مائدة الأخوة: مسلمو روما يختتمون الشهر الفضيل بالإفطار فى أحد أكبر كنائس المدينة

 

رسالة إيطاليا: إكرامى هاشم

اختتمت الجالية المسلمة في العاصمة الإيطالية روما أمس السبت تجمعاتهم الرمضانية بالتجمع على أكبر مائدة رمضانية شهدتها مدينة روما تحت شعار “إفطار الأخوة” الذي دعا إليه ونظمه مسجد الهدي بالمدينة والذي تترأس مجلس إدارته زينب محمد، أحد أبرز الناشطات العربيات في إيطاليا.

أقيمت الفاعلية بساحة كنيسة “سان فليشي” أحد أكبر كنائس العاصمة الإيطالية، وهو التقليد السنوي الذي تحرص عليه إدارة المسجد منذ سنوات بنجاح مشهود عامًا بعد عام.

وكانت ساحة الكنيسة قد امتلأت بالحضور من أبناء الجالية المسلمة والمجتمع الإيطالي في روما وعدد من رموز وأقطاب الجاليات العربية في إيطاليا، والذين كان في استقبالهم أعضاء إدارة مسجد الهدي، وعلى رأسهم زينب محمد، وفضيلة الإمام “محمد بن محمد” إمام المسجد و “محمد الحلو” عضو مجلس إدارة المسجد، بحفاوة بالغة.

وقد حظيت الفاعلية بمشاركة رموز سياسية ومجتمعية إيطالية وممثلين عن بلدية روما، والذين حمل بعضهم الورود احتفاءً بالجالية المسلمة، وفي دلالة على التقارب بين أبناء المجتمع المسلم في إيطاليا والمجتمع الإيطالي.

ولعل أبرز ما ميز الفاعلية هو الحضور المكثف لأبناء الجيل الجديد من الجالية المسلمة في روما من الشباب والفتيات، والذين حرصوا على اصطحاب أصدقائهم من الإيطاليين من أجل إتاحة الفرصة لهم للتعرف عن قرب من العادات والتقاليد العربية وطقوس الشهر الكريم.

 مشهد ذا دلالة

رفع آذان المغرب داخل ساحة الكنيسة، واصطف بعده المصلون لأداء صلاة المغرب في الساحة ذاتها وسط ترحيب واحترام من قبل الحضور من الإيطاليين للطقوس الإسلامية.

وحول الهدف من تنظيم الفاعلية، أشارت السيدة زينب محمد إلى أن الهدف منها بالدرجة الأولى هو لم شمل أبناء الجاليات العربية والمسلمة على مائدة واحدة من أجل كسر شعور الغربة لديهم ومحاولة لمحاكاة الشعور بأجواء الشهر الكريم في ظل الحياة في بلد المهجر.

وعن دلالة شعار الفاعلية “إفطار الأخوة”، أعربت “زينب محمد” عن دلالته بأن الإسلام دين تسامح وتأكيد على مبدأ الأخوة والتسامح مع أصحاب المعتقدات الأخرى، ولعل الحضور الكثيف من أبناء المجتمع الإيطالي هو دليل واضح على نجاح وصول رسالة الفاعلية وشعارها عامًا بعد عام.

واستشهدت بالإشادة البالغة من قبل الرموز السياسية الإيطالية خلال كلماتهم على المنصة.

وعلى نفس السياق، أكد فضيلة الشيخ “محمد بن محمد” أن هدف الفاعلية وشعارها هو مد جسور التواصل مع المجتمع الإيطالي والعمل دائمًا على تعريفهم بثقافتنا العربية والإسلامية وخلق نوع من التبادل الثقافي والحضاري البناء وتصدير صورة إيجابية عن الدين الإسلامي، وهو الأمر الذي نجح فيه مسجد الهدي على مدار سنوات.

مؤكدًا أن إفطار الأخوة بات قبلة لتلاقي أبناء الجالية المسلمة والمجتمع الإيطالي سنويًا.

رسالة أخوة ودمج

أما محمد الحلو فقد أكد على أن الهدف من تلك الفاعلية وتحت شعار “إفطار الأخوة” إنما هي رسالة مفادها بأن الجالية المسلمة في إيطاليا لا تعيش بمعزل عن المجتمع الإيطالي الذي يسع الجميع دائمًا، وأننا كمسلمين في الغرب نفتح جميع أبواب الحوار والتعاون مع الجميع.

وأعرب الحلو عن سعادته بالمشاركة الفعالة لأبناء الجيل الجديد من الجالية المسلمة في إيطاليا في الفاعلية، والتي تعد وسيلة من وسائل الحفاظ على هويتهم وثقافتهم العربية والإسلامية.

والجدير بالذكر أن الفاعلية حظيت باهتمام إعلامي من قبل وسائل الإعلام الإيطالية حيث شهدت حضوراً كبيرًا لعدد من الصحفيين الإيطاليين الذين سلطوا الضوء على أحداثها.

طالع المزيد:

روما تحيي ليلة القدر تحت مظلة العلم التونسي

 

زر الذهاب إلى الأعلى