طارق صلاح الدين يكتب: نسف أكذوبة تمثيل عبدالناصر للتنحى بعد حرب يونيو ١٩٦٧
بيان
سنوات طويلة مرت بعد اختراع أكذوبة تمثيلية تنحى الرئيس عبدالناصر، وخلال هذه السنوات ظل القطيع المعادى لعبدالناصر يردد هذه الأكذوبة ترديد الببغاوات.
وتصدى الناصريون لهذه الاكذوبة.. تارة بالاستشهاد بجنازة عبدالناصر، التى قدرها البعض بأنها أكبر جنازة فى التاريخ، حيث شارك فيها ثمانية ملايين مشيع مصرى، وستة ملايين مشيع عربى أقاموا جنازات رمزية لعبدالناصر فى بلادهم.
ودفع الناصريون بدليل عدم قدرة الاتحاد الإشتراكى على تنظيم هذه المظاهرات الضخمة.
واستند البعض الآخر من الناصريين إلى عنصر ضيق الوقت بين خطاب التنحى وبين اندفاع الملايين، بما يؤكد استحالة تنظيم هذه المظاهرات المليونية وأنها أكبر من طاقات الإتحاد الإشتراكى.
………………..
ومع احترامى الكامل للآراء السابقة إلا أنى أفضل دائما منهج البحث والتوثيق، وأميل إلى الاستشهاد بما كتبه أعداء عبدالناصر.
وشاهدى اليوم كاتب ومؤرخ من أشد الكارهين للزعيم جمال عبد الناصر، وتحمل كتبه وكتاباته ملامح الهجوم الشديد على عبدالناصر وسياساته.
إنه الدكتور عبدالعظيم رمضان الاسم المعروف جيدا لدى أعداء عبدالناصر، إلا أنه فى نقطة تنحى الزعيم جمال عبد الناصر ووصفها بالتمثيلية.. فإنه يرفض ذلك جملة وتفصيلا، ولايكتفى بذلك بل يتصدى لمن رددوا هذه الاكذوبة ولمن تبنوها، والآتى يحمل التفاصيل:
……………….
فى كتابه بعنوان: ((تحطيم الآلهة…قصة حرب يونيو ١٩٦٧)) وتحديدا في الصفحات أرقام: ٢٢٨ و٢٢٩ و٢٣٠ و٢٣١ و٢٣٢ يذكر الحقيقة كاملة وبتوثيق مذهل.
فهو يستند إلى ضرورة وجود مقومات أساسية لتدبير مظاهرات رفض التنحى، وأهمها ضرورة وجود مقر قيادة و هيئة أركان لإدارته فضلا عن أعصاب من حديد.
لارجال يبكون ويولولون ويتشنجون وينهارون.
فضلا عن أن تنظيم الاتحاد الإشتراكى لم يكن يتمتع بشعبية بين الجماهير تمكنه من أداء هذا الدور الضخم.
ويؤكد د. رمضان أن تنظيمات ثورة ٢٣يوليو سواء كانت هيئة التحرير أو الاتحاد القومى أو الاتحاد الاشتراكى، لم تتمكن أبدا من إخراج الجماهير المصرية من بيوتها مساءا وبهذا الحجم الهائل، لتقضى الليل فى الطرقات فى الظلام تحقيقا لهدف رسمته لها هذه التنظيمات.
والأهم أن كل القيادات السياسية والشعبية المتهمة بتدبير مظاهرات ٩يونيو كانت موجودة في أزمة مايو ١٩٧١.
وأصبحت أكثر قوة ونفوذ في غياب المشير عبدالحكيم عامر ومجموعته العسكرية.
ومع ذلك، لم تستطع هذه المجموعة إخراج صبى واحد من صبية المدارس يساندها فى صراعها مع السادات.
وتعتبر أزمة مايو ١٩٧١ الدليل الدامغ على عدم قدرة هذه التنظيمات على تحريك الجماهير، رغم أن قيادات هذه التنظيمات كان بيدها الداخلية والإعلام والقوات المسلحة، ولم يكن لدى السادات شيء.
ويصل بنا د.عبدالعظيم رمضان إلى صفحة ٢٣٠ من الكتاب حيث يدلو بدلوه الأخير القاطع:-
ويقول بالحرف الواحد مايلى:-
((فى الواقع أن إتهام مظاهرات ٩يونيو ١٩٦٧ بأنها مظاهرات مدبرة هو إتهام مهين جدا للشعب المصري……
لأنه يعنى ببساطة شديدة أنه شعب لايساق فقط كالأغنام.. وإنما يساق وهو سعيد يردد الأناشيد و القصائد الحماسية فى مناقب من ساقوه، وتاريخ نضال هذا الشعب شاهد لايكذب على فساد هذه الأقوال)).
وفى صفحة ٢٣١من الكتاب، يفند د.عبدالعظيم رمضان رؤية كل من عبداللطيف البغدادى والفريق عبدالمحسن مرتجى،
والتى أدعت تنظيم الإتحاد الإشتراكى لمظاهرات رفض التنحى.
ولقد ارفقت بهذا المنشور صفحات الكتاب من ٢٢٨ إلى ٢٣٢ ليتمكن القارىء من الإطلاع عليها بدقة.
صفحات الكتاب:
………………………………………………..
المصدر:-
كتاب تحطيم الآلهة…قصة حرب يونيو ١٩٦٧.
تأليف د.عبدالعظيم رمضان.
الصفحات أرقام ٢٢٨ و٢٢٩ و٢٣٠و٢٣١ و٢٣٢.