روما تحيي ليلة القدر تحت مظلة العلم التونسي

 بحضور القنصل التونسي وبالتواشيح الدينية وندوة عن أثر الحضارة العربية في حضارة صقلية الإيطالية

 

رسالة إيطاليا: إكرامى هاشم

شهدت العاصمة الإيطالية روما أمس الجمعة وبمناسبة إحياء ليلة القدر تجمعًا لأبناء الجالية التونسية والعربية المقيمة في روما، والذي احتضنه “دار التونسي” (المركز الثقافي والاجتماعي التونسي) بروما، والذي يحتضن الفعاليات الثقافية والاجتماعية لأبناء الجالية التونسية على مدار العام، ويعمل على ربط أبناء تونس الخضراء في إيطاليا بثقافتهم وهويتهم العربية الأصيلة كمظلة اجتماعية تضم كل أبناء الوطن تحت ظلالها.

كان في استقبال الحضور القنصل العام التونسي بروما “مروان الكبلوطي” وعدد من أعضاء البعثة الدبلوماسية التونسية بروما والدكتور “فوزي المرابط” مدير المركز الثقافي التونسي.

التواصل

وقد ألقى الكبلوطي كلمة افتتح بها الأمسية، رحب فيها بالحضور من أبناء الجالية التونسية والعربية مؤكدًا على حرص أعضاء البعثة الدبلوماسية على دوام التواصل مع أبناء الجالية في إيطاليا، ومشيرًا إلى أن أبواب السفارة التونسية مفتوحة لجميع أبناء الجالية على مدار الساعة، ومشيرا إلى اهتمام الدولة وقيادتها السياسية بأبنائها في المهجر وحرصها على مد جسور التواصل معهم.

أبناء الجيل الثاني

وكانت الأمسية قد شهدت حضورًا ملحوظًا لأبناء الجيل الثاني وشباب الجالية التونسية الذين حرصوا على الحضور من أجل الشعور بالأجواء الرمضانية معًا في ظل وجودهم في بلاد المهجر.

فقرات الاحتفال

وقد أحيا الأمسية الرمضانية الفنان التونسي حسين العطار الذي قام برفع آذان المغرب قبيل بدء الأمسية ليتناول الحضور الإفطار معًا على مائدة رمضانية امتلأت بأشهى الأطباق التونسية الشهيرة وعلي رأسها الكسكس التونسي الشهير والحلويات التونسية المميزة ثم شدا الفنان التونسي بأجمل التواشيح والإبتهالات الدينية التي حولت المكان لخيمة رمضانية وشعور الحاضرين بأنهم في العاصمة التونسية تونس.

بيت كل تونسي

كما رحب الدكتور فوزي المرابط، مدير المركز، بأعضاء البعثة الدبلوماسية والحضور، مؤكدًا في كلمته على أن الدار هي بيت لكل تونسي وعربي مقيم على الأرض الإيطالية وأنها مفتوحة دائمًا للجميع وأنه يتحين المناسبات دائمًا من أجل تجمع أبناء الجالية معًا وسماع اقتراحاتهم وآرائهم.

التاريخ والحاضر

وعلى هامش الأمسية، ألقى الأديب والشاعر التونسي “عبد الرحمن الكبلوطي” محاضرة بعنوان: “أثر الحضارة العربية التونسية في حضارة صقلية الإيطالية”، سرد فيها تاريخ الفتوحات الإسلامية وكيف امتدت الثقافة والحضارة العربية بعد فتح تونس وتعريبها إلى مدن الجنوب الإيطالي، وعلى رأسها صقلية وباليرمو، والتي أدت إلى تأسيس دولة عربية في جنوب إيطاليا مازالت آثارها شاهدة على ذلك المد الحضاري العربي، وعلى رأسها قصر المنصوري الذي تغنى به الشاعر عبد الرحمن بن محمد الصقلي.

وأشار إلى الحقائق التاريخية التي تؤكد على استيعاب الصقليين للدين الإسلامي ورحيل العديد من العلماء العرب إلى صقلية لتعليمهم مختلف العلوم، وعلى رأسها علم التنظيم والمحاسبة.

وفي ختام محاضرته، وجه الكبلوطي نداء لأبناء تونس الخضراء بضرورة اعتزازهم بلغتهم العربية وثقافتهم الأصيلة الممتدة عبر التاريخ.

كما تم تقديم درع تكريم للأديب سلمه له القنصل “مروان الكبلوطي” والدكتور “فوزي المرابط”.

