د. محمد إبراهيم بسيونى: المكملات الغذائية ما لها وما عليها

كتب: على طه

ظاهرة شائعة يمتلئ بها الفضاء الإلكتروني، ولا تنقطع إعلاناتها عن القنوات الفضائية، وهى منتجات المكملات الغذائية، التي يدعي منتجوها أن فوائد جمة لها، فبعضها يعالج مشاكل تساقط الشعر، ومنها ما يقضي على السمنة بشكل صحي، ومن بينها كذلك ما يصفونه على أنه علاج للعديد من الأمراض الحادة أو المزمنة، حسب إعلاناتهم.

وتثير هذه الإعلانات الكثير من التساؤلات عن المصداقية وعن جدوى هذه المنتجات، كما تثير أسئلة أكثر عن الأضرار المحتملة لها خاصة أن الإعلانات عادة لا تذكر أي شيء عن هذه الأضرار.

عن هذه الظاهرة يقول د. محمد ابراهيم بسيوني، الأستاذ المتفرغ بطب المنيا، فى تصريحات خاصة لـ “موقع بيان الإخبارى”: بالفعل أصبحت ظاهرة شائعة، ويجب التعامل معها بحذر، مضيفا أنه في المقابل هناك العديد من المنتجات التي تباع في الصيدليات والتي تنتجها شركات الأدوية، والتي تقدم أيضا في صورة جذابة.
هذه المكملات هي منتجات تحتوي على العديد من المكونات مثل الفيتامينات، والمعادن، والأحماض الأمينية، وبعض المكونات العشبية أو النباتية التي تهدف لتكملة الغذاء أو تعويض بعض العناصر الغذائية المهمة التي قد لا تتوافر فيه بشكل كاف، وعادة ما يتم تناول هذه المكملات عن طريق الفم في صورة أقراص، كبسولات، مسحوق، جيل أو سائل.

ويؤكد د. بسيونى أن الأبحاث العلمية أثبتت فوائد لبعض هذه المكملات، لكن ليس كلها، وعلى سبيل المثال، فقد وجد الباحثون أن حمض الفوليك يمنع بعض تشوهات الأجنة. وعلى الرغم من أن العديد من المكملات الغذائية تأتي من مصادر طبيعية، فإن كلمة “طبيعي” لا تساوي بالضرورة ” آمن”.

مكونات ضارة

ويواصل د. بسيونى: وهذه المكملات قد تحتوي في بعض الأحيان على مكونات قد تضر مثل بعض الأدوية أو المواد الكيميائية، كما أن المكونات الموجودة في المكملات الغذائية قد تتفاعل مع منتجات أو أدوية أخرى، وقد تؤدي إلى بعض الأعراض الجانبية، وعلى سبيل المثال قد يتفاعل فيتامين ج مع الباراسيتامول المسكن والخافض للحراراة.

الحوامل والأطفال

يؤكد – أيضا – د. بسيونى أن معظم المكملات الغذائية لم يتم اختبارها على الحوامل أو الأطفال. لذا لا يمكن ضمان أمان استخدامها مع هذه المجموعات، ويجب التحدث مع الطبيب قبل تناول أي من هذه المكملات إذا كان طفلك يتناول أي نوع من الأدوية، خاصة أدوية الأمراض المزمنة.
بعض المكملات المشهورة ومنها الميلاتونين مثلا، الذي يستخدم في المساعدة على النوم، آمن على المدى القصير. لكن لا توجد معلومات معروفة عن تأثيره على المدى البعيد، حيث قد يؤثر هذا الهرمون أيضا على الهرمونات الأخرى في الأطفال الصغار، ويجب عدم استخدامه في الأطفال المصابين ببعض الأمراض مثل السكري، وأمراض الكلى والكبد، والاكتئاب، وارتفاع ضغط الدم، وكذلك الصداع النصفي.
منتجات أوميجا 3 أيضا قد تتسبب في بعض المشاكل في المعدة، كسوء الهضم والإسهال.
في الأطفال الاصحاء بوجه عام، لا ينصح بتناول المكملات التي تحتوي على الفيتامينات المتعددة للأطفال الأصحاء الذين لا يعانون من مشاكل ويتناولون غذاء متوازنا، حيث يمكن لهؤلاء الأطفال الحصول على الفيتامينات التي يحتاجون إليها من الطعام.

الغذاء المتوازن

ويقول د. بسيونى إن تناول هذه المكملات يزيد نسبة احتمال حصولهم على قدر أكبر من اللازم من الحديد والزنك وحمض الفوليك وفيتامين أ، ج، وهو ما قد يضر أكثر مما يفيد، مؤكدا أن الغذاء المتوازن أثبتت يشمل اللبن ومنتجاته مثل الجبن والزبادي، الأسماك والخضروات والفواكه، وكذلك الحبوب الكاملة.

لكن في المقابل يمكن تناول هذه المكملات للأطفال الذين لا يحصلون على هذا التوازن في الغذاء، وتشمل القائمة الأطفال الذين لا يتناولون وجبات منتظمة من الطعام الطازج، وكذلك الأطفال الذين لا يأكلون بشكل كاف، والذين يعانون من أمراض مزمنة مثل الأزمات الربوية، ومشاكل الهضم، أو يتناولون أدوية لعلاج بعض الأمراض، وهناك أيضا الأطفال الذين يتناولون الكثير من الأطعمة السريعة او يشربون منتجات الصودا بشكل كبير، ومثلهم الذين يعتمدون على غذاء خال من الألبان (هؤلاء يحتاجون إلى الكالسيوم بشكل أساسي).

وينبه د. بسيونى على الأبوين: إذا كان الطفل سيتناول الفيتامينات بناء على رأي الطبيب اهتما بأن تكون الفيتامينات بعيدة عن متناولهم، ويجب ألا يتعامل الأطفال مع هذه الفيتامينات باعتبارها حلوى، ومن الأفضل كذلك أن تستخدم الفيتامينات التي يمكن مضغها بعد تناول الطعام أو حسب الوصفة الطبية، ويفضل أن تنتظر حتى عمر الرابعة قبل إعطاء الطفل المكملات التي تحتوي على الفيتامينات المتعددة، إلا لو نصح الطبيب بغير ذلك.

قد تكون خطرا

كما يؤكد د. بسيونى أن المكملات الغذائية التي يتناولها الأطفال أو المراهقون لبناء العضلات قد تكون خطرا، وأن هذه المكملات تحتوي على العديد من المكونات غير المعروفة أو هرمونات الإستيرويد (المعروفة بالكورتيزونات)، وهذه الهرمونات قد تؤدي إلى مشاكل في الكبد تصل إلى درجة الفشل الكبدي، والفشل الكلوي، والسكتات الدماغية، وكذلك العديد من المشاكل الصحية الأخرى.

كما أن الأكاديمية الأميركية للطب الرياضي تنصح بعدم تناول الكرياتين الذي يتناوله بعض الأبطال الرياضيين للأشخاص أقل من 18 سنة.

المكملات الغذائية

أما عن المكملات الغذائية التي تستخدم لفقدان الوزن السريع، فيقول د. بسيونى إن هذه المكملات لا تساعد في الحفاظ على الوزن الجديد المكتسب، ويمكن أن تؤدي إلى مشاكل وأعراض جانبية عنيفة.

وينتهى د. بسيونى إلى القول إن بعض المكملات الغذائية تحتوي على الكافيين أو المكونات العشبية التي تحتوي على الكافيين، والتي قد تؤدي إلى تغيرات قاتلة في كهرباء القلب ونبضاته.

طالع المزيد:

زر الذهاب إلى الأعلى