د. عصام المغربي يكتب: مرضى وسائل التواصل الاجتماعي
بيان
تلعب وسائل التواصل الاجتماعي دورا رئيسا في المجتمعات خصوصا التي تنتشر فيها الأمية الألكترونية ولعل أخطر أدوارها ما تقوم به من من تشكيل أنماط معينة من السلوك الإنساني وتهميش أنماط أخري من خلال لغة الصورة ورموزها.
بل أصبحت هذه الوسائل تؤثر تأثيراً كبيراً في عدد كبير من أفراد المجتمع وخاصة الشباب وتشكل الوعي المجتمعي، بمشاكله المختلفة وتقاس به كافة الأداء المجتمعي، كما أصبحت من أهم مصادر إنتاج القيم.
وتعد وسائل التواصل الاجتماعي من أهم الأدوات وأخطرها وأكثر تأثيرا حيث تنقل الكلمة والصور ة وتخاطب الأميين والمتعلمين على اختلاف مستوياتهم التعليمية.
وتلعب تلك التقنيات الحديثة أهم أدوار وظائف الإعلام العالمي، بعد أن صارت المؤسسة التربوية والتعليمية التى حلت محل الأسرة.
وهى بذلك تمارس أخطر أدوارها في إعادة صياغة القيم.
ولوسائل التواصل الاجتماعي بمختلف صورها دورا مهما في ترسيخ بعض قيم المرأة أو تجسيد أدوارها بشكل ملائم لمكانتها.
ويعتبر “تيك توك” من أشد وسائل التواصل الاجتماعي خطرا على المجتمع، منذ ظهور هذا التطبيق عام 20017 على يد شركة صينية بغرض إنشاء مقاطع موسيقية ولقطات فيديو قصيرة.
وأصبح “تيك توك” أكثر التطبيقات شهرة حيث يغطي أكثر من 150 دولة ويعرض 75 لغة ويحتل صدارة التطبيقات في أكثر من 40 دولة ويتميز التطبيق بأنه يتيح تكوين مجموعات من المتابعين والمستخدمين.
وتكون الخلفية الموسيقية هي المكون الأبرز في التطبيق الذى يحتوي على عدة أمور خطيرة تهدد أركان المجتمع وتوثر بالسلب على شريحة كبيرة منه خاصة الشباب، وتؤثر على المستخدمين الشباب وارتفاع حالات القلق والاكتئاب ومعدلات الانتحار بين المراهقين، ويروج لنظام غذائي غير صحي وثقافة مقيدة للأغذية خصوصا في سن المراهقه.
كما يساهم التطبيق في اضطراب الأكل وعدم الرضا عن الجسم لدى شريحة واسعة من المستخدمين.
والإفراط في مشاهدة مقاطع الفيديو القصيرة يضر بأدمغة الأطفال، وهذا التأثير السلبي ينعكس على قدرتهم المعرفية وتركيزهم خلال الدراسة.
كما أن هناك مخاطر عدة تهدد المجتمع منها العزلة الاجتماعية، ومضيعة الوقت، والطاقة، للشباب، وانتشار العري والدعارة حتى أصبح مصدرا للتحرش والابتزاز و النرجسية والألم الذاتي والاكتئاب، ويؤدي إلى تشخيص فرط الحركة ونقص الإنتباه، غير أنه مصدر المخاطر الناجمة عن محاولات التأثير في عقول الأطفال والمراهقين.
ويأتي الأمر الأشد خطورة فى إن هذا التطبيق يعطي مريض الفصام فرص الظهور أمام المجتمع بحالاته النفسية المختلفة مما يجذب كثيرا من المتابعين لحساباتهم، لكن هؤلاء المتابعون أصبح جزءا منهم مرضى أو مدعين وذلك من باب التقليد أو الشهرة.
نتيجة لكل ما سبق أصبح الأطباء النفسيون يواجهون صعوبة في التميز بين الحالات الحقيقية أو المدعية غير ومواجهة هؤلاء الذين يرفضون العلاج بحجة تقبل أنفسهم والتصالح معها.