في علم المعارف والصفات الإلهية (15) العلى.. الكبير.. الحفيظ.. المقيت
حلقات يكتبها: محمد أنور
العلى
سبحانه وتعالى العلى الأعلى، ويؤكد إسم الله تعالى العلى أن الله فوق كل مكانة، ومنزلته فوق كل منزلة ورتبة، وعظمته لا يدانيها أحدا من خلقه، وذاته أكبر من أن تضام، كل من التجأ إليه عز، ومن احتمى به هدى إلى صراط مستقيم، أما من استغنى وتكبر فقد ضل الطريق إلى مكان سحيق، وانخفض إلى أسفل سافلين.
قال الله تعالى ( يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أتوا العلم درجت) .
يعرف الأنبياء والملائكة صلوات الله عليهم أجمعين، قدر الله تعالى ومكانته العظيمة، سبحانه وتعالى العلى الأعلى، صاحب الجلال والكمال والجمال، الذى ليس فوقه أحد بل هو العلى الأعلى ( الرحمن علي العرش استوى) .
يبلغ الإنسان مكانة مرموقة بطاعة الله وإخلاصه لله في السر والعلن، لأنه وحده العلى الذى بيده أن يرفع مكانة الإنسان سواء في الدنيا أو الآخرة.
قال الله تعالى (ذلك بأن الله هو الحق وأن ما يدعون من دونه هو البطل وأن الله هو العلى الحكيم).
الكبير
سبحان الكبير الحق وكل ما دونه باطل، الله أكبر كبير والحمد لله كثيرا، وسبحان الله بكرة واصيلا، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذة الكلمات عجبت لها فتحت لها أبواب السماء.
تفتح لك أبواب السماء ويستجاب لصاحب هذه الكلمات، سبحان الله الكبير المتصف بالجلال وكبر المقام وعلو المكانة والشئن.
قال الله تعالى ( وقل الحمد لله الذي لم يتخذ ولدا ولم يكن له ولى من الذل وكبره تكبيرا).
وفي الأعياد نشعر بالوجود كله يكبر ويهلل معنا، والحياة تسبح بحمد الله، فرحا وتهليلا وتكبيرا لله العلى الأعلى العالم التقى، المرشد للأخلاق، هنا أسرار الأنوار وعلم المعارف التي تأخذك إلى الملكوت السماوية وتتصل بصاحب الاسماء والصفات الإلهية، الكبير المقام والمكانة العظيمة.
الله اكبر كبيرا، والحمد لله كثيرا، وسبحان الله بكرة واصيلا، اللهم ياكبير يا على يامتعالى نسألك أن ترفع درجاتنا ومنزلتنا، وان تفيض علينا من بركاتك ورحماتك، و نسألك اللهم الهدى والتقى والعفاف والغنى والستر والصبر والفوز بالجنة والنجاة من النار.
الحفيظ
سبحانه وتعالى الحفيظ، حفظ الإنسان من كل سوء وشر، فالإنسان يعيش مطمئنا ساكنا بحفظ الله ورعايته، يعيش دون خوف سالما من كل فزع بحفظ الله وحمايته من همزات الشياطين ووسوسة النفس، ومن كل شئ يريد بالإنسان سوءا، سبحان الحفيظ الحافظ.
قال الله تعالى ( وإن عليكم لحفظين* كراما كتبين* يعلمون ما تفعلون).
الحفيظ هو الله حافظ السموات والأرض، وحافظ الوجود ولا احد غير الله ذو القدرة الخاصة والقوة والحكمة والعلم، ولا يتصف بكل هذه الصفات الإلهية سوى الله سبحانه وتعالى.
حفظ القرآن الكريم، وعلى الإنسان أن يحفظ جوارحه وقلبه، ويحفظ دينه ويصونه عن الشهوات والغضب والخداع والغرور، وكل ذلك بالاستمساك بحبل الله المتين.
المقيت
سبحان الله المقيت؛ القادر المقتدر الذي لا يعجزه شئ، ولا يخرج عن سلطانه أحد فهو القاهر فوق عباده، والقدرة هنا تضاف إليها العلم والحكمة، والمقيت سبحانه وتعالى هو الذي يجمع بين القدرة والقوة والحكمة والعلم والحلم والأناه.
المقيت سبحانه وتعالى هو خالق الاقوات والأرزاق ومقسمهما على الأبدان، وبذلك فإن معنى المقيت أى الرزاق ويشمل كل انواع الرزق.
اللهم يا أول الأولين و يا أخر الأخرين، ياذا القوة المتين، يا راحم المساكين، يا أرحم الراحمين احفظنا من كل سوء وشر وانصرنا واسترنا واغننا من فضلك وكرمك ياكريم.
اقرأ فى هذه السلسلة:
