بعد 114 شهرا من عمله المشبوه في سوريا.. أبرز عمليات التحالف الدولى
كتب: أشرف التهامي
بذريعة مواجهة تنظيم “الدولة الإسلامية” الارهابي يدعي التحالف الدولي مواصلة عملياته في سورية للشهر 114 على التوالي، ومن ثم يتواصل عمليات إرسال التعزيزات العسكرية إلى مناطق سيطرة ربيبته قوات سوريا الديمقراطية (قسد) الانفصالية ويختلق عمليات المداهمة والاعتقال والعمليات الأمنية المختلفة في مختلف مناطق سيطرة الانفصالية “قسد”.
وقد قام المرصد السوري لحقوق الإنسان المعارض للدولة السورية والمرتبط بالمخابرات البريطانية والمتواجد علر الاراضي السورية من خلال شبكة عملاءه من الخونة والخلايا النائمة برصد وإحصاء جميع عمليات وتحركات التحالف الدولي خلال الشهر 114.
وفي هذا التقرير نقوم باستعراض أبرز تلك العمليات والتي جاءت كالتالي:
فقد شهد الشهر114، دخول نحو 240 شاحنة وآلية تابعة للتحالف، تحمل معدات لوجستية وعسكرية، دخلت من إقليم كردستان العراق على 5 دفعات بتواريخ 25 و29 من فبراير، و12 و13 و21 مارس وتوجهت إلى قواعد التحالف الدولي في الحسكة ودير الزور ضمن منطقة شمال شرق سورية.
كما استقدمت قوات التحالف الدولي تعزيزات عسكرية ولوجستية عبر الجو، حيث رصد المرصد السوري لحقوق الإنسان خلال الشهر، هبوط نحو 14 طائرة شحن تابعة للتحالف ضمن قواعدها في الحسكة ودير الزور، تحمل على متنها أسلحة وذخائر ومعدات عسكرية ولوجستية بالإضافة لجنود.
في حين واصلت قوات المقاومة الاسلامية في العراق وسورية هجماتها المتصاعدة على قواعد التحالف الدولي داخل الأراضي السورية، في إطار حملة الانتقام لغزة، حيث رصد المرصد السوري لحقوق الإنسان، هجومين اثنين نفذتهما تلك الجماعات وعلى رأسها “المقاومة الإسلامية في العراق”، خلال الشهر 114، وتوزعت الاستهدافات آنفة الذكر على النحو الآتي:
— 1 على قاعدة حقل العمر النفطي
— 1 على قاعدة حقل كونيكو للغاز
فيما جاءت تفاصيل تلك الاستهدافات على النحو الآتي:
-24 فبراير، استهدفت فصائل المقاومة الاسلامية، برشقة صاروخية، القاعدة الأمريكية الأكبر في سورية بحقل العمر النفطي شرق دير الزور، تزامنا مع إجراء القوات الأمريكية تدريبات عسكرية في القاعدة، في حين دوت انفجارات نتيجة محاولة المضادات الأرضية التصدي للصواريخ.
-25 فبراير، سمع دوي انفجارات في ريف دير الزور، ناجمة عن قصف صاروخي نفذته فصائل المقاومة الاسلامية استهدف القاعدة الأمريكية بمعمل كونيكو للغاز شمال مدينة دير الزور.
ومنذ ذلك الحين أوقفت المجموعات فصائل المقاومة الاسلامية ، نشاطاتها ضد القواعد الأمريكية في سوريا، بأوامر من القيادة العسكرية للقوات الإيرانية.
بينما ردت القوات الأميركية بثلاث جولات من القصف الجوي على مواقع فصائل المقاومة الاسلامية بدير الزور، مخلفة 3 قتلى من العسكريين، أحدهما من الجنسية السورية، و2 من جنسيات عربية وآسيوية، فضلاً عن تسببها بخسائر مادية، فيما جاءت التفاصيل على النحو الآتي:
-6 مارس، قتل 3 عناصر من فصائل المقاومة الاسلامية بينهم 2 من جنسية غير سورية في استهداف طائرة مسيّرة استهدفت آلية عسكرية للميليشيات في محيط مزار “عين علي” في بادية الميادين بريف دير الزور الشرقي.
