مائدة إفطار رمضانية فى كنيسة مسيحية بروما الإيطالية | صور

 

رسالة إيطاليا: إكرامى هاشم

اجتمعت أمس السبت الثالث عشر من رمضان الموافق 23 مارس الجارى، الجالية المسلمة في العاصمة الإيطالية روما، على مائدة إفطار رمضانية، احتضنتها أكبر كنائس روما، وسط احتفاء من المجتمع الإيطالي بشهر رمضان المبارك.

ويأتي شهر رمضان المبارك كل عام على العالم الإسلامي بروحانياته وطقوسه الخاصة التي تميزه عن بقية شهور العام، ولعل أبرز تلك الطقوس هو التجمع حول مائدة الإفطار.

الطيور المهاجرة

والطيور المسلمة المهاجرة في شتّى بقاع الأرض هي الأكثر اشتياقًا لتلك الطقوس والعادات بحكم وجودها بعيدًا عن أوطانها الأم، لذلك يأتي الشهر الفضيل مناسبة رائعة لتجمع تلك الطيور المهاجرة معًا وإضفاء روح الشهر الفضيل على أيام من حياتهم فى المهجر.

وتحتضن إيطاليا، نسبة كبيرة من أبناء الجالية المسلمة على أرضها، وهى أحد أهم محطات احتفاء أبناء تلك الجالية بشهر رمضان، يستعد يستعد أبناؤها من المسلمين في شتّى المدن الإيطالية المختلفة لاستقباله سنويًا من خلال إقامة تجمعات على موائد الإفطار التي يحرصون على إشراك المجتمع الإيطالي طقوسه وعاداته معهم لأجل تعريف المجتمع الإيطالى بالثقافة الإسلامية، وهو الأمر الذى يساهم في خلق حوار وتبادل بناءا للثقافات والحوار.

المجتمع الإيطالي يشارك

والملفت للنظر هو احتفال المجتمع الإيطالي نفسه بشهر رمضان مشاركة منه لأبناء الجالية المسلمة في إيطاليا، في دلالة على أن المجتمع الإيطالي مجتمع متعدد الثقافات ويسع جميع المعتقدات.

وفي تجمع لأبناء الجاليات العربية والمسلمة في روما وبمشاركة كبيرة من المجتمع الإيطالي احتضنت كنيسة سان باولو، أحد أكبر كنائس العاصمة الإيطالية، فاعلية ومائدة إفطار كبرى دعت إليها ونظمتها الجمعية الإيطالية العربية التي يترأسها الدكتور العربي من أصل يمني “حسن صبري”.

وشهدت الفعالية حضوراً كبيراً من أبناء الجالية العربية والمسلمة في روما، وخاصة من أبناء الجيل الثاني، وعدد من رموز وأقطاب الجالية في روما.

والملفت أن عددا كبيرا من رموز المجتمع الإيطالي وممثلين عن الأحزاب والتيارات السياسية المختلفة وممثلين عن بلدية روما، شاركوا الجالية المسلمة إفطارهم ، معربين عن سعادتهم بمشاركة أبناء الجالية المسلمة احتفالهم بالشهر الكريم.

وامتلأت المائدة الرمضانية التى مدت داخل كنيسة سان باولو قد بالأطباق العربية التقليدية التي يفتقدها أبناء الطيور العربية في المهجر.

التوقيت

جاءت الفعالية في توقيت تشهد فيه إيطاليا حالة من الجدل وهجمة تشنها بعض التيارات ضد معالم الثقافة الإسلامية لأبناء الجالية المسلمة في إيطاليا بعد إعلان إحدى المدارس اعتبار يوم عيد الفطر أجازة رسمية بالمدرسة التي تضم نسبة كبيرة من طلابها من المسلمين، وجاء هذا التجمع فى الإفطار الرمضانى بمثابة رسالة للجميع تعكس تضامن المجتمع الإيطالي مع أبناء الجالية المسلمة ورفضهم لكافة حملات التشويه ضد الثقافة الإسلامية.

كلمات ألقيت على هامش الاحتفالية

وهو الأمر الذي أكد عليه الدكتور حسن صبري في كلمته أمام الحضور ، وقد رحب فيها بالجميع مؤكداً فيها على هدف جمعيته التي تعمل من أجله وهو التعايش والاندماج في المجتمع الإيطالي ومبدأ الأخوة الذي أكد عليه الإسلام، مشدداً على ضرورة مد جسور التواصل دائماً بين أبناء الجالية العربية والمجتمع الإيطالي.

كما أكد د. صبرى على أن المجتمع الإيطالي يقوم على مبدأ تعدد الثقافات واحتضانه لكافة المعتقدات، موجهاً الشكر إلى الدولة الإيطالية التي تسع الجميع دون تمييز.

وفي نفس السياق، أشار فضيلة الشيخ محسن عرفة، إمام مسجد لاورنتينا بروما، في كلمته التي ألقاها على الحضور، إلى مبدأ التسامح والتعايش في الإسلام وتقبل الآخر، وهو الأمر الذي سبقت فيه الشريعة الإسلامية كافة الشرائع والقوانين، مستشهداً بالآية الكريمة “يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم”.

وأكد إمام مسجد لاورنتينا أن الأمر نفسه أكدت عليه الدستور الإيطالي والقوانين، وهو مبدأ حرية الاعتقاد.

أهمية الصيام

كما ألقى الدكتور عاصم مجاهد، عضو الجمعية الإيطالية العربية، محاضرة باللغة الإيطالية على هامش الفاعلية، تحدث فيها عن أهمية الصيام بالنسبة للمسلمين وتأثيره الروحي على النفس.

وتطرق د. مجاهد في كلمته إلى تعاليم الإسلام السمحة وكيف أن الإسلام يدعو الناس إلى مبدأ التسامح والأخوة الإنسانية.

وجاءت أغلب كلمات الحضور من رموز المجتمع الإيطالي مؤكدة على تضامنهم مع أبناء الجالية المسلمة وترحيبهم بوجود الثقافة العربية في المجتمع الإيطالي، والتي أصبحت جزءًا لا يتجزأ من هذا المجتمع الذي يرحب بكل الثقافات والحضارات.

كانت أيضا، القضية الفلسطينية حاضرة بقوة في الفعالية من خلال التضامن الذي عبر عنه المتحدثون من رموز المجتمع الإيطالي للشعب الفلسطيني، وخاصة ما يعانيه أبناء ذلك الشعب يوميًا جراء الممارسات الإسرائيلية اليومية.

طالع المزيد:

عيد الفطر إجازة فى أحد المدارس.. قرار يثير الجدل فى إيطاليا ما بين المسلمين واليمين المتطرف

زر الذهاب إلى الأعلى