في علم المعارف والصفات الإلهية (7) البارئ.. المصور

 

 

حلقات يكتبها: محمد أنور

البارئ

سبحان الله البارئ، ومعنى البارئ عندما نقول برأ الله الشئ؛ أى خلقه وجعله صالحا ومناسبا للمهمة والغاية التي خلق من أجلها، فإذن البارئ الذي خلق الإنسان واوجده من العدم المطلق في خلقه وهيئته وصفته المناسبة له والغاية من خلقه ؟
يخلق الله سبحانه وتعالى الخالق الشئ قد يكون مناسبا أو غير مناسبا، أما البارئ سبحانه وتعالى فلا يخلق الشئ إلا مناسبا تماما للغاية التي أرادها من خلقه.
ويعنى البارئ أيضا؛ سلامة الله تعالى من الآفات، فالبرء هو خلوص الشئ من غيره؛ كبرء المريض من مرضه والمدين من دينه، والله سبحانه وتعالى هو الخالق البارئ الخالى من من كل الآفات والاسقام، ومن خصائص إسم البارئ، أن الله تعالى يعلم مصير العبد وما يمكن أن يحدث له ومنه في المستقبل وما يتوقع منه لأنه هو الله الخالق البارئ.
يتقرب الإنسان إلى الله الخالق البارئ بالتأمل والتفكير في خلق الله وفى السماوات وفي الأرض وما بينهما وما تحت الثرى، في أعماق نفسه أو أعماق أعماقه، ويدعونا التأمل إلى معرفة أسرار الكون وأن الحياة لا تعطى أسرارها إلا لمن يتأمل ويغوص بالتفكير في بواطنها، ولولا وجود العقل المفكر لما وصل الإنسان إلى كل وسائل الراحة والرفاهية وأن يخترع.

المصور

الله سبحانه وتعالى المصور الذي أنشأ الإنسان وخلقه على صور وأشكال وميز بعضها عن بعض في الألوان والأحجام والأشكال لكى يتعارفوا، سبحان الله مصور الإنسان في رحم أمه، خلق فأحسن تصويره وتقويمه، هو المصور الذي خلق وصور كل الكائنات في الصورة المناسبة لها كما يراها سبحانه وتعالى.
قال الله تعالى ( يأيها الإنسان ما غرك بربك الكريم* الذى خلقك فسواك فعدلك* في أى صورة ما شاء ركبك)
تتعدد نعم الله سبحانه وتعالى واشكالها المتعددة التي خلقها الله سبحانه وتعالى لكى يستمتع بها ويشكره عليها، وتكون هى السبب في هدايته إلى الله خالقه ومصورة.
تترابط الاسماء الثلاثة في اسماء الله الحسنى الخالق البارئ المصور ، يشبه البناء فهو في البداية يحتاج إلى مقدار ما يقدر له ما لابد منه من كل شئ ( المهندس) فيرسم ويصور، ثم يحتاج إلى بناء يتولى أعمال البناء والانشاء، ثم يحتاج إلى نقاش يزين ظاهره ويحسن صورته..ولله المثل الأعلى، فهو المقدر والموجد والمصور المزين وهو الخالق البارئ المصور.

اقرأ فى هذه السلسلة:

في علم المعارف والصفات الإلهية (6) المتكبر.. الخالق

في علم المعارف والصفات الإلهية (5) العزيز.. الجبار

زر الذهاب إلى الأعلى