توماس فريدمان يلمّح: هل تستبدل أمريكا المملكة السعودية بإسرائيل؟
كتب: أشرف التهامي
قال توماس فريدمان، اليوم (الجمعة) في صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية، إن التحركات المتطرفة لنتنياهو وحكومته إلى جانب الإصلاحات البعيدة المدى لبن سلمان، تدفع واشنطن إلى التفكير في تغيير خريطة القوى، في الشرق الأوسط.
كلام فريدمان يأتي على خلفية اتفاق التطبيع بين السعودية وإسرائيل، المعروفين بأنهما أهم حلفاء الولايات المتحدة في الشرق الأوسط.
لكن فريدمان أشار إلى أن فريق بايدن واجه وضعا إشكاليا يخلق أزمة فرصة هائلة وخطر كبير على الولايات المتحدة.
وأضاف فريدمان أن المملكة العربية السعودية، تحدد شروط تطبيع العلاقات مع إسرائيل، والتي تشمل مسارًا مدته 5 سنوات لإقامة دولة فلسطينية.
ووفقًا للتقرير الذى نشرته الصحيفة للكاتب الصحفي المخضرم تومس فريدمان، الذي يعتبر على اتصال مباشر بالرئيس جو بايدن، فأنه في وقت متأخر من يوم أمس الخميس، طالبت القيادة السعودية إسرائيل أيضًا بسحب قواتها من غزة وتجميد البناء الاستيطاني في الضفة الغربية.
وأضاف فريدمان في تقريره أن التقدم نحو إقامة دولة فلسطينية سيكون مشروطًا أيضًا بإجراء السلطة الفلسطينية لإصلاحات لجعلها هيئة حاكمة يثق بها الفلسطينيون ويعتبرونها شرعية ويرى الإسرائيليون أنها فعالة.
يزعم تقرير نيويورك تايمز أن الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية كانتا على وشك الانتهاء من “تحالف رسمي يمكن أن يعزل إيران، ويحد من نفوذ الصين في الشرق الأوسط، ويلهم سلميًا تغييرًا أكثر إيجابية في هذه المنطقة من الغزو الأمريكي للعراق وأفغانستان على الإطلاق”.
الصفقة
كتب فريدمان أنه تم بالفعل الاتفاق على 90% من القضايا، وأن الأسئلة المتبقية هي مدى دقة سيطرة الولايات المتحدة على برنامج الطاقة النووية المدنية الذي ستحصل عليه المملكة العربية السعودية بموجب الصفقة؛ هل سيكون عنصر الدفاع المشترك واضحا، وهل سيكون هناك التزام طويل الأجل للمملكة العربية السعودية بمواصلة تسعير النفط بالدولار الأمريكي وعدم التحول إلى العملة الصينية.
ولكن فيما يتعلق بالتطبيع المستقبلي للعلاقات بين الرياض وتل أبيب، يشير المقال إلى أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو سيرفض على الأرجح قبول الشروط السعودية.
وكتب فريدمان: “بصراحة، وضع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان أسوأ المتطرفين الدينيين في بلاده في السجن، في حين وضع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أسوأ المتطرفين الدينيين في بلاده في حكومته”.
الشرط المعلن
وقال إن نتنياهو اختار ائتلافا يمينيا متطرفا يبقيه في السلطة ويساعده على تجنب تداعيات محاكمته بالفساد مما دفع الإدارة وحكام السعودية إلى الترويج لاتفاق بينهما سيرفع إلى الكونغرس للموافقة عليه “مع الشرط المعلن هو أن المملكة العربية السعودية ستقوم بتطبيع العلاقات مع إسرائيل في اللحظة التي يكون فيها لدى إسرائيل حكومة مستعدة للوفاء بالشروط السعودية الأمريكية.