في علم المعارف والصفات الإلهية (12) السميع.. البصير.. الحكم.. العدل

 

 

 

حلقات يكتبها: محمد أنور

السميع

سبحان الله السميع لكل صوت فلا يغيب عن سمعه همس وإن خفى، هو السميع الذى يسمع الحامدين فيجازهيم، وهو السميع لنداء المستغيثن ودعاء الداعين فيستجيب لهم.
سبحان السميع الذى يسمع الجهر والسر، ويسمع ما خفي وما أعلن، يقول الله تعالى( أم يحسبون أنا لا نسمع سرهم ونجواهم بلى ورسلنا لديهم يكتبون).
كل إنسان مسئول عما يسمع، فلا تترك أذنك للغيبة والنميمة والكلام البذئ، وايضا كل إنسان عليه أن لا يسئ بالقول لأحد، وأن يعرض عن السوء والباطل واللغو والاثم، وأن يتبع الحق والعدل والرحمة.
قال تعالى ( قد سمع الله قول التى تجدلك في زوجها وتشتكى إلى الله والله يسمع تحاوركما أن الله سميع بصير).

البصير

سبحان الله البصير الذى يرى ويبصر كل شيء فلا يغيب عنه ما تحت الثرى، وهو يدرك خائنة الأعين وما تخفي الصدور.
يرى الله كل إنسان ويبصره وهو يعصيه ويرتكب الذنوب، فليخجل الإنسان من نفسه وهو يعلم الحقيقة أن الله تعالى البصير الذى لا يخفى عليه شيء في الارض ولا في السماء.
أنعم الله علينا بالبصر لنشاهد ونرى ونتأمل في خلق السموات والأرض واختلاف الليل والنهار وأن نعتبر لقوله تعالى ( فاعتبروا يأولى الأبصار)
يجب على كل إنسان أن لا يستهين بنظرة محرمة، فلا تدع نظرك ينظر إلى ما حرم الله، وانما على كل إنسان أن يبصر ويتأمل في ملكوت الله والتفكير في آيات الله.

الحكم

سبحان الله الحكم الذى تجتمع فيه كل الصفات الفاضلة في هذا الاسم الحكم ؛ هو الله العادل والعاقل والحليم على بينة من امرة وكل شىء عنده بمقدار وحكمة لا يعملها إلا هو.
تجتمع في هذا الإسم العظيم كل صفات الحكمة والعدل وكلها صفات لا توجد إلا عند الله الحكم العدل، الذى يحكم بين عباده بالعدل والقسط، ويفصل بين الحق والباطل.
قال تعالى ( وإن ربك ليحكم بينهم يوم القيمة فيما كانوا فيه يختلفون).
نزلت الأحكام والشرائع في كتاب الله وعلى لسان رسوله صلى الله عليه وسلم، وفصلت الأحكام لمنهج متكامل لا ينقص منها أى شىء ، منهجا مستقيما يقوم على إرساء العدل والمساواة بين الناس، ولان الله تعالى هو الحكم العدل فقد أرسل رسله عليهم السلام، ليحكموا بين الناس بالعدل والقسط، لأن العدل هو أساس الملك وأسمى المبادئ التي تنادى بها الأمم الصالحة.
قال الله تعالى ( إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمنت إلى أهلها وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل إن الله نعما يعظكم به إن الله كان سميعا بصيرا)
وكان الرسول صلى الله عليه وسلم، أعلم الحاكمين وكان دائما يتوخى العدل في حكمه بين المسلمين وبين كل الناس، ويطالبنا الله تعالى أن نتعلم الحكم بالعدل، وأن نستقيم ونتبع أوامر الله، وأن العدل هو أقرب طريق للتقوى.
إياك إياك إياك والظلم فلا ينطق لسانك إلا بالصدق والحق مهما كلفك الأمر.
قال الله تعالى ( إنا انزلنا إليك الكتاب بالحق لتحكم بين الناس بما أراك الله ولا تكن للخائنين خصيما).

العدل

سبحانه وتعالى صاحب العدل المطلق وحاشا لله العدل أن يتصف بالظلم، فالعدل هو صفة الله سبحانه وتعالى، وهذا العدل المطلق الذي يتصف به الله يجعل الإنسان مطمئنا بأن كل ما يقوم به من عمل لن يضيع هبأ وسدى، لكنه سيلقى كل تقدير وعناية.
قال الله تعالى ( وما أنا بظلم للعبيد).
يعجز العلماء أمام عدل الله فى ميزانه الدقيق في خلق الكون، والتوازن العجيب، فلو اقتربت الشمس قليلا من الأرض لاحترقنا واحترقت الأرض كلها.
كل ما يدور في الكون بعدل من الله سبحانه وتعالى العدل القادر المقتدر على كل شيء.
قال الله تعالى ( إن الله يأمركم بالعدل والأحسن وايتآى ذى القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغى يعظكم لعلكم تذكرون).
سبحان من سخرنا واستعملنا على الوجه المقبول للحكم العدل بين الناس، بما شرع الله وما أعده للناس جميعا، والحمد لله الذي يجنبنا الظلم ويحفظنا ويحمينا من الظالمين المتكبرين، سبحانه وتعالى هو العدل المطلق، ولا اعتراض على حكمه ولا راد لقضائه، سبحانه هو الحكم العدل، سبحانه وتعالى خلق كل شيء بمقدار وميزان دقيق، وأول هذه المخلوقات هو الانسان نفسه الذى سواه في أحسن صورة وافضل تقويم.

اقرأ فى هذه السلسلة:

في علم المعارف والصفات الإلهية (11) الخافض – الرافع.. المعز – المذل

في علم المعارف والصفات الإلهية (10) العليم ..القابض – الباسط  

زر الذهاب إلى الأعلى