في علم المعارف والصفات الإلهية (14) العظيم.. الغفور.. الشكور
حلقات يكتبها: محمد أنور
العظيم
سبحانه وتعالى الخالق العظيم ذو القدرة المطلقة لما نراه ونعرفه، ولما لا نراه ولا نعرفه ولم نهتدى إليه، ففي معنى هذا الإسم العظيم كل الدلائل التي تشير إلى عظمة وقدرة وهيمنة الله وإحكام قبضته على كل خلقه، هو وحده ذو العظمة والجلال المتعالي بعظمته على كل عظيم، فلا يعجزه شئ ولا يخرج عن حكمه أحد إلا بحكمته وقدرته.
وبأدراك معنى إسم الله تعالى العظيم يطمئن الإنسان ويعيش في راحة وسكينة، لانه سبحانه وتعالى العظيم الذي يدبر كل الأمور، ويحمى الإنسان من كل الشرور، وعلى قدر عظمته يكون عطاؤه للإنسان بلا حدود، فالعظيم يعطى على قدر عظمته.
الله وحده المستحق لهذا الوصف، ولا شك أن الله تعالى وحده هو العظيم الذى يعطى ويمنح، ويهب وينزع، ويقدر ويعفو، ويجب على الإنسان أن يرتفع ويعلو بالعلم والإيمان.
وتتجلى عظمة الله تعالى في القرآن الكريم فيقول الله تعالى ( ولقد ءاتينك سبعا من المثانى والقرءان العظيم)
اللهم بحق القرآن العظيم نسألك يا عظيم أن تنصر المسلمين في فلسطين يارب العرش الكريم.
الغفور
الغفور الرحيم فاتح باب الرجاء والتوبة أمام العاصين والمذنبين، سبحانه وحده لا شريك له هو الغفور الرحيم صاحب العفو والمغفرة يمحو ويصفح كل الذنوب، ذو الرحمة كثير العفو والصفح والغفران.
ومن الدقائق اللغوية أن الغفور يأتي بمعنى الغفار، إلا أن الغفور يختلف عن الغفار في الدلالة؛ فالغفار صيغة مبالغة ينبئ عن كثرة الفعل، أى أنه يغفر مرة بعد الأخرى.
أما الغفور هى على وزن فعلول، فيدل على وجود الفعل وكماله وشموله، فهو غفور بمعنى أنه تام المغفرة والغفران حتى يبلغ أقصى درجات المغفرة.
الشكور
سبحانه وتعالى وحده الشكور الذي ينبغي على الإنسان أن يثنى عليه بالشكر ويعترف بأن الله وحده المتفضل علينا، يسر لنا سبل العيش، ووهبنا السمع والبصر والفؤاد، ومنحنا العقل والحس والشعور، فسبحانه وتعالى وحده المستحق لمطلق الشكر.
قال الله تعالى ( والله اخرجكم من بطون امهتكم لا تعلمون شيئا وجعل لكم السمع والابصر والافئدة لعلكم تشكرون).
وفى الحمد والشكر وعد الله الحامدين والشاكرين بالزيادة، سواء زيادة في المال والصحة والنجاح أو في الحسنات ورفع الدرجات، أو توفيق الإنسان لمزيد من الشكر والحمد والطاعة، وأكثر الناس شكرا وحمدا لله هم الأنبياء، لأنهم أكثر الناس معرفة بقدر الله.
قال الإمام أبو حامد الغزالي عن شكر الإنسان لربه ( وأما شكره لله فلا يكون إلا بنوع من المجاز ؛ فإنه إن أثنى على الله فثنائه قاصر لأنه لا يحصى ثناء عليه، وإن اطاع فطاعته نعمة أخرى من الله تعالى عليه، بل عين شكره نعمة أخرى من الله عليه، بل عين شكره نعمة أخرى وراء النعمة المشكورة، وأنما أحسن وجود الشكر لنعم الله تعالى ألا يستعملها كون العبد شاكر لربه).
اللهم أجعلنا من عبادك الشاكرين الحامدين الذاكرين الصالحين وصلى اللهم على سيدنا محمد في الاولين و الاخرين وفي الملأ الأعلى إلى يوم الدين.