كان – أيضا – على رأس الحضور في الأمسية من رموز الجالية العربية في إيطاليا البروفيسور “فؤاد عودة” رئيس جالية العالم العربي في إيطاليا، والذي أكد في كلمته أمام الحضور على تثمينه لدور الجالية التونسية الفعال في المجتمع الإيطالي وحرصها دومًا على إعلاء شأن المرأة العربية في بلاد المهجر وتنمية دور الشباب من أبنائها، موجهاً الشكر للشعب التونسي والقيادة التونسية على دعمهم الدائم للقضية الفلسطينية وسط تصفيق الحضور.

لقاءات حصرية

وفي تصريح خاص لـ “موقع بيان الإخبارى” أكد القنصل “مروان الكبلوطي” أن شهر رمضان له مكانة خاصة في نفوس أبناء تونس وأنه يأتي كمناسبة لتلاقي أبناء الجالية على مائدة واحدة لاسترجاع أجواء العائلة الواحدة، معربًا عن سعادته بوجوده بين أبناء الجالية ومشاركته في إدخال الفرحة على قلوبهم الأمر الذي يخفف من الشعور بالغربة في بلد المهجر.

الأمر نفسه أكده الدكتور “فوزي المرابط” الذي أكد على الفاعلية التي نجحت في تجمع أبناء الجالية معًا من مختلف الأطياف والأعمار، وهو الأمر الذي يداوم عليه المركز الثقافي التونسي منذ سنوات في تلك المناسبة.

احتفالية هذا العام كانت مميزة بحضور القنصل التونسي ممثلًا عن أعضاء البعثة الدبلوماسية التونسية في إيطاليا، والذى أشار إلى أن المركز يعد نقطة التقاء لأبناء تونس في روما وأن مشاركة القنصل احتفالهم إنما هي رسالة مفادها أن قيادتهم قريبة منهم.

وحول أنشطة المركز فيما يتعلق بأبناء الجيل الثاني، أكد المرابط أن المركز يقوم بالعديد من النشاطات الاجتماعية والثقافية والتعليمية، والتي من شأنها العمل على ربطهم دومًا بهويتهم العربية والعمل في الوقت نفسه على اندماجهم في المجتمع الإيطالي حتى يكونوا عناصر فعالة فيه.

ولفت إلى المحاضرة التي ألقاها الأديب عبد الرحمن الكبلوطي عن أثر الثقافة التونسية في الحضارة الإيطالية، والتي هي بالطبع موجهة إليهم.

مختتمًا حديثه بتوجيه التهنئة إلى أبناء الجالية العربية في إيطاليا والعالم بمناسبة عيد الفطر المبارك.

دور المرأة التونسية

أما آمال عياش الملحق الاجتماعي بالسفارة التونسية بروما فقد وجهت التحية إلى أبناء العرب في إيطاليا عامة وأبناء فلسطين بصفة خاصة، معربة عن شعورها بالسعادة لتجمع أبناء الجاليات العربية بمختلف جنسياتهم في تلك الأجواء الرمضانية تحت مظلة المركز الثقافي التونسي، الذي هو بيت كل العرب في روما.

مشيدة بدور المرأة العربية في مجتمع المهجر، والتي يقع على عاتقها الجانب الأكبر من المسؤولية، والتي أثبتت قدرتها على تحملها في شتى المجالات.

مستشهدة بالشاعر التونسي سيد ولد أحمد الذي قال عن المرأة التونسية “نساء بلادي نساءًا ونصف”، ومشيدة بنجاح المرأة التونسية وريادتها دائمًا في كل المجالات.

أما الأديب عبد الرحمن الكبلوطي فقد أكد في حواره على ضرورة تحمل المسؤولية تجاه الأجيال الجديدة من ناحية تعريفهم بتاريخ حضارتهم العربية والعمل على ربطهم بهويتهم الأصلية حتى لا تتلاشى هويتهم.

مشيدًا بالأمسية الناجحة التي جمعت أبناء الوطن وخاصة الشباب، متمنيًا استمرار الالتقاء بهؤلاء الشباب دومًا لتنمية شعورهم تجاه هويتهم وثقافتهم العربية.

ليلة رمضانية عربية عاشتها الطيور العربية المهاجرة في روما تحت ظل العلم التونسي، نقلتهم من واقع الغربة إلى الشعور بدفء الوطن.

طالع المزيد:

– «الأرض بتتكلم عربي».. فى روما أجواء رمضانية تزينها الأعلام الفلسطينية

 

 

زر الذهاب إلى الأعلى