” قل شكوتك “.. أخت ليست من رحِمِنا

كتبت: أسماء خليل

هل يستطيع المرء أن يشكو أمام العالم من أشخاص تربطه بهم روابط دموية ؟!.. حقا لقد ترددت كثيرًا قبل أن أطرح قضيتي أملًا في وجود حل لتلك المشكلة التي باتت كل أسرتي تعاني منها، فربما يكون الجاني هو الرفيق والطريق للمجني عليه، ولكنه- على غير المعهود – يضلله فلا يصل.

أعتقد أن ما سبق هو مقدمة مناسبة لشكوى أرسلتها” ي.ص” عبر البريد الإلكتروني، راجية من الله تعالى أن تجد حلًّا لمشكلتها في طريقها بالحياة.

المشكلة

أنا ” ي.ص ” ثلاثينية بالعمر، متزوجة منذ عشر سنوات رزقني الله بثلاث بنات، ترتيبي الثالث بين خمس أخوات بنات هن كل حياتي وعلى رأسهن أم حانية هي كل شيء لنا بالحياة.

لقد قامت أمي بتربيتنا بعد وفاة أبي إلى أن أتممنا جميعًا تعليمنا الجامعي. أخواتي كلهن متزوجات في نفس المدينة التي ولدنا وتربينا بها، وزقهن الله بالذرية الصالحة.

نتجمع يومًا بالأسبوع لدى أمي وكان ذلك اليوم – منذ زمن ليس بالبعيد – هو عيد بالنسبة لنا جميعا؛ حتى حدث ما حدث في حياتنا جراء تصرفات زوج أختي و تبعته أختي شخصيًا ، إنها الأخت الثانية في الترتيب.

لقد كانت أختي تتميز بالحنو والعطف والتسامح والكرم؛ إلى أن تأثرت بتصرفات زوجها غير المبررة، فبينما كنا نتجمع عند أمي ونتحاور بشكل تلقائي، ما يلبثا حينما يعودا لمنزلهما أن يوقع بيننا متهمًا إيانا بأباطيل وهمية في حقها، كأن يقول لها أختك الكبرى كانت تقصد أن تعيب عليكِ حينما قالت كذا، أو ألم تفهمي ما قالته أختكِ الصغرى إنها كانت تقصدكِ بسوء.

كانت أختي لا تصدقه في بداية الأمر؛ إلى أن استمال قلبها تجاهه ونحَّاهُ من جانبنا؛ فباتت أختي متذمرة لأي موقف يحدث من إحدانا، والأكثر من ذلك إذا تقابل أحد أبنائها مع أبنائنا سواء في المدرسة أو في الطريق تؤوِّل أي تصرف بينهم وتحمله على المحمل السيء.

أصبحنا نتقابل في أيام مختلفة لدى أمي فلم يعد يوم الأجازة يضمنا جميعا؛ خشية أن نقابلها ويحدث بيننا صدام من أي نوع، وبالأمس القريب قامت أمي بصنع بعض الفطائر لتوزعها علينا كهدايا – فلم يعد لها من متع الحياة سوى العطاء – كعادتها.

وبالفعل أعطت كل واحدة منَّا نصيبها، وكانت أختي في ذلك اليوم تزور والد ووالدة زوجها، فقامت أمي من فورها بتغليف بعض الفطائر حتى تعود أختي.

عادت ابنة أمي من زيارتها في طريقها إلى بيت والدتنا وبرفقتها زوجها؛ وما إن وطئت قدمها البيت حتى قالت لأمي: ما هذا؟!.. هل قمتِ بعمل فطائر لأخوتي من دوني ؟! هل تصدقينهم فيما يتهموني به أنا وزوجي؟!.

شرحت أمي لها ما حدث ؛ ولكن زوجها تدّخل وأشار باللوم على أمي وتضامن مع زوجته، وأصرا هما الاثنان على أن أمي كانت تنتوي ألا ترسل لهما شيئًا، وأنها صنعت تلك الفطائر لأخواتي فقط من دونها.

ذهبت أختي الكبرى لمراضاتها وتطييب خاطرها ؛ ولكنها رفضت مجرد مقابلتها وعادت أختي حزينة متأملة من دارها.

