بكماله، وهو سبحانه وتعالى الذي برئت صفاته من كل عيب ونقص، ويعني اسمه تعالى السلام أى السلامة من كل عيب، أن صفة السلام لها معاني متعددة كالسكينة والأمان والاستقرار والهدوء.
سبحانه وتعالى هو السلام الحق، لأنه سلام في ذاته منزه عن كل شر ونقص وعيب، هو السلام في أفعاله وصفاته، لم يتخذ صاحبة ولا ولدا.
قال تعالى ( قل هو الله احد الله الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا احد) .
سبحان السلام الحكيم ليس في حكمته شك أو ظن، الغنى الذى ليس لغناه نظير، وهذه هي الصفات اللائقة بالله تعالى، وقد عرفنا صفات الله سبحانه وتعالى من خلال كتابه الكريم القرآن وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.
اشتق الاسلام من إسم الله تعالى السلام، والاسلام هو دين ينطبق على كل قابلية واستعداد، يلائم كل زمان ومكان ويصلح لكل إنسان في جميع الأجيال، هو دين الحق الذي ارتضاه الله للعالمين.
ويلخص لنا الرسول صلى الله عليه وسلم ش- المسلم في جملة واحدة، أنه ذلك الشخص عفيف اللسان طيب الكلام ولا يذكر أحد بسوء، ولا يتأمر على أحد، ولا يغتال أحد، لا ينطق إلا بعد تفكير، ولا يستعمل قوته ليبطش بالآخرين، بل يستعملها للبناء لا للهدم، فإذا تحقق في المسلم هذا الوصف فإن الله أعد له الجنة التى سماها دار السلام.
قال تعالى ( والله يدعوا إلى دار السلم ويهدى من يشاء إلى صراط مستقيم).