حوار المكاشفة: سمير فرج يتحدث عن 67 والسوريين فى حرب 73 وعلاقتنا بإسرائيل

كتبت: شيماء وائل

الحوار التالى يعتبره اللواء الدكتور سمير فرج من أهم الحوارات التى أجراها فى حياته.

وتكمن الإجابة عن سؤال : لماذا هو أهم الحوارات، فى طيات النص التالى، الذى يحمل إجابات الخبير الاستيراتيجى والمحلل العسكرى؛ على أسئلة واحدة من أهم الإعلاميين فى “الميديا العربية”، ألا وهى جيزال خورى، المحاورة بفضائية “سكاى نيوز” عربية، فى برنامجها “مع جيزال”.

مكانه في حرب 1973

فى البداية تحدث الدكتور اللواء سمير فرج عن مكانه في حرب 1973، موضحا أنه كان أصغر ضابطا مصريا في غرفة العمليات لإدارة الحرب، والتي كانت تضم الرئيس محمد أنور السادات بصفته رئيس الجمهورية والقائد الأعلى للقوات المسلحة، والمشير أحمد إسماعيل بصفته وزير الحربية في ذلك الوقت، والفريق سعد الدين الشاذلي رئيس أركان حرب القوات المسلحة، واللواء محمد الجمسي رئيس هيئة العمليات، التى كنت واحدا فيها، وغيرهم من القادة.

ويروي فرج ذكريات معركة حرب أكتوبر، قائلاً: إن التغيير الذي حدث في القيادة كان بعد وقف إطلاق النار، والفصل بين القوات المصرية والاسرائيلية، لكن أثناء القتال كانت القيادة في استقرار تام.

‏وأشار أن لا أحد ينكر شخصية الرئيس السادات ورؤيته، ولا ينكر الشاذلي؛ لكونه احد مهندسي حرب أكتوبر، ولكن عند حدوث خلاف في وقت من الأوقات يجب ألا ينعكس على القيادة العسكرية في هذا التوقيت.

الحرب الروسية الأوكرانية

‏وفى سياق الحرب الروسية الأوكرانية قال فرج عن استبدال بوتين لقائد القوات في أوكرانيا، إنه من حق بوتين أن يقيل، ونحن فعلناها من قبل أثناء حرب الاستنزاف، عندما أخدت القوات الإسرائيلية أحد الرادارات المصرية، قام القائد العام للقوات المسلحة بتغيير قائد المنطقة بالبحر الأحمر، والذي تولى قيادة البحر الاحمر في ذلك الوقت الفريق الشاذلي، مشيرا أنه عند حدوث قصور من أي قائد يتم إقالته، لكن ما حدث في 1973 كان اختلاف وجهات نظر بعد انتهاء القتال.

وأكد خلال حديثه أن الانفجار الذي خلف أضراراً في جسر القرم الذي يربط روسيا بشبه الجزيرة، نتيجة عملية إرهابية تمت بشاحنة من أوكرانيا، وانفجرت في القطارات، كي تصل لهذه النتيجة، وذلك لأن أمريكا تمنع اوكرانيا من التدخل في العمق الروسي، وعند إمدادها لأوكرانيا بالصواريخ الهيمارس حذرتها من استخدامها داخل العمق الروسي.

وأوضح الخبير الاستيراتيجى أن ما حدث سينتج عنه تأثير في الفتره القادمة؛ لأن اوكرانيا تعتبر شبه جزيرة القرم أرض أوكرانية، وتم الاستيلاء عليها من قبل الروس في 2014، لذلك هذا الحدث لن يمر مر الكرام وسنشاهد رد شديد من روسيا الفترة المقبلة، موضحا أن الرد سيكون داخل اوكرانيا؛ ولا علاقة لأمريكا ودول حلف الناتو بهذا الأمر؛ لإعلانهم بعدم تدخلهم.

حرب محدودة

وقال ” نحن كعسكريين نقيم هذا العمل بأنها حرب محدودة (روسيا – أوكرانيا)، وليست حرب نووية على الرغم من كونها عالمية التأثير؛ لذلك أعتقد أن الصراع سيظل مستمر بين روسيا وأوكرانيا في أعمال القتال”، مضيفا أن هدف أمريكا هو استنزاف روسيا في هذه الحرب؛ لذلك لم تسمح لأوكرانيا باستخدام أي أسلحة هجومية؛ والاكتفاء بالأسلحة الدفاعية؛ لإطالة مدة الحرب.

