عاطف عبد الغنى يكتب: عن السفهاء والمجانين

طيب نسكت أخذا بنصيحة: “لا تتكلموا عن الباطل فينتشر”، أم نتكلم حتى نحصّن الناس، نزولا على قول الشاعر أبو فراس الحمدانى: “عرفت الشر لا للشر لكن لتوقيه ….. ومن لم يعرف الخير من الشر يقع فيه”.
وما أسهل الوقوع فى براثن شر المحتوى الذى توفره وسائل التواصل، ومنصات الشيطان الأليكترونية الآن.
وكتب العرب مليئة بحكايا السفهاء، والمجانين، من مدعى النبوة، بل والألوهية، وفى كتاب العقد الفريد لابن ابن عبد ربه الأندلس، الحكاية التالية:
“قال ثمامة بن أشرس: كنت في الحبس فأدخل علينا رجل ذو هيئة وبزة ومنظر، فقلت له: من أنت؟ جُعلت فداك، وما ذنبك؟ وفي يدي كأس دعوت بها لأشربها. قال: جاء بي هؤلاء السفهاء لأني جئت بالحق من عند ربي، أنا نبي مرسل. قلت: جُعلت فداك، معك دليل؟ قال: نعم، معي أكبر الأدلة، ادفعوا إلي امرأة أحبلها لكم، فتأتي بمولود يشهد بصدقي. قال ثمامة: فناولته الكأس وقلت له: اشرب صلى الله عليك” ههههههههه.
الموضوع أن صديق أرسل لى فيديو لشخص بهائى، لايدافع فيه هذا السفيه عن الباطل الذى يعتقده، بقدر ما يروج له، ويصنع دعاية لعله يفتن بها نفس مياله للباطل.
الطريف أن البهائى هذا بدأ الكذب من الجملة الأولى فى حديثه وهو أن الإسلام يعترف بالإسلام والمسيحية واليهودية، ثم يردف عليه بنطق الشهