أسماء خليل تكتب: انقذوا الرجل

بيان
حينما تاهت المرأة وسط دروب الحياة، باتت تنادي بأعلى صوتها ونبراتها التى كساها الظلم حدة؛ بضرورة إنقاذها من ظلم الرجل.
رجل مابرح يصليها كل ألوان القهر اللفظي والبدني، ويذيقها ألوان العذاب متنمرًا تارة، ومتهكمًا تارة أخرى، بل وناقدًا كل ما تفعل..غير شاكر..جاحد لكل صنيعها، وربما جعلها خادمة لأهله؛ بحجة أنها ربة منزل ولا مهنة لها.
ظلت المرأة عهودًا وعقودًا تنادي؛ حتى تحقق لها المراد..نجحت؟..وصلت؟..نعم حققت الكثير من أهدافها المنشودة، وماتزال الاستحقاقات تنهال عليها..هل هذا سيء؟!..لا بالطبع..ولكن، حصلت المرأة على حقوقها بقلب الطاولة على الرجل بما فيها من مُدخرات السنين العِجاف.
لقد آن الأوان أن نطالب بإنقاذ الرجل..الرجل الذي بات كادحًا كالًا من عمل يده، وإذا ذهب لبيته طالبًا الراحة ولم يجدها فاحتج؛ ثارت عليه المرأة، ربما هو المخطئ- في بعض حينٍ- أو هي، ولكن المحصلة صفر.
تلجأ المرأة إلى المحاكم، إن طلبت الطلاق للضرر؛ حصلت على كل شيء..وإن طلبت الخلع؛ حصلت على كل شيء.
لقد أضحى الخراب والمستقبل المظلم محيطًا بالزوج المُطَلِّق أو المخلوع، فالأثاث والنفقة والمؤخر والأبناء والمهر والمتعة والمسكن ونفقة الأولاد..إلخ..من حق الزوجة..هل يُعقل أن الرجل في حال إذا كان على صواب أو غيره يخسر كل شيء.
وهنا تقف الحياة عند كثير من الرجال متوسطي الحال، ليجدوا أنفسهم مُطالبين برد قائمة منقولات في آخرها عشرات الجرامات من الذهب، يتم ردها حسب أحدث سعر يصل له جرام الذهب بالأسواق، والسجن يفتح ذراعيه للمقصر بالدفع.
ويظهر التنابذ بين المحامين، ويدلو كل واحدٍ بدلوه من أجل موكله، وكما يقول المحامون إن أسهل القضايا التي تقابلهم هي قضايا المرأة، لأنها بسهولة تحصل على شيء.
إن المجتمع في حاجة لمعرفة الوسطية، لماذا لا تنصلح الأمور- من وجهة نظر المجتمع- إلا بالجور على طرف في مقابل الآخر.
أين الحلول التي تجعل كل طرف بعد الانفصال يستطيع بدء حياته من جديد، لماذا في كل الأحوال يكون هناك طرف يتم تدميره، ويكون الطرف الآخر من مأمن أو ربما لحق به الأذى، ولكن ليس الدمار والحبس بالسجون.
هل قائمة المنقولات وقيود جرامات الذهب حفظت العالم من الانفصال الزوجي؟!.. لا بالطبع..بل زادت حالات الطلاق، حسب آخر الإحصاءات العالمية والمصرية، فحسبما ذكر الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء المصري؛ بلغت عدد حالات الطلاق 265606 بالسنة الواحدة مؤخرًا.
وليس من شك وجود بعض الأسر التي تتاجر ببناتها، بالزواج والطلاق بشكل متكرر؛ كي يحصلوا على تلك الغنائم التي تعقب الانفصال، ولكن الرسول- صلى الله عليه وسلم- حذر من ذلك قائلًا: “أَيّمَا امْرَأَة سَأَلت زَوجهَا طَلاقهَا من غير بَأْس، فَحَرَام عَلَيْهَا رَائِحَة الْجنَّة”.. أخرجه التِّرْمِذِيّ من حَدِيث ثَوْبَان.
لا نطالب بإهدار حقوق المرأة، ولا بشنق الرجل، بل نطالب بمقترحات تحقق الاستقرار النفسي لكلا الطرفين؛ حتى تستقيم الحياة.
ربما نصل للزمن الذي يتمنى فيه الرجل فقط.. مجرد مساواته بالمرأة!.