طارق متولى يكتب: يوميات زومبى (45) زومبى بقية الرحلة والفتاة المسكينة

ونستكمل معكم ما بدأناه فى الحلقة السابقة عن “زومبى الرحلات” وما حدث لنا فى طريق الرحلة إلى الإسكندرية مع زملاء العمل لقضاء يوم ترفيهي على الشاطىء، فتحولت الرحلة إلى قطعة من العذاب بسبب الأتوبيس المتهالك الذى تعاقد عليه لتوصيلنا زميلنا فى العمل “زومبى الرحلات”.

لما تعذر إصلاح الأتوبيس انتظرنا وصول الميكروباصات أكثر من ساعة ونصف تحت حرارة الشمس وملل الإنتظار وسط الطريق حيث لا شىء يهون الوقت حتى وصلت أخيرا فى تمام الساعة الثالثة عصرا.

وكما قال الأستاذ منصف لقد ضاع اليوم تقريبا ونحن فى الطريق لم يعد هناك بارقة أمل أن نقضى وقت على الشاطىء ونستمتع بالبحر فلقد استبد الجوع بالجميع وحان وقت الغداء.

وصلنا الى الأسكندرية فى حوالى الساعة الرابعة عصرا وتوجهنا مباشرة للمطعم الذى رتب لنا الأستاذ حسن الغداء فيه، المطعم كان خاليا من الزبائن تقريبا، المنظر العام للمطعم لا يبشر بالخير ، المفارش قديمة ومتسخة والكراسى متهالكة.

استدعى الأستاذ حسن العمال الذين أتوا وكأنهم استيقظوا توا من النوم بعضهم كان لا يزال يرتدى ملابسه العادية وليس ملابس العمل.

طلب منهم أن يجهزوا لنا الغداء، فبدا من ردة فعلهم أنهم لم يكونوا مستعدين ولم يكونوا على علم بوصولنا لتناول الغداء فراح أستاذ حسن يسأل عن شخص يعمل فى المطعم قال أنه اتفق معه على حجز الغداء لنا ، تبين أن هذا الشخص قام بإجازة ولم يخبر أحد.

اراد جميع من فى الرحلة الفتك بأستاذ حسن لولا الظروف المحيطة والمكان لكن هذا لم يمنع البعض من التلفظ بألفاظ توبيخ لمنظم الرحلة الزومبى المتخفى.

اجتهد عمال المطعم واحضروا لنا بعض الطعام الموجود لديهم فالوقت لا يسمح كى ننتظر أن يقوموا بتجهيز وطهى كمية الطعام المطلوبة للمجموعة.

اضطررنا أن نتقاسم معا الطعام القليل الذى قدموه لنا ، بعدها حاول منظم الرحلة أن يعوض عن المجموعة الغاضبة فأراد أن يدعونا إلى تناول المشروبات فى أحد المقاهي على الشاطىء كى نرى البحر على الأقل قوبل طلبه بالرفض وطلب الجميع العودة إلى القاهرة بعد أن تخطت الساعة السادسة مساءاً .

شهد اليوم التالى فى المكتب جدلا كبير ومشادات بين الأستاذ حسن والموظفين الذين طالبوه برد ثمن الرحلة كاملا وهو يقسم لهم أن الموضوع خارج عن إرادته وأنه مجرد سوء حظ يحدث أحيانا وأنه أنفق المال على الرحلة والباصات والغداء استمر الجدل دون الوصول إلى نتيجة.

كنت جالسا أتابع الموقف دون تدخل فأنا أعرف أن الجدال مع الزومبى لا يفيد ، فى هذه اللحظة دخل زميلنا عمرو الشاب الصغير الذى عين بالشركة حديثا يحدث صديقى وزميلى العزيز جلابولا وقال له: ” ياراجل بقى ده فصل تعمله.. أنا برضه قلت إن الحداية ما بتحدفش كتاكيت” فرد عليه جلابولا بهدوءه المعتاد متسائلا: “حصل ايه بس ؟!”.

وعرفت من عمرو أن جلابولا أعطاه رقم فتاة كان يعرفها تعمل سكرتيرة فى إحدى الشركات ليتعرف عليها على أمل أن يرتبط بها وبالفعل اتصل عمرو بالفتاة التى كانت تدعى هناء فرحبت به وظل يحدثها فى الهاتف فترة معجبا جدا بصوتها الناعم الرقيق حتى اتفقا على اللقاء.

يقول عمرو : اتفقنا على اللقاء فى ميدان روكسى بمصر الجديدة فى السادسة عصرا، ارتديت افضل الثياب وتجهزت للقاء وبينما أنا واقف فى الميدان انتظرها بعد أن وصفت لها ملابسى وهيئتى ووصفت هى لى ملابسها وهيئتها كى نتعرف على بعضنا وجدتها تعبر الشارع وهى تلوح لى بيدها، يبدو أن الفتاة لم تكن جميلة كما كان عمرو يتوقع مما أصابه بخيبة أمل كبيرة فبينما كانت تعبر الشارع مر أمامه أتوبيس نقل عام وقف بينها وبينه فقفز فيه عمرو على الفور واختفى بين الركاب يراقب الفتاة من شباك الأوتوبيس بعد أن عبرت الشارع فوجدته قد اختفى وكأن الأرض قد ابتلعته.. بينما راحت الفتاة تتلفت يمينا ويسارا تبحث عنه حتى غابت عن نظره .

قلت له كيف تفعل هذا ؟ ماذنب الفتاة المسكينة ؟ لماذا لم تقابلها وتتحدث معها حتى على سبيل المجاملة ثم تفترقا بطريقة ودية دون أن تجرح مشاعرها ؟

قال لى لقد حدث الأمر تلقائيا بعد ما رأيتها ورأيت الأتوبيس يقف بيننا كل هذا وجلابولا صديقى الزومبى يبتسم ابتسامة خبيثة فهو السبب فى هذا الموقف من الأساس تذكرت اننى اتحدث مع اثنين من الزومبى فاقدين الوعى والإحساس تقريبا .
نكمل فى يوم آخر من يوميات زومبى فإلى اللقاء .

اقرأ أيضا للكاتب:

 

زر الذهاب إلى الأعلى