تقرير إسرائيلي يستعرض العشائر الأكثر نفوذا في غزة واستعدادها لحكم القطاع

كتب: أشرف التهامي

تمتلك العديد من العائلات القوية في قطاع غزة الوسائل اللازمة للسيطرة على مناطق واسعة من غزة في الوقت الذي تعارض فيه حماس، لكن الخوف من التداعيات قد يكون عائقا أمام تعاونها مع إسرائيل فى السيطرة على القطاع.
تشير عدد من التقارير التي نشرت منذ بداية الحرب في غزة إلى أن إسرائيل تدرس تسليم السيطرة على القطاع إلى العشائر الغزية الموجودة في المنطقة بعد انتهاء الحرب.

ولهذه العائلات المهمة والمسلحة كلمة كبيرة في الجمهور الفلسطيني، بل وتسيطر على أجزاء من القطاع.
وحول هذا الامر الشائك والمعقد للغاية نشرت صحيفة “يديعوت احرونوت ” الإسرائيلية، تقريراً تستعرض فيه أهم العشائر العربية في قطاع غزة ومدى العلاقة بين كل منها وحماس.

والتقرير يلقي الضوء على أيدلوجية العشائر ويقسم تلك العشائر إلى قسمين ، الأول فى تنازع مع حماس ويوجد بينهما مشاحنات وضغائن ، والثاني لم يتنازع مع حماس.

وركز التقرير على عائلة دحلان والتي برغم صغر عددها وقلة نفوذها إلا أنها تتطلع للسلطة من خلال ابنها محمد دحلان المنبوذ من حركة فتح والمقرب من السلطات الإسرائيلية وأحد أهم المرشحين لإزاحة محمود عباس من سدة الحكم من خلال السلطة الفلسطينية والتي يراها كثيرون أنها غير مؤثرة في الصراع العربي الفلسطيني وصاحبة علامات الاستفهام الأبرز في تاريخ الصراع مع الكيان الصهيوني .
وعلى الرغم من طلب رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو محاولة التعاون مع تلك العشائر، إلا أن هذا الأمر سيكون صعبا خاصة لدى أولئك الذين سيكونون على استعداد للإعلان عن ذلك علناً.
وفى التالى ننقل عن التقرير الإسرائيلى ما نشره عن العشائر الرئيسية في غزة، ومدى احتمال تعاونها مع إسرائيل.

عائلة دغمش

وتعتبر عائلة دغمش من أكبر العائلات في قطاع غزة. ويقيم معظم أعضائها في حي الصبرة بغزة، وينتمون إلى حركتي حماس وفتح وفصائل فلسطينية أخرى. كما تدعم العائلة جماعة جيش الإسلام، وهي منظمة صغيرة تابعة لتنظيم القاعدة الإرهابي العالمي بقيادة أحد أفراد العائلة، ممتاز دغمش.”بحسب التقرير”
ووقعت إحدى الاشتباكات الكبرى بين العلبة وحماس بعد وقت قصير من سيطرة حماس على قطاع غزة.
و في 15 سبتمبر 2008، حاولت قوات الأمن التابعة لحماس اعتقال عدد من أفراد العشيرة في حي الصبرة. واندلعت اشتباكات عنيفة بين الجانبين، حيث دارت اشتباكات عنيفة بالأسلحة النارية بمختلف أنواعها والصواريخ.

عشيرة دغمش

وفقدت العشيرة 11 من أفرادها وأصيب 46 آخرون في الاشتباكات. وقُتل أحد ضباط شرطة حماس وأصيب آخر. وأدانت فتح تصرفات حركة حماس، وادعت أنها نفذت “مجزرة” بحق عائلة دغمش، التي ينتمي عدد كبير منها إلى الحركة.
وقبل أسبوعين، أعدمت حماس رأس العشيرة، فيما اعتبر رسالة قاسية لبقية العشائر في غزة بعد أن ترددت أنباء عن وجود اتصالات بين الزعيم والسلطات الإسرائيلية.