وواصل في هذا السياق: اتجه بوتين لاتجاه آخر، حيث بدأ بتقبل هذه الفلسفة، وزعم دخول المرحلة الجديدة (حرب الغاز)؛ لذلك يريد إطالة مدة القتال؛ ليزيد الشتاء القارس على أوروبا في الفترة القادمة، تحت بند حدوث انقلاب من الشعب ضد الحكومات، عند دخول فصل الشتاء وعدم وجود غاز، ويحدث تفكك في الاتحاد الأوروبي من خلال الشعوب التي ستشعر أن حكوماتها اخطأت بمعاداة روسيا.

العودة لحرب أكتوبر

وبالرجوع لحرب 1973، أكد فرج أنها كانت نقطة فاصلة في تاريخ الشرق الأوسط، لأن الانتصار كان عظيما جدا.

وبالعودة ليوم 5 يونيو 1967، قال الخبير الاستيراتيجى، كنت في هذا الوقت ضابطا صغيرا موجود على الحدود في الكونتلا، وأثناء هجوم إسرائيل وإلحاق الهزيمة بنا، نجحت في تدمير 85% من أسلحة الجيش المصري، ووصلت إلى الضفة الشرقية للقناة، واستولت على سيناء (الضفة الغربية)، ثم الجولان، وهذه المساحة من الأرض عشر أضعاف مساحة اسرائيل؛ لذلك يجب أن نعترف بالمصطلح السليم للهزيمه وأنها ليست مجرد نكسة، لنصل لمعنى النصر ونشعر به.

وأشاد فرج باستعادة العرب (مصر) تفوقهم في نصر 1973، وطبقا للتقدير العالمي فإن مصر هي أقوى دولة عسكرية في المنطقة؛ ولهذا يتم تقييمنا بحجم السلاح والخبرة القتالية التي حصل عليها الجيش المصري، حيث أن الجيش المصري والجيش الاسرائيلي من أكثر الجيوش التي تمتلك خبرة قتالية بأسلحة حديثة.

اقرأ أيضا:

وبالمقارنة أوضح فرج أن عدم امتلاك أمريكا للخبرة القتالية أثناء الحرب في ڤيتنام؛ لأن الطائرات الأمريكية كانت تضرب في مزارع الأرز، وانتهى القتال على ذلك، لكن الجيش المصري كان يحارب عدو متفوق لديه إمكانيات وأسلحة تفوق أسلحتنا وقت الحرب، مؤكدا تبدل الحال اليوم واستطاعت مصر الحصول على سلاح قوي، وأصبحت مصر دولة قوية.

وشار إلى أن مصر  استطاعت أن تتدخل في معركة غزة الرابعة والخامسة، وأوقفت إطلاق النار بينهما،

وأوضح أن حرب 1973 أضافت لمصر قوة عسكرية وسياسية في المنطقة، وحققت ما لم تستطع تحقيقه من قبل بقوتها وسلاحها ووضعها السياسي.

السلاح الأمريكى لإسرائيل

ورداً على وجود شك بتدفق السلاح الأمريكي لإسرائيل أكثر من مصر، أشار أن المنظمة العالمية «جلوبال فاير باور» التي من مهمتها تصنيف القوات المسلحة حول العالم، وضعت مصر بالمركز الـ12، موضحا جهود الرئيس السيسي لعمل تنويع مصادر السلاح، الأمر الذي كان حلما لكل المصريين منذ 20 عاما.

السوريون فى حرب أكتوبر

وبسؤاله عن وجود أقاويل عن الخلاف بين مصر وسوريا في 1973، أجاب: أنه كان بالقيادة، ولا يريد أن ينتقد القيادة السورية، موضحا أن السوريين تمكنوا من الوصول للحدود في أول أربع أيام، واستولوا على المنطقة، ثم ارتدوا وتفوق الاسرائيليون، وبالعكس هناك من يلوم السادات أنه أمر القوات المصرية بتطوير الهجوم في المضايق، بالرغم من رفضنا الشديد كعسكريين؛ وكان ذلك لتخفيف الضغط على سورياً، مشيرا إلى تعامل مصر النبيل مع الحرب السورية، ومواجهتهم للعديد من الأعباء في سبيل دعم سوريا.