-14 مارس، استهدفت طائرة مسيّرة شاحنة نوع براد تابعة لفصائل المقاومة الاسلامية في قرية الهري بريف البوكمال بريف دير الزور الشرقي بعد دخولها برفقة عدة شاحنات أخرى عبر معبر البوكمال الحدودي قادمة من الأراضي العراقية.
-15 مارس، دوت انفجارات عنيفة ناجمة عن استهداف طائرة مسيّرة لشاحنة تابعة لفصائل المقاومة الاسلامية بعد دخولها الأراضي السورية قادمة من العراق عبر معبر البوكمال بريف دير الزور الشرقي.
ورصد المرصد السوري لحقوق الإنسان خلال الشهر 7 تدريبات عسكرية لقوات التحالف 6 منها مع قسد الانفصالية و1 مع جيش سوريا الحرة الارهابي جاءت تفاصيلها على النحو الآتي:
– 24 فبراير، سمع دوي انفجارات في قاعدة حقل العمر النفطي شرقي دير الزور وهي أكبر قواعد “التحالف الدولي” في سورية، نتيجة تدريبات عسكرية للقوات الأمريكية بالذخيرة الحية وعلى أهداف وهمية، في إطار رفع الجاهزية القتالية والقدرة على صد الهجمات المعادية.
-10 مارس، دوت انفجارات عنيفة بريف دير الزور الشرقي ناجمة عن تدريبات عسكرية بالذخيرة الحية بين قوات سوريا الديمقراطية الانفصالية وقوات “التحالف الدولي” في حقل العمر النفطي أكبر قواعد التحالف في سورية، لرفع الجاهزية القتالية، واستعدادا لهجمات محتملة من قبل فصائل المقاومة الاسلامية.
-11 مارس، أجرت قوات “التحالف الدولي” وبمشاركة قوات سوريا الديمقراطية الانفصالية ، تدريبات عسكرية بالذخيرة الحية في قاعدتها العسكرية بحقل العمر النفطي بريف دير الزور الشرقي أكبر قواعد التحالف بسوريا.
-13 مارس، سمع دوي انفجارات عنيفة ناجمة عن تدريبات عسكرية بالذخيرة الحية بين قوات “التحالف الدولي” وبمشاركة من قوات سوريا الديمقراطية الانفصالية في قاعدة تل بيدر شمالي الحسكة، لرفع الجاهزية القتالية لدى الجنود، حيث شارك في التدريبات سلاح الجو الحربي التابع للتحالف.
-16 مارس، دوت انفجارات عنيفة ناجمة عن تدريبات عسكرية لقوات “التحالف الدولي” في قاعدة التنف بمنطقة الـ 55 كيلومتر عند مثلث الحدود السورية – الأردنية-العراقية، وسط تحليق مكثف على علو منخفض للطيران المروحي، لرفع الجاهزية القتالية لدى الجنود.
-16 مارس، دوت انفجارات عنيفة في ريف دير الزور، ناجمة عن تدريبات عسكرية بالذخيرة الحية للقوات الأمريكية و”قسد” الانفصالية في حقل العمر النفطي بريف دير الزور أكبر القواعد الأمريكية بسورية.
-22 مارس، سمع دوي انفجارات عنيفة في ريف دير الزور الشمالي، نتيجة إجراء قوات “التحالف الدولي” تدريبات عسكرية بالذخيرة الحية في منطقة حقل كونيكو للغاز
كذلك أحصى المرصد السوري خلال الشهر، مشاركة التحالف الدولي في 2 عمليات مشتركة مع قوات سوريا الديمقراطية الانفصالية، تمثلت بمداهمات وإنزال جوي، وأسفرت العمليات تلك عن اعتقال 11 شخص من عناصر وقيادات تنظيم “الدولة الإسلامية” الارهابي.
جيش سورية الحرة” الارهابي
على صعيد منفصل، عزل التحالف الدولي لقائد فصيل “جيش سورية الحرة” الارهابي العقيد المنشق “فريد القاسم” بتاريخ 29 فبراير وعين قائداً ارهابياً جديداً للفصيل بدلاً عنه، وهو المقدم “سالم العنتري”.
