في علم المعارف والصفات الإلهية (2) الرحيم.. الملك

 

 

 

حلقات يكتبها: محمد أنور

الرحيم

يشتق اسم الرحيم من الرحمة وهو من صيغ المبالغة ، والرحيم بمعنى واسع الرحمة، سبحانه وتعالى هو رحمن الدنيا ورحيم الآخرة.
والفرق فى المعنى بين الرحمن والرحيم؛ أن الرحمن يشمل الله برحمته جميع المخلوقات وجميع البشر من مؤمنين وكافرين، ويحسن الله إليهم جميعا، بينما نجد أن اسمه الرحيم يختص الله به عباده المؤمنين دون غيرهم.
قال الله تعالى:( وكان بالمؤمنين رحيما) .
يهدى الله المؤمنين في الدنيا إلى الحق، ويكرمهم من واسع فضله ويحسن إليهم، ومن رحمة الله تعالى أنه أرسل الرسل والأنبياء عليهم السلام لنشر الرسالات السماوية، لكن العيون عميت والاذان صمت واستكبروا استكبارا، ورغم كل هذا يرزقهم الله ويطعمهم ويكسيهم برغم كفرهم وشركهم، ولذلك فإن الأمر يختلف في الآخرة فالله سبحانه وتعالى رؤوف رحيم بالمؤمنين فقط، أما الكافرين والمشركين فهم مطرودون من رحمة الله، حيث أنهم أصروا على كفرهم واستكبروا، ومن رحمة الله تعالى بالمؤمنين أنه أرسل لهم سيد الخلق اجمعين محمد صلى الله عليه وسلم، نبى الرحمة، ومثالا في التسامح والتوادد والتعاطف والرحمة مع أمته.
وهل عرف التاريخ الإنساني أناسا أرحم ببعضهم من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟
لقد كانوا افضل تاريخ عرفته البشرية في الرحمة والتعاطف والبر عبر كل العصور، يتراحمون فيما بينهم لأن الله أودع في قلوبهم هذه الرحمة.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( من لا يرحم لا يرحم) متفق عليه.
سبقت رحمة الله تعالى غضبه، فهو الرحيم بل أرحم الراحمين.

الملك

يعنى اسم الملك ذو المُلك وصاحب التصرف فيما يملك، أى بمعنى أن الله سبحانه وتعالى يستغنى عن كل موجود، بينما تحتاج إليه كل الخلائق، فسبحانه وتعالى مالك السموات والأرض، ومالك الإنسان ومالك الحياة والموت.
ومن دلائل صحة إيمان الإنسان أن يشهد لله بالملك، ويعلم أن الله تعالى هو المالك الحقيقي لكل ما في الوجود، مانراه وما خفى عنا.
وكان من دعاء النبي محمد صلى الله عليه وسلم فى الصباح:( أصبحنا وأصبح الملك لله) وعند المساء يقول ( أمسينا وامسى الملك لله)
وقول الرسول صلى الله عليه وسلم ( يقبض الله عز وجل الأرض يوم القيامة، ويطوى السماوات بيمينه ثم يقول: أنا الملك فأين ملوك الأرض) رواه البخاري.
يعلم بهذه الحقيقة كل مؤمن يشعر بعظمة وملك الله وحده، فلا يخاف أو يرهب أحد غير الله، فما دام الملك لله وحده، فلا يصح أن نخشى أحد سوى الله.. الملك المقدر للارزاق والاعمار.
قال تعالى ( تبارك الذي بيده الملك وهو على كل شيء قدير* الذى خلق الموت والحيوة ليبلوكم أيكم أحسن عملا وهو العزيز الغفور) (سورة الملك ١,٢).
كن ملكا في الدنيا تكن ملكا في الآخرة ؛ أى أقطع حاجتك وشهوتك عن الدنيا، فإن الملك فى الحرية والاستغناء عن الناس.

اقرأ فى هذه السلسلة:

في علم المعارف والصفات الإلهية (1) الله.. الرحمن

زر الذهاب إلى الأعلى