إنها -الآن- لا تحدث أي منا جميعا، وإن تغاضينا عن هذا الأمر فيوجد ما تفعله من أجل تعكير صفو حياتنا؛ فحينما نتجمع في أي مناسبة عائلية مثل أفراح أحد أقارب أمي أو أبي، تفتعل أي مشكلة على قدر من التفاهة، وإلم تجد تخترع مشكلة بين أحد أبنائها أو تتشاجر هي وزوجها، ونحاول التدخل معهم وينقلب الحال من الفرح إلى التعاسة. إننا بحق الله لا نعرف كيف نعاملها، فهل من حل سيدتي ؟!

الحـــــل

عزيزتي ” ي.ص ” كان الله بالعون.

هناك بعض الزوجات بعد فترة طويلة من زواجها تتلبس شخصية زوجها، وذلك لحبها الشديد له، أو لخوفها من تركه إياها في أي وقت، ربما لالتماسها معه الأمان الذي لم تجده في الصغر.

فهي- بادئ ذي بدء -مسكينة، وكذلك صفة الأنانية – التي اكتسبتها من زوجها أو كانت طبعا بها ولم تظهر سوى بعد الزواج.

إنَّ الأناني لا يجيد شيئًا بالحياة سوى التحدث والتمحور حول نفسه، فهو دائم الفشل ولا يستطيع فعل شيء آخر، مُحزن حال أختكِ للأسف لا تفهم ذلك الرجل.

كما إنه لا يمكن – بأي حال من الأحوال – أن تكون ردود أفعالها مكتسبة حديثًا نتاج التعلم البيئي الطارئ عليها، منذ فترة زواجها فحسب؛ بل حتمًا لابد أن تكون تلك الصفات لديها منذ الطفولة وأنتم كنتم تمررون لها المواقف وتتناسوها.

إنكم عزيزتي دون شك تواجهون ابتلاءً من نوع خاص.. فإن الحياة بالنسبة لأختكم هي مطالبة الجميع أن يعيشوا كما تريد هي ولا يهمها شيء.

لابد عليكم الدعاء لها بالهداية ثم تتبعوا الآتي : لتذهب إحداكن أو اثنتان منكن إلى شخص مشهود له بالحكمة ورجاحة الفكر من أقاربكم ليحاول نصحها هي وزوجها بالإقلاع عما يفعلان.

فإذا لم يستطع فلتذهبوا لأحد أقارب زوج اختكم المعني، ربما يكون له سيطرة روحية عليه، فإذ لم ينتهوا عن الاستمرار في إيذائكم فلا تتواجدوا معهما كثيرًا في أي مكان؛ فهي الآن كالنار تريد أن تحرق كل ما حولها.

لا تعطوها الفرصة لإيذائكم نفسيًا، وفهموا أولادكم، أن خالتهم هذه لها طبع خاص وعليهم باحترامها؛ لأنها كأمهم ولكن يبتعدوا عن أبنائها بأي شكل مع عدم مقاطعتكم رحمها طبعا، إذ أن طمعها في كرمكم وطيبتكم وحسن أخلاقكم سيجعلها تتمادى فيما تفعل دون رادع.

ولابد أن تعلموا عزيزتي، أن الشخصية الأنانية غالبا ما تكون استفزازية. فعليكم إذا تحتمت مقابلتكم بالإصغاء إليها حتى تتعرفوا على ما يدور برأسها، دون الرد على كل ماتقوله، ودعوها تهزي.

ولكن يجب الحرص على عدم تركها تتمادى كثيرا في الحديث إذا مستكم بسوء، حتى لا تزيد من أنانيتها وهذا لأن الشخص الأناني يحب أن يتحدث عن نفسه كثيرا، حتى يلفت الأنظار إليه ويتسبب في الإحراج للأخرين بكثرة التنمر.

أعانكم الله عليها ؛ فلكي تريحوا أنفسكم اعتبروا أنها مريضة نفسيا وراعوا الله فيها والتمسوا لها سبعين عذرا لتؤجروا في الدنيا والآخرة.

منحكِ الله السعادة وراحة البال.

…………………………………………………………………………………………………..

راسلوني عبر الواتس آب 01153870926 و “قل شكوتك” وأنت مطمئن لعلى بعد الله أستطيع أن أخففها عنك.

اقرأ أيضا للكاتبة:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى