لمى المفتى تكتب: ما بين الألف والميم
بيان
حرفان يغوص فيهما كل معاني الحب والحنان (الألف والميم).. وكلمات لا حصر لها تحدثنا عن هذا الاسم (أم) وهذا الوصف الوظيفى الذى يمثل مقام عزيز لكل إنسان.
الأم، هي هذا العمود الذي تبنى عليه الأسرة، وعليها يقوم بناء المجتمعات، فهى التي تضع اللبنة الأولى في حياة كل فرد.
وقد خصها الشاعر (حافظ إبراهيم) ببيت شعر فقال:
الأم مدرسة إذا أعددتها
أعددت شعبًا طيب الأعراق
وقد نسب شاعر النيل إليها هذا الدور البناء في حياة الشعوب، فالأم بدورها الذي تقوم فيه على تربية أبنائها وتوجيه مستقبلهم، وحثهم على الالتزام بالأخلاق والفضيلة، تزرع فيهم منذ الصغر بذور الخير والعمل والسعي نحو المستقبل.
الأم كونها امرأة فهي نصف المجتمع، ودورها الذى تقوم به لايكمل فقط النصف الثاني، وإنما يبنيه.
هي التي تحث الهمم وترسم الأهداف.
وإذا كان كل شيء يُعزى إلى أصله، فكل الشعوب تقر وتعترف بدور الأم كونها المدرسة الأولى في حياة كل إنسان.
وكل مسيرة بدأت بخطوة كانت بتشجيع ودعم من الأم.
فكان لابد من تقدير كل الجهود التي تعود بالنهاية لمجتمع قويم.
فحين تحافظ الأم على أواصر المحبة في الأسرة الواحدة، فإنها تقوي عناصر المجتمع وتغرس مبادئ الانتماء والوفاء.
فالأم وطن صغير يحقق الاستقرار والتوازن
فهي رمانة الميزان، وهي التي تحقق المعادلات الصعبة بقدرتها على تحمل أعباء البيت، وهي تشاطر أفراد أسرتها مشاكلهم وهمومهم وتقدم لهم كل الدعم مهما كانت تعاني من تعب.
ولعل أصعب محنة يمكن أن تضع فيها أي أم هو مرض أو تعب أحد أبنائها، فهنا تتحول الأم بفطرتها إلى طبيب وممرضة تلبي كل ما هو مطلوب للعلاج.
ويصادف اليوم الخميس، ٢١ مارس، الاحتفال بعيد الأم، لكن تاريخ عيد الأم يختلف من دولة لأخرى.
وكان أول احتفال عام ١٩٠٨ عندما أقامت الناشطة الأمريكية “آنا جارفيس”
احتفالًا بذكرى والدتها اعترافًا بفضلها وتحقيقًا لعبارة كانت ترددها والدتها وهي: “في يوم ما وفي مكان ما سينادي شخص ما بفكرة الاحتفال بعيد الأم”.
واعتمد احتفال جارفيس رسميًا في عام ١٩١٤ فأصبح الأحد الثاني من شهر مايو (أيار) هو عيد الأم في الولايات المتحدةن لكن سابقًا وقبل هذا، كان قد خصص في بعض الدول يوم لتكريم الأمومة.
وعن موعد وتاريخ عيد الأم لدى البلاد العربية وهو ٢١ مارس (آذار) فإن لهذا التاريخ قصة وبداية كانت من فكرة طرحها الصحفي المصري (علي أمين) حين كتب في عموده الخاص في جريدة أخبار اليوم:
“لماذا لا نتفق على يوم من أيام السنة نطلق عليه عيد الأم ونجعله عيدًا قوميًا في بلاد المشرق؟”.
ومن هنا أصبح هذا التاريخ ٢١ مارس، وهو يصادف بداية الربيع، اليوم الذي نحتفل به في كل البلاد العربية عيدًا للأم، وموعدًا لتكريمها وبرها وتقديم الهدايا لها عرفانًا بالجميل.
أما عن باقي الدول.. فتحتفل النرويج بهذه المناسبة في يوم ٢ فبراير والارجنتين في يوم ٣ أكتوبر واندونيسيا في يوم ٢٢ ديسمبر.
وهكذا اجتمعت الدول على ضرورة تكريم دور الأم، التي كرمها الله وجعل الجنة تحت أقدامها، وهي وصية رسول الله حين جاءه رجل فقال له: من أحق الناس بحسن صحابتي؟ فقال له رسول الله: أمك ثم أمك ثم أمك.
فالأم جوهرة قد لا يعرف قيمتها إلا من كوى بفقدها.
ولا ينبغى أن أنهي كلامي عن فضل الأم من غير أن أذكر أمي وأدعو لها بالرحمة.
حفظ الله أمهات العالم.
وكل عام وجميع الأمهات بخير.