الفرص الضائعة

كما نفى محايدة مصر كما يذاع في بعض المصادر، وأنه لو حدث ذلك لكانت مصر ستشرف على السلاح؛ لتكون أقوى قوة في المنطقة، وقامت بتوجيهها للاستثمارات، مؤكدا أن مصر التي دعت فلسطين في “مينا هاوس”، وكان الإسرائيليون مستعدين لإرضاء الفلسطينيين، وكما يقول البعض أن المشكلة الفلسطينية هي مشكلة الفرص الضائعة، مؤكدا أن حضور الفلسطينيين في “مينا هاوس” كان سيمنحهم حكم ذاتي في الضفة الغربية.

وأضاف أن الضفة الغربية تحولت إلى مستوطنات، وبعد خمس سنوات لن توجد قطعة أرض للفلسطينيين، وعن مصر فهي لم تتخل أبدا عن القضية الفلسطينية، مؤكدا تدخل مصر عندما تم هدم غزة؛ لوقف الانهيار وإعانتها لإنشاء غزة.

وأشار لوجود القضية الفلسطينية في قلب كل مواطن مصري ولم نتخلى عن القضية الفلسطينية، وفي كل خطاب للرئيس السيسي يؤكد أن القضية الفلسطينية هي الشاغل الأول للمصريين والرئيس المصري، وأتفق أنه بدون مصر لا توجد حرب ولا توجد قوة.

وأكد فرج أن إسرائيل ستظل العدو الحقيقي حتى تعطي فلسطين حقها، ولا توجد بيننا مناورات مشتركة، ولكن هناك تعاون أمني ضد الإرهاب، ونتعامل مع كل الدول أمنياً لمواجهة الإرهاب، ولكن لم نتعاون عسكرياً مع اسرائيل في أي وقت من الأوقات.

المناظرة

وبالنسبة للمناظرة التي تمت بيني وبين شارون حول حرب أكتوبر 1973 في لندن، كنت حينها طالب بكلية كامبرلي في إنجلترا، ثم طُلب مني التحدث عن الجانب المصري، وبالفعل اتجهت إلى مصر وحصلت على الموافقة، ولم أعارض من وجود طرف آخر في المناظرة ولكن بشرط وجود كل شخص بجانب بعيد عن الآخر.

وتولى معهد الدراسات الاستراتيجية في لندن الاشراف على التحكيم التحكيم في المناظرة، وعند بدء المناظرة لم اتحدث مع شارون، والحديث كان بيني وبين المحاور، وفي النهاية حصلت على ثماني نقاط، بينما حصل الآخر على أربع درجات، ليست لشخصياتنا ولكن لعرض وجهة نظر القوات المسلحة في حرب 1973.

وقال فرج “احنا انتصرنا على العدو الذي لا يقهر، أنا كنت ضابط صغير في 1967، وشوفت الهزيمة وشوفت العلم الاسرائيلي على الضفة الشرقية للقناة، احنا انتصرنا على اسرائيل وخدنا ثقة في نفسنا وخبرة كبيرة جدا، وغيرنا العديد من العقائد العسكرية في حرب 1973”.

العلاقة بالرئيس السيسي

وعن علاقته بالرئيس السيسي أشار أنه عند تعيينه قائد كتيبة مشاة، كان هناك ضابط حديث التخرج في الكتيبة مشاة وهو الرئيس عبد الفتاح السيسي، ومنذ رؤيته علمت أنه ضابط نشط ومتميز، وفي نهاية السنه نكتب تقرير سري عن أداء كل فرد بالكتيبة، وأنا أعطيت السيسي تقدير امتياز وكان من ضمن الأربعة الذين حصلوا على هذا التقدير من أصل الكتيبة؛ وذلك لتصرفه في أحد المواقف بطريقة تدل أنه ضابط صاحب قرار وينفذ دون الرجوع لقائده، ظللنا سنة ونصف معاً “تستحق الامتياز لأنك صحاب قرار”.

واختتم بعدم وجود أي عائق يمنع رؤية مصر برئيس مدني، وأنه تم انتخاب مرسي في يوم من الايام وحصل على 12 مليون صوت، ولكن لشعورنا بأن الإخوان هم من يملكوا الدولة، فرفض الشعب، والرئيس السيسي استجاب لرغبة الشعب وقضى على الاخوان، وهذا ما قلته للرئيس السيسي أنه من يخلص مصر من الإخوانؤ وبالفعل حدث.

شاهد الحوار:

زر الذهاب إلى الأعلى