المؤرخ أحمد كمالى: الصور القديمة والفرق بين الهاوى والأكاديمى
بيان
كثير من الصور التاريخية يستمتع بها من يشاهدونها، ولكن لو دققنا فيها سنجد أن بعض هذه الصور تحمل دلالات تاريخية هامة، وربما تعبّر بحق عن حقيقة مشاعرهم وتفيد من هم مثلي من المؤرخين في التوثيق التاريخي والتأكيد على بعض الأحداث وأحيانًا روايات شهود العيان.
وتحديدًا في هذه المنطقة يظهر الفرق بين المؤرخ الهاوي عاشق التاريخ مثلي والمؤرخ الأكاديمي مثل الدكتور الجامعي الذي نادراً ما يلتفت إلى أهمية الصور ويعتبرها مصدرًا من مصادر التوثيق التاريخي لأنه لا يعرف صور الشخصيات التاريخية ولم يدرسها في المناهج الدراسية.
ولذا سنجد أنه عادة ما تصدر كتبهم من غير صور وهم لا يستطيعون مراجعة المواقع التي توجد بها صور تاريخية ولا كتابة تعليقات للصور ولا كيف يمكن تحديد زمن الصورة من خلال تفاصيلها.
لذا استعانت بي مكتبة الإسكندرية لمراجعة موقع ذاكرة مصر المعاصرة وبه ما يقرب من 80 ألف صورة وأبلغوني وقتها أنهم استعانوا بعدد من الدكاترة الأكاديميين فدمروا الموقع وأنهم مضى عليهم عامان يبحثون عن متخصص خبير في الصور الفوتوغرافية القديمة فلم يجدوا وأخيراً عثروا على خبير مثلي.
الصورة المرفقة
أما عن الصورة التي بأعلى، ففي أقصى اليسار نجد شكري القوتلي رئيس الجمهورية السورية الذي ترك مكانه لرئيس جمهورية مصر جمال عبد الناصر. تعود الصورة إلى زمن الوحدة المصرية السورية التي بدأت عام 1958 وانتهت عام 1961 بالانفصال وعودة كل دولة لما كانت عليه من استقلال.
وظهرت أقاويل وحكايات عن أن الرئيس السوري لم يكن يريد هذه الوحدة مع مصر ولم يكن يريد أن يترك مكانه في رئاسة سوريا ليأخذه الرئيس المصري. ولذا سنجده في العديد من الصور ساهماً متجهماً، يبدو أنه يتم تصويره بالإكراه.
أما جمال عبد الناصر الذي كان حتى عام 1958 رئيساً لدولة واحدة ثم صار رئيساً لدولتين، فنجده يتطلع بوجه يحمل كل معاني الثقة وغير مكترث لا بشكري القوتلي ولا بما يفكر فيه.
وعلى يمين الصورة السادات الذي صار رئيساً لمصر فيما بعد، ولا يحمل وجهه أي تعبيرات فلا نعرف هل هو سعيد أم حزين أم مترقب. وربما مواقفه هذه التي تكررت كثيراً في عهد الرئيس جمال هي التي أهلته ليخلفه في الحكم.