وائل نجم يكتب: حتى لا يكون احتفال أكتوبر مجرد مناسبة موسمية
بعد مرور 49 سنة على انتهاء الحرب الأخيرة بين إسرائيل ومصر، ما زال الشارع الإسرائيلي يتساءل ماذا عليه أن يتذكر من هذه الحرب.. المفاجأة المصرية القاسية في السادس من أكتوبر، أم الانتصار العسكري في نهاية المعركة؟!.
إن المفاجأة المصرية والسورية في السادس من اكتوبر عام 1973 بقيت جرحا في قلب التاريخ الإسرائيلي، بسبب تحطيم الفكرة الخيالية في عام 1973 القائلة إن الجيش لا يقهر والتي نشأت في حرب عام 1967.
هي رابع الحروب العربية الإسرائيلية بعد حرب 1948، حرب 1956 وحرب 1967 التي كانت إسرائيل احتلت فيها شبه جزيرة سيناء من مصر وهضبة الجولان من سوريا إلى جانب الضفة الغربية من الأردن بالإضافة إلى قطاع غزة الخاضع آنذاك لحكم عسكري مصري.
بدأت الحرب يوم السبت 6 أكتوبر/ تشرين الأول 1973 م الموافق 10 رمضان 1393 هـ بتنسيق هجومين مفاجئين ومتزامنين على القوات الإسرائيلية؛ أحدهما للجيش المصري على جبهة سيناء المحتلة والأخر للجيش السوري على جبهة هضبة الجولان المحتلة.
وساهم في الحرب بعض الدول العربية سواء بالدعم العسكري أو الاقتصادي، حيث شاركت تسع دول عربية بتقديم الدعم العسكري على الجبهتين المصرية والسورية.
ومن أهم نتائج حرب أكتوبر استرداد السيادة الكاملة على قناة السويس، واسترداد جزء من الأراضي في شبه جزيرة سيناء وعودة الملاحة في قناة السويس في يونيو 1975.
كما أسفرت حرب التحرير الكبرى عن نتائج مباشرة على الصعيدين العالمي والمحلي، من بينها تغيير المعايير العسكرية في العالم شرقاً وغرباً، وتغيير الاستراتيجيات العسكرية في العالم، والتأثير على مستقبل كثير من الأسلحة والمعدات، وعودة الثقة للمقاتل المصري والعربي بنفسه وقيادته وعدالة قضيته، وأيضا حالة الوحدة العربية التي تمثلت في تعاون جميع الدول العربية مع مصر، والتي جعلت من العرب قوة دولية، لها ثقلها ووزنها، وسقوط الأسطورة الإسرائيلية.
وحققت حرب أكتوبر أهدافها بتحريك عملية السلام الراكدة، وإعادة تشكيل الرأي العام الإسرائيلي الذي ظن أن جيشه لا يقهر وأنه في مأمن من أي هجمات عسكرية، واستعادة مصر كامل سيادتها على سيناء، إلا أن التعقيدات الكبرى التي تحيط بالصراع العربي الإسرائيلي وخاصة بالوضع السوري والقضية الفلسطينية حالت دون تحقيق سلام شامل في منطقة الشرق الأوسط، فلا تزال هضبة الجولان محتلة من قبل إسرائيل، ولا يزال الاستيطان والمستوطنون الإسرائيليون يقطعون أوصال الضفة الغربية بإحكام عن قطاع غزة، وتتسارع مع مرور الوقت عمليات تهويد القدس.
ولكى لا يكون احتفال أكتوبر كأنه مناسبة موسمية فلابد من التعامل مع الشعب مثلما تم التعامل مع الجيش على أساس علمى.
ولابد لقادة الحرب وللكوادر العسكرية من أن تتعاون مع وزارة التربية والتعليم في أن تكون هناك محاضرة أسبوعية عن أحد المعارك والاشتباكات بين القوات المسلحة عبر حرب الاستنزاف أو حرب أكتوبر 73 المجيدة كحكايات جذابة للطلاب ترفع من الروح الوطنية وتعلى من قيمة الانتماء.
ونفس الأمر يتم إدراكه في برامج «التوك شو»، حتى لا يكون مولد 6 أكتوبر ونحن فيه الدراويش.. فلابد من أن نستلهم كل عناصر وشروط النصر لنحققه على مستوى التنمية والنهضة بالنسبة للشعب المصري.