روما تشهد مؤتمرًا طبيًا لدعم الدول الفقيرة صحيا.. نظمته “ابتسامات الطوارئ” وترأسه الدكتور فؤاد عودة

رسالة إيطاليا: إكرامى هاشم

شهدت العاصمة الإيطالية روما، أول من أمس السبت 12 أكتوبر، مؤتمرًا طبيًا دوليًا لمناقشة الوضع الصحي في دول إفريقيا والشرق الأوسط، نظمته جمعية “ابتسامات الطوارئ” التي يترأسها البروفيسور “فابيو دي نابولي”، أحد أبرز الكوادر الطبية في إيطاليا.

أهمية تأهيل العاملين

في إحدى قاعات المؤتمرات في روما، وبمشاركة أكثر من 150 طبيبًا وخبراء وفنيًا صحيًا في مختلف التخصصات الطبية، وبالتعاون مع الرابطة الطبية الأوروبية الشرق أوسطية ونقابة الأطباء من أصل أجنبي في إيطاليا (اللتين يترأسهما البروفيسور فؤاد عودة) وحركة المتحدين للوحدة، تم تناول أهمية تأهيل العاملين في المجال الصحي من أجل التعاون الدولي، خاصة في الدول الإفريقية والشرق أوسطية، وتحديد الاحتياجات الصحية والطبية في تلك الدول وأكثر الأمراض انتشارًا بين شعوبها وسبل مساعدتها في مواجهة تلك الأمراض.

المشاركون

شارك في المؤتمر عدد من الدبلوماسيين والعاملين في المجال الإعلامي والمهتمين بالشؤون الصحية في دول إفريقيا والشرق الأوسط، وعلى رأسهم السفير “مصطفى برازاني”، سفير الجمهورية العراقية في إيطاليا.

.. والمتحدثون

افتتحت المؤتمر المديرة العامة لجمعية “ابتسامات الطوارئ”، المحامية فرانشيسكا توبيدي، والتي تحدثت عن دور الجمعية في التعاون الدولي الصحي ونشاطها في هذا المجال منذ خمسة عشر عامًا، وبالتعاون مع حركة المتحدين للوحدة والرابطة الطبية الأوروبية الشرق أوسطية، في أكثر من 25 دولة إفريقية وعربية، وخاصة في مجال جراحة التجميل وأمراض الأطفال، والتي يقوم بها ما يقرب من 700 طبيب ومتطوع.

كما استعرضت حصاد نشاط الجمعية في عدة دول خلال العام الماضي، وكان أبرزها قيامها بإجراء 50 عملية جراحية لأطفال فلسطين في مدينة رام الله، وإجراء العديد من العمليات الجراحية في دول العراق والصومال والسنغال ودول إفريقية أخرى، وذلك من خلال التعاون مع وزارات الخارجية لتلك الدول.

وبعد كلمة الافتتاح للمدير العام للجمعية، بدأت مناقشات المؤتمر بإدارة البروفيسور فؤاد عودة والمحامية فرانشيسكا توبيدي، حيث قدما ضيوف الشرف للمؤتمر، ثم تم دعوة الصحفية من أصل صومالي “شكري سعيد”، مؤسسة جمعية “تهجير”، لتلقى كلمتها، والتي تحدثت عن الدور المهم الذي تقوم به جمعية “ابتسامة الأمان” في موطنها الصومال وباقي الدول الإفريقية، مثنية على جهودها وعاملين بها من أجل رسم الابتسامة على وجوه من يعانون ويتألمون.

كلمة سفير العراق

وكان السفير “مصطفى برازاني”، سفير الجمهورية العراقية في إيطاليا، حضور مميز، حيث وجه الشكر في مستهل كلمته لجمعية “ابتسامات الطوارئ” على الدور الذي قامت به في العراق وقيامها بإجراء العديد من العمليات الجراحية في مناطق عدة من العراق، مؤكدًا على أهمية التعاون الدولي في المجال الصحي وواجب الدول الأوروبية تجاه دول العالم الثالث في ظل الأوضاع المعيشية الصعبة لتلك الدول.