والمقدم “سالم العنتري” منشق عن قوات الجيش العربي السوري منذ العام 2012، وعمل مع عدة فصائل ارهابية مسلحة في الغوطة الشرقية بريف دمشق، ثم انتقل إلى مخيم الركبان عند مثلث الحدود السورية – الأردنية-العراقية، وانضم في العام 2018 لفصيل جيش “مغاوير الثورة” الارهابي (جيش سورية الحرة حالياً).
ويضم جيش سورية الحرة الارهابي مئات المقاتلين، بينهم ضباط وضباط صف منشقين عن قوات الجيش العربي السوري، وأفراد مدنيين ارهابيين انخرطوا بالعمليات العسكرية ضد قوات الجيش العربي السوري وانتسبوا للفصيل الارهابي، ويقدر تعداد هؤلاء نحو 500 مقاتل ارهابي لديهم الخبرة العسكرية الكافية نتيجة ما اكتسبوه خلال السنوات السابقة، ويخضع الأفراد لتدريبات مكثفة من قبل “التحالف الدولي” تركزت بعد التغير الذي حدث بقيادة الفصيل الارهابي في أكتوبر من العام 2022 الماضي.
مارس. شهر آخر بلا شفافية
برغم مطالبة المجتمع الدولي بالتحقيق في معلومات عن مقتل 200 شخص من عناصر تنظيم الدولة الإسلامية وعوائلهم من النساء والأطفال، في مجزرة ارتكبتها طائرات التحالف الدولي بقصف مخيم “الباغوز”، في 21 مارس 2019، لم يتم إعلان نتائج التحقيقات مع معتقلي تنظيم “الدولة الإسلامية” الارهابي والكشف عن مصير آلاف المختطفين.
ووفقا للمعلومات التي حصل عليها “المرصد السوري” المعارض آنذاك، فقد جرى دفن الجثث الـ200 فجر ذلك اليوم، دون معلومات عما إذا كان التحالف الدولي كان على علم بوجود أطفال ونساء من عوائل التنظيم داخل المخيم أم لا. وعلى الرغم من كل تلك المناشدات، فإنها لم تلق صدى حتى الآن من قبل تلك الأطراف المسؤولة.
ووفقاً لخبراء ومراقبين للشأن السوري وانتهاكات التحالف الدولي المشبوه بقيادة الولايات المتحدة الامريكية في سوريا و العراق يؤكدون أنه كان من الممكن تجنب الخسارة الفادحة في أرواح المدنيين السوريين إذا لم يكن التحالف الدولي قد صم آذانه عن دعوات المنظمات النسانية المحايدة ومطالبات الدولة السورية والمجتمع الدولي برمته لتحييد المدنيين عن عملياته العسكرية، حيث إن وجود عنصر من تنظيم “الدولة الإسلامية” الارهابي أو من المجموعات الجهادية الارهابية الأخرى في منطقة مدنية، لا يبرر بأي شكل من الأشكال قصف المنطقة وإزهاق أرواح المدنيين فيها. كما أن قادة التحالف الدولي وقوات سوريا الديمقراطية الانفصالية مطالبون، بإعلان نتائج التحقيقات مع معتقلي تنظيم “الدولة الإسلامية” والكشف عن مصير آلاف المختطفين.
كذلك، لا بد أن تعي الأطراف المنخرطة في الأزمة السورية أن الموارد النفطية وموارد الغاز التي يسيطر عليها التحالف الدولي الآن ليست ملكا لأحد سوى الشعب السوري، وبالتالي فإن الأطراف المعنية ملزمة بضرورة الحفاظ على تلك الموارد وضمان عدم سرقتها أو الاستيلاء عليها بأي شكل من الأشكال، حيث إنها ملكا لـلولة السورية التي تمثل الشعب السوري الذي عانى الويلات على مدار أكثر من 13 سنة، وتحذر الدولة السورية والمجتمع الدولي من تداعيات إساءة استغلال تلك الموارد أو الاستيلاء عليها وحرمان السوريين منها.