“عشيرة حلس”

العشيرة التي كادت أن تهرب من القطاع، عشيرة حلس هي عائلة عريقة وتعتبر ثالث أكبر عشيرة في قطاع غزة. والعديد من قادة الوحدات والفصائل المختلفة في قطاع غزة ينتمون أو ينتمون إلى العائلة. وبحسب الدكتور أحمد حلس، فإن العديد من أفراد الأسرة يعيشون بالقرب من حدود غزة، شرق مدينة غزة.
وينتمي معظم شباب العشيرة إلى حركة فتح. ووصل بعض أفراد العائلة إلى واجهة الحركة، منهم أحمد حلس (أبو ماهر) – أمين سر حركة فتح في قطاع غزة، وسليمان حلس – أحد قادة قوات الأمن الوطني في غزة قبل انقلاب حماس، وعاطف حلس – الذي كان مسؤولاً عن الأمن الخاص في غزة. الأمن الوقائي الفلسطيني.

عشيرة الحليس
عشيرة الحليس

ونظرًا لنشاط العشيرة المكثف في حركة فتح، فقد تورطت أيضًا في مواجهات مع حماس بعد سيطرة حماس على قطاع غزة.
في عام 2008، حاصر ضباط شرطة حماس وأعضاء كتائب عز الدين القسام حي الشجاعية. أطلق عناصر من حماس النار في المنطقة مما أدى إلى إصابة أكثر من 12 شخصًا، من بينهم اثنان من أعضاء حماس، وإصابة 80 آخرين.
وقالت حماس أن سبب الاشتباكات كان بسبب محاولة اعتقال أفراد عشيرة قالت الحركة إنها مرتبطة بانفجار في غزة أدى إلى مقتل خمسة مسلحين على الأقل من حماس – وهو ما نفته العائلة. وعقب المعركة فر العشرات من أبناء العشيرة إلى الضفة الغربية.

العشائر التي لم تقاتل حماس

وتعتبر عائلتي المصري وكفارنة من أكبر العشائر في قطاع غزة، وتتشابه في قوتها مع عشائر الحلس ودغمش. لكنهم لم يتورطوا في اشتباكات مع حماس أو مع فتح.

المصلون في مسجد يملكه المصري
المصلون في مسجد يملكه المصري

وعلى الرغم من أن العائلتين لم تقاتلا حماس، إلا أنه كان بينهما نزاع دموي حاد ومستمر. استشهد أحد أفراد عائلة كفارنة، التي تسكن بشكل رئيسي في منطقة بيت حانون شمال قطاع غزة، على يد أحد أفراد عائلة المصري. ولم تنته المعارك بينهما إلا بعد تدخل هيئة علماء فلسطين.
العشيرة تضغط لرئاسة السلطة الفلسطينية
ومن العشائر البارزة الأخرى في قطاع غزة، عائلة دحلان، التي تعتبر من العائلات الصغيرة من حيث الحجم والنفوذ في القطاع.

ووفقاً للصحفي محمد شاهين من غزة، لم تتصدر هذه القضية عناوين الأخبار إلا بعد وصول زعيم فتح السابق محمد دحلان إلى السلطة.
وبحسب شاهين، فإن عائلة دحلان لا أهمية لها مقارنة بعشائر غزة الأخرى. وعلى الرغم من طرد دحلان من فتح، إلا أن العائلة لا تزال تدعمه وتعتبره شخصية وطنية.

كما يعملون على الترويج له كمرشح لرئاسة السلطة الفلسطينية التي يرأسها حاليا محمود عباس.

محمد دحلان
محمد دحلان

بين حماس وإسرائيل

ويختلف الصحفيون الفلسطينيون حول مدى تأثير العشائر في قطاع غزة، خاصة بعد انتهاء الحرب الدائرة، حيث تعود النقطة الأساسية إلى مخابئ أسلحتهم. وبحسب رئيس المركز الفلسطيني للاتصالات، فتح حطاب، فإن العشائر لا تزال تمتلك مخابئ أسلحة مخفية جيدًا بعيدًا عن علم حماس.
من ناحية أخرى، أشار الصحفي محمد شاهين إلى أن الأسلحة التي تمتلكها العشائر حاليا هي أسلحة عناصرها الناشطين في الفصائل الفلسطينية المرتبطة بحركة حماس.
موضوع التعاون مع إسرائيل معقد أيضًا. وكانت هناك على الأقل عشيرتان معروفتان على اتصال بالسلطات الإسرائيلية، رغم أنهما لم تعترفا بذلك رسميًا. وبحسب وسائل الإعلام العربية، فإن بعض العائلات تعترف بأن الجيش الإسرائيلي اتصل بهم للمساعدة في تأمين وتوزيع المساعدات الإنسانية.

طالع المزيد:

سفير تركيا بالقاهرة يشيد بدور مصر في أزمة غزة

زر الذهاب إلى الأعلى