وكان البروفيسور عودة قد أشاد بالسفير “برزاني”، ذاكرًا أنه من أبرز السفراء تعاونًا في ذلك المجال وله دور واضح في تسهيل عمل جمعية “ابتسامة الأمان” وغيرها من المنظمات الصحية الدولية.

وقد وجه له البروفيسور عودة سؤالًا حول دور الإعلام في مجال التعاون الصحي ونقل الواقع المعيشي للشعوب، والذي رد عليه “برزاني” مؤكدًا على أهمية الإعلام الشفاف الناقل للحقيقة بعيدًا عن الزيف من أجل ضمان العدالة في التعاون.

كما كانت لإحدى الناشطات في مجال العمل الإعلامي الإيطالي مداخلة أطلعت فيها المشاركين على تجربتها في العراق ومشاهداتها الميدانية في مناطق مختلفة ورصدها لأهم السلوكيات والعادات الاجتماعية هناك وأبرز المشاكل الصحية، وخاصة في المناطق النائية.

وقد أشادت  الناشطة بالدور الذي تلعبه جمعية “ابتسامة الأمان” في العراق وغيره من دول الشرق الأوسط.

الجلسة الثانية

ثم تخلل المؤتمر مأدبة غداء للحضور، واستؤنفت بعدها وقائع المؤتمر الجلسة الثانية، بتنسيق من البروفيسور عودة، والذي شهد مداخلات من أكثر من 20 من المشاركين من خبراء صحيين وممرضين وخبراء في طب التجميل وممثلين عن منظمات المجتمع المدني المختلفة.

وقام البروفيسور عودة بمحاورتهم حول رؤيتهم حول كيفية دعم وتنسيق التعاون الدولي في مجال الصحة، وكيفية اختيار البعثات الدولية إلى بلدان الشرق الأوسط وإفريقيا، وكيفية دعم الخبرات.

وأبدى أغلب المشاركين استعدادهم للمشاركة في تبادل الخبرات الصحية، معربين عن سعادتهم بعملهم التطوعي وشعورهم بالرضا لقيامهم بالعمل الإنساني تجاه تلك المناطق ذات الحاجة إلى مساعدتهم، كما أكدوا على أن هذا العمل يثري خبراتهم العملية بعد عودتهم إلى إيطاليا، كما أنه يمنحهم الفرصة للتعرف على الثقافات المختلفة مما يؤدي إلى التبادل الإيجابي للثقافات والحضارات بين الشعب الإيطالي والشعوب العربية والإفريقية مما يزيد من تنوعهم الثقافي.

عودة يسمى الرئيس الفخرى

وفي نهاية المؤتمر، أعلن البروفيسور فؤاد عودة، رئيس الرابطة الطبية الأوروبية الشرق أوسطية، باسم المجلس الإداري للرابطة، عن تعيين البروفيسور “فابيو دي نابولي” رئيسًا فخريًا للرابطة الطبية الأوروبية الشرق أوسطية، عرفانًا بجهوده وعمله المستمر على مدار سنوات في مجال التعاون الدولي، وقيامه بالعديد من المبادرات الطبية والعلاجية في العديد من البلدان العربية والإفريقية.

يُذكر أن “ابتسامات الطوارئ” تضم أكثر من 700 طبيب متطوع في أكثر من 25 دولة، وقامت في السنوات الأخيرة بإجراء حوالي 6 آلاف عملية جراحية متنوعة، وخاصة للأطفال، في الدول العربية والإفريقية، والتي يستمر نشاطها الطبي آخذًا على عاتقه تخفيف آلام المرضى المحتاجين حول العالم، ولا سيما في المناطق الفقيرة والمهمشة في دول العالم الثالث.

وخرج المؤتمر – الذى شهد له الجميع بالنجاح – بورقة عمل هامة من أجل حث الجميع على مزيد من العمل التطوعي في مجال الصحة ومواجهة الأمراض، والتي تعد أحد أهم أضلاع مثلث التأخر لدى الدول النامية.

المؤتمر فى صور:

د. عودة والمشاركون فى المؤتمر

 

طالع المزيد:

زر الذهاب إلى الأعلى