التحليل العملياتي لهجمات داعش في البادية السورية.. واستراتيجيته المقبلة وفق الأجندة الأمريكية
كتب: أشرف التهامي
في مساء الخامس من أبريل الجارى، وفي المنطقة الواقعة قرب الطريق الرئيسي الرابط بين محافظة الرقة ودير الزور، هاجمت مجموعات إرهابية من تنظيم داعش الإرهابي، تجمّع نقاط لقوات الجيش العربي السوري التابعة للفرقة 17 قرب بلدة معدان عتيق جنوبي الرقة، وثكنة شيحا في بادية التبني (العوسج) غربي بادية التبني بريف دير الزور الغربي، مما أدى إلى مقتل عنصرين من قوات الجيش العربي السوري والدفاع الوطني وإصابة 3 آخرين.
تصاعد نشاط تنظيم داعش الإرهابي خلال الربع الأول من 2024
جاءت هذه الهجمات وسط تصاعُد نشاط التنظيم خلال الربع الأول من العام الحالي على نحو يتجاوز تحركاته في الأعوام الماضية؛ حيث لوحظ وصوله إلى أطراف بعض البلدات المأهولة الخاضعة لسيطرة الدولة السورية قرب الطريق الدولي الرابط بين الرقة ودير الزور مثل الشميطية في دير الزور ومعدان عتيق جنوبي الرقة، بينما كان التنظيم ينشط عادة جنوبي الحسكة ومناطق شرقي دير الزور وصولا للجنوب الشرقي من المحافظة إلى جانب نشاطه وسط البادية السورية، كما أنه ينشط بين الفينة والأخرى في منطقة الرصافة ومعدان جنوبي الرقة.
مؤشرات التصعيد العملياتي لداعش الإرهابي
ويشير تصعيد داعش الارهابي لهجماته إلى الآتى:
1-إعداد التنظيم الارهابي تصوراً مسبقاً عن توسيع نطاق عملياته في البادية السورية بما يتضمن تضاريس المنطقة وآليات الدخول إليها والخروج منها.
2-نوعية الأهداف التي يحرص على ضربها، ومواقع تمركزها، والخطوط اللوجستية اللازمة لإمداد عملياته في المنطقة.
3-التنظيم يعمد إلى مزيد من استنزاف قوات سوريا الديمقراطية الانفصالية وقوات الجيش العربي السوري والفصائل الإيرانية.
تحول في استراتيجية التنظيم الارهابية ما بين 2022 و2023
جاءت هذه التطورات بعد تركيز التنظيم في الفترة بين عامي 2022 و2023 على التموضع قرب الطرق الفرعية في البادية السورية، والتصعيد منذ أغسطس 2023 2023 من هجماته ضد قوات الجيش العربي السوري والفصائل الرديفة له على طول المنطقة المفتوحة بين بادية التبني غربي دير الزور وصولا إلى بلدة الكوم وبير رحوم جنوبي الرقة وانتهاء بمحيط السخنة وحقول الغاز والنفط القريبة منها.
مؤشرات خارطة تحركات التنظيم الإرهابية
تشير خارطة تحركات التنظيم وعملياته ونوعيات الأهداف التي يختارها إلى:
1- أنه يحرص على استنزاف الجيش العربي السوري من جهة.
2- بناء تهديد واسع للطرق الرئيسية في البادية من جهة أخرى.
لذلك فهو يلجأ لمنع وجود أي جهة قد تسرّب تحركاته فيها، وهو ما يفسّر عملياته المتصاعدة خلال مارس 2024 ضد جامعي الكمأ والرعاة غربي دير الزور وجنوبي الرصافة، وقراره بمنع جميع الرعاة من الانتشار في المناطق التي تشهد تصاعداً لتحركاته فيها.
احتمالات استشراف مستقبل التحركات الارهابية لداعش
إن استشراف مستقبل تحرّكات التنظيم في البادية السورية مرتبط باحتمالات مختلفة أبرزها:
“عودة التنظيم الارهابي ليكون تهديدًا جدّيًّا واستراتيجيا مرةً أخرى في المنطقة الممتدة على طول خط السيطرة لقوات الجيش العربي السوري في الرقة ودير الزور وبادية حماة وحمص الشرقية. ”
في الواقع إنّ تصاعد عمليات التنظيم الارهابي في البادية السورية جاء متزامناً مع:
1- استمرار موجات التصعيد بين الفصائل الإيرانية والقوات الأمريكية.
2- استمرار موجات التصعيد بين الفصائل الإيرانية وقوات الجيش العربي السوري من جهة وقوات سوريا الديمقراطية الانفصالية من جهة أخرى.
3- انسحاب بعض مجموعات مرتزقة فاغنر والقوات الروسية من محيط مدينة السخنة وجنوبي الرقة وحقول الضبيات وصفيان للنفط والغاز، حيث منح ذلك التنظيمَ قدرةً على جمع المزيد من المعلومات وتحصيل موارد تمويليّة جديدةٍ عبر تحصيل الرسوم المالية من قوافل نقل النفط في المنطقة التابعة لعدد من موالي االجيش العربي السوري مقابل عدم تهديدها.
الأهداف المخططة لتنظيم داعش الإرهابي
كنتيجة مباشرة لكل ما سردناه بالتقرير غالبا ما سيسعى التنظيم الارهابي خلال الفترة القادمة للسيطرة المتكررة نسبيًّا على المرافق الحيوية اقتصاديًّا كحقول النفط ومحطات الطاقة، إضافة إلى سعيه لإظهار وجود تحالفاتٍ اقتصاديّة وأمنيّة معه من قِبل بعض التجمعات المحلية تحت سطوة الأمر الواقع، فيما يبدو أنّه اقترب من الوصول إلى مستوى التهديد الاستراتيجي لقوات الجيش العربي السوري وسط البادية السورية في ظل ضعف السيطرة على تصاعُد نشاطه في المنطقة رغم دعم إيران وروسيا لها و ذلك بسبب دعم التحالف الامريكي بقيادة الولايات المتحدة الامريكية لتنظيم داعش من خلال قاعدة النتف والبرج 22 و التنسيق فيما بين فصيل قوات سوريا الحرة الارهابي المدعوم أمريكياً و تنظيم داعش الارهابي الي ينفذ أجندة الولايات المتحدة الامريكية التي تخدم أمن إسرائيل ومصالحها حسب الزمان والمكان و الحدث كما هو مخطط لها.
طالع المزيد:
– سوريا: إسرائيل نفذت العدوان على حلب بالتنسيق مع إرهابي إدلب وداعش.. مسار الغارة