كاتب إسرائيلى يحذر من عواقب الهجوم على رفح

كتب: أشرف التهامي

نشر الكاتب الاسرائيلي آفي يسسخاروف اليوم 19/3/2024 مقال رأى على موقع ” Ynet واي نت ” الاستخباري والمرتبط بالأجهزة الأمنية الاسرائيلية يحمل عنوان: ” مشكلة إسرائيل الحقيقية هي ما يأتي بعد الهجوم على رفح).

ويلقي الكاتب فى مقاله الضوء فيه على التحديات الأمنية التي تواجه اسرائيل في غزة ويؤكد أن أكبر تلك التحديات هو ما سيأتي بعد رفح في حال تجرأ نتنياهو على إجلاء 1.5 مليون مدني فلسطيني إلى أقصى جنوب قطاع غزة والمناطق المحيطة به غير عابئ بالإدانة الدولية لإسرائيل من جراء ذلك.

ويعتبر الكاتب أن الهجوم على رفح هو آخر التهديدات المتبقية التي تفرضها اسرائيل على حماس، ويلقي الضوء أيضا على البنية التحتية لحماس برفح وعلاقة سكان مدينة رفح بالعشائر المحلية بها هناك.

المقال

وفى التالى ترجمة للمقال.. حيث يقول الكاتب:
بما أن نتنياهو يرفض مناقشة اليوم التالي للحرب، فإن حماس تعود إلى المناطق التي تركتها القوات وتستأنف الحكم، مما أدى إلى فشل هدف إزاحتها من السلطة.

التحديات الأمنية التي تواجه اسرائيل

التحدي الأمني الأكبر الذي تواجهه إسرائيل في غزة ليس معبر رفح، بل ما يأتي بعد رفح. عاجلاً أم آجلاً، ما لم يكن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو خائفاً من الإدانة الدولية، سيبدأ الجيش الإسرائيلي بإجلاء 1.5 مليون مدني لجأوا إلى أقصى جنوب القطاع والمناطق المحيطة به.
من غير الواضح متى سيبدأ الهجوم لإزالة ما تبقى من كتائب حماس من رفح، وربما يتم ذلك فقط بعد نهاية شهر رمضان المبارك، على الرغم من أن إجلاء المدنيين قد يأتي في وقت أقرب.
ومن المرجح أن يعتمد القرار على المفاوضات الجارية لتأمين إطلاق سراح الاسرى، إن الهجوم على رفح هو أحد آخر التهديدات المتبقية التي تفرضها إسرائيل على حماس، وإذا فشلت المفاوضات، فقد يتم شن الهجوم عاجلاً.
وإذا نجح نقل المدنيين بعيداً عن الخطر، فإن الهجوم نفسه سيكون أقل تعقيداً من القتال في خان يونس. وهناك كانت لدى حماس كتائب النخبة وبنية تحتية دفاعية قوية.
وفي رفح، تمتلك حماس كتائب نظامية، كما أن سكان المدينة أكثر تحالفاً مع العشائر المحلية، بما في ذلك العائلات البدوية الأكثر تورطاً في الأنشطة الإجرامية والتهريب، الأمر الذي يدفع الجيش إلى توقع مقاومة أقل مما واجهه في أماكن أخرى.

ولكن ماذا بعد ذلك؟

إن القضاء على القدرات العسكرية لحماس سيكون كاملاً بعد الهجوم على رفح. ولن يكون لدى الحركة بعد الآن الكتائب اللازمة لمحاربة الجيش الإسرائيلي.
لن يكون لإسرائيل بعد ذلك أهداف عسكرية واضحة من شأنها أن تقصر عملياتها على التعامل مع الإرهابيين العشوائيين الذين سيستمرون في الظهور عبر فتحات الأنفاق ومحاولة مهاجمة القوات، في حين لم يتم إنشاء هيئة حكم بديلة لحماس في غزة”.بحسب قول الكاتب”

سكان غزة يكافحون من أجل الحصول على المساعدات الإنسانية في شمال القطاع
سكان غزة يكافحون من أجل الحصول على المساعدات الإنسانية في شمال القطاع

إن رفض نتنياهو مناقشة اليوم التالي للحرب يمكن أن يؤدي إلى مشاكل عسكرية وسياسية مع الجيش الإسرائيلي العالق في الوحل في غزة، دون مخرج. فبدلاً من بناء بديل يتكون من قوات السلطة الفلسطينية إلى جانب قوات الشرطة من الدول العربية والمجتمع الدولي، يقود رئيس الوزراء إسرائيل إلى طريق مسدود، وهو الجدار الذي ستواجهه إسرائيل، عاجلاً أم آجلاً.
ولن يكون هناك من يشرف على إمدادات الكهرباء والمياه والصرف الصحي والرعاية الاجتماعية للمليونين من سكان القطاع، وفي هذا الفراغ، من المؤكد أن حماس أو غيرها من الجماعات المسلحة المتطرفة ستتدخل في جلب الفوضى.
هذا هو الواقع الحالي في شمال غزة، مما يجبر الجيش الإسرائيلي على العمل في مستشفى الشفاء مرة أخرى. تعود حماس إلى المناطق التي تركها الجيش الإسرائيلي وتستعرض حكمها هناك بينما تحاول السيطرة على توزيع المساعدات الإنسانية. وهذا يعني أن الهدف المعلن للحرب، وهو القضاء على حماس كقوة حاكمة في القطاع، لم يتحقق، في حين لا تقترح الحكومة أي بديل.

………………………………

نبذة عن الكاتب الاسرائيلي:

آفي يسخاروف ( منمواليد 1973) هو صحفي إسرائيلي، معروف بتركيزه على الشؤون الفلسطينية، ومعلق رئيسى على شؤون الشرق الأوسط لصحيفة “تايمز أوف إسرائيل” وموقعها الإخباري الشقيق “والا” ، ومراسل الشؤون الفلسطينية والعربية لصحيفة “هآرتس”.

زر الذهاب إلى الأعلى