كل تفاصيل المساومة والابتزاز من إسرائيل.. مع استئناف مفاوضات الأسرى مع حماس
كتب: أشرف التهامي
على الرغم من رفض إسرائيل لمطالب حركة حماس باعتبارها’ وهمية’ من وجهة نظر الاسرائيليين وقادتهم، إلا أنه من المقرر أن ترسل تل أبيب فريقا إلى جولة جديدة من المحادثات في الدوحة؛ فيما تواصل حماس إصرارها على إنهاء الحرب، في حين تعرب واشنطن عن تفاؤل حذر وسط انتقادات لنتنياهو.
ومن المتوقع أن يجتمع مجلس الحرب مساء السبت لاتخاذ قرار بشأن نطاق التفويض الذي سيمنح لمدير الموساد ديفيد بارنيا في محادثات الأسرى المقرر إجراؤها هذا الأسبوع في قطر، في أعقاب رد حماس على الاقتراح الإسرائيلي.
إسرائيل تصف مطالب حماس بأنها “وهمية”
وفي الوقت نفسه، لا تزال إسرائيل تصف مطالب حماس بأنها “وهمية” وتوافق على خطط لعملية في رفح.
وتهدف حماس إلى وقف كامل للأعمال العدائية في المرحلة الثانية من الاتفاق، في حين أن واشنطن متفائلة، هكذا ينظر كل طرف إلى الصفقة الناشئة التي توسطت فيها قطر.
وبعد اختتام اجتماع مجلس الوزراء الحربي مساء السبت، سيتم عرض الأمر على مجلس الوزراء الأمني الموسع، وقد قال كبار المسؤولين الإسرائيليين إن “حدود الموقف الإسرائيلي ستكون واضحة”.
وتجري هذه المناقشات في الوقت الذي يواصل فيه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو التهديد، ربما كتكتيك تفاوضي لممارسة الضغط على حماس، بالقيام بعمل في رفح إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق.
وبعد رد حماس، قال مكتب رئيس الوزراء الاسرائيلي في بيان، الجمعة، إن حركة حماس “تواصل ترسيخ نفسها في المطالب الوهمية”.
مقايضة الأسرى
وتشير نسبة الإفراج التي تقترحها حماس إلى الوسطاء إلى أنه مقابل كل جندية يتم تحريرها من الأسر، سيتم إطلاق سراح 50 سجينة أمنية فلسطينية، بما في ذلك 30 يقضين أحكامًا طويلة.
فعلياً، تطالب حماس بالإفراج عن 250 سجيناً، من بينهم 100 محكوم عليهم بالسجن المؤبد، و50 آخرون أيضاً يتلقون أحكاماً ممتدة.
وكجزء من الاتفاق، تطالب حماس بالعودة الكاملة للسكان النازحين إلى شمال قطاع غزة وانسحاب قوات الجيش الإسرائيلي من الممر الذي يفصل بين الأجزاء الشمالية والجنوبية من القطاع.
وخلال وقف إطلاق النار الذي يستمر ستة أسابيع، ستستمر المفاوضات حول المرحلة الثانية من الصفقة، والتي تصر فيها حماس على وقف دائم لإطلاق النار مقابل إطلاق سراح الجنود والشباب.
وبشكل عام، تسعى حماس إلى إطلاق سراح حوالي 800 معتقل فلسطيني ما بين أسير وسجين.
رد الفعل الاسرائيلي لمطالب حماس
وقالت مصادر إسرائيلية عن مطالب الحركة: “لا يوجد تقدم من جانب حماس، فقط الصعود إلى أعلى السلم”، ويجادلون بأن ردها غير واقعي، مما يعقد بشكل كبير عمليات صنع القرار والتفاوض.
وأعلن مكتب رئيس الوزراء يوم الجمعة، وليس للمرة الأولى، أن نتنياهو “وافق على خطط عمل” لعملية للجيش الإسرائيلي في رفح، المدينة الواقعة في أقصى جنوب قطاع غزة والتي تعتبر “آخر معقل لحماس”.
مخيمات النازحين في رفح
لكن هذا الإعلان لا يعني أن التوغل في رفح وشيك، وأن الصبر بدأ ينفد داخل الحكومة الاسرائيلية، وقال نتنياهو إنه “أمر بالتحضير لعملية كبيرة في رفح” قبل أكثر من شهر، لكن مثل هذه العملية لم تتم بعد.
ومع ذلك، يظل من غير المرجح أن تدخل إسرائيل إلى رفح قبل إجراء إخلاء جماعي لسكان المدينة، وهو ما يصر نتنياهو على توضيحه في مقابلاته مع وسائل الإعلام الأمريكية.
هناك أكثر من مليون فلسطيني نزحوا بسبب القتال ولجأوا إلى رفح وأي إجراء من هذا القبيل قبل إجلاء السكان من غير المرجح أن يحظى بدعم دولي، بل وربما يواجه إدانة شديدة.
واقترحت إدارة بايدن علناً وقف إمدادات الأسلحة إلى إسرائيل إذا دخل الجيش الإسرائيلي إلى رفح دون التنسيق مع واشنطن.
ولا تزال حماس تسعى إلى إنهاء الحرب
وتقول حماس أن وثيقة الرد التي قدمتها تتضمن تفاصيل حول صفقة الأسرى وتحدد رؤية حماس لوقف إطلاق النار. وتشمل هذه الرؤية على :
1- “إنهاء العدوان الاسرائيلي على الفلسطينيين في غزة.
2- توفير المساعدات الإنسانية.
3- إعادة النازحين في غزة إلى منازلهم.
4- انسحاب قوات الجيش الإسرائيلي من القطاع.
وسلمت حماس ردها أمس الجمعة بعد أن مارس وسطاء، بما في ذلك قطر، ضغوطا غير مسبوقة على حماس.
وكانت صحيفة وول ستريت جورنال ذكرت الأسبوع الماضي أن قطر هددت بطرد كبار أعضاء المكتب السياسي لحركة حماس المقيمين في الدوحة إذا فشلوا في إقناع القيادة في قطاع غزة بالتوصل إلى اتفاق مع الوسطاء وإسرائيل.
في هذه الأثناء، كان المسؤولون الإسرائيليون واثقين من أن الاغتيال الواضح للقيادي البارز في حماس مروان عيسى في غارة إسرائيلية ليلة السبت الماضي سيؤثر على زعيم الجماعة في غزة، يحيى السنوار.
إن تقسيم الاتفاق إلى مرحلتين يسمح لحماس، في الواقع، بالمضي قدماً دون ضمانة لإنهاء الحرب.
ويبدو أن المرحلة الثانية أكثر تعقيدا في التنفيذ طالما أصرت حماس على مطلبها بوقف شامل لإطلاق النار، وحافظت إسرائيل على مطلبها بتفكيكه بشكل نهائي مسبقا.
تصريحات متبادلة وأراء
وقال مصدر مسؤول في حماس لوكالة فرانس برس الجمعة “إننا نقترح وقف إطلاق النار لمدة ستة أسابيع في غزة وتبادل تدريجي للأسرى”.
وقالت مصادر فلسطينية مطلعة على المحادثات لصحيفة الشرق السعودية إن الجانب الإسرائيلي “يبدي مرونة” فيما يتعلق بعودة النازحين الفلسطينيين إلى شمال غزة، لكنه “لا يزال يرفض إنهاء الحرب بشكل كامل”.
وقال محمد نزال، المسؤول الكبير في حركة حماس، يوم الجمعة، إن “الإدارة الأمريكية يجب أن تضغط على حكومة نتنياهو فيما يتعلق باستمرار الحرب”.
وبحسب قوله فإن “نتنياهو يستغل عملية التفاوض بالتهديد بالحرب على المدنيين في رفح للضغط على المقاومة (حماس)”.
وحدد الأولويات بـ “وقف العدوان وانسحاب قوات الاحتلال وإعادة النازحين والإغاثة. ونطالب بإطلاق سراح كافة الأسرى في سجون الاحتلال بما فيهم المحكوم عليهم بالمؤبد”.
“تفاؤل واشنطن الحذر” وانتقادها لنتنياهو
وعلى الرغم من رفض إسرائيل لمطالب حماس باعتبارها “وهمية” من وجهة نظرها، فقد أعربت الولايات المتحدة عن “تفاؤل حذر” قبل المحادثات المرتقبة في قطر بشأن صفقة الأسرى.
وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جون كيربي للصحفيين: “الرد الأخير من حماس يقع بالتأكيد ضمن حدود الإطار الذي عملنا عليه منذ عدة أشهر. لا أريد الخوض في مزيد من التفاصيل أكثر من ذلك”.
وأشار إلى أن “الولايات المتحدة لن تشارك في محادثات الأسبوع المقبل في الدوحة، لكنها شاركت في المناقشات حتى الآن وستظل منخرطة. وحقيقة أننا لن نكون هناك فعليا لا ينبغي أن ينظر إليها على أنها تهديد”. مؤشر على عدم جدية وإيجابية
بايدن: تشاك شومر ألقى خطابا جيدا”
في هذه الأثناء، ألقى الرئيس جو بايدن يوم الجمعة خطابا غير عادي لزعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ تشاك شومر، الذي انتقد فيه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، مدعيا أنه “ضل طريقه” ودعا إلى إجراء انتخابات في إسرائيل بعد مذبحة 7 أكتوبر.
وأيد بايدن شومر قائلا إنه “ألقى خطابا جيدا”. وأوضح الرئيس الأمريكي خلال لقائه رئيس الوزراء الأيرلندي في البيت الأبيض أن “شومر أعرب عن مخاوف جدية يشاركها العديد من الأمريكيين”.
وفي خطاب ألقاه يوم الخميس في قاعة مجلس الشيوخ في مبنى الكابيتول بواشنطن، قال زعيم الأغلبية الديمقراطية إن الإسرائيليين بحاجة إلى انتخاب “قادة أفضل”. وأضاف شومر أنه سيكون من “الخطأ الفادح” أن ترفض إسرائيل حل الدولتين، ودعا الوسطاء بين إسرائيل وحماس إلى بذل كل ما في وسعهم لتحقيق وقف إطلاق النار، وتأمين إطلاق سراح الأسرى وتسهيل وصول المساعدات إلى إسرائيل. قطاع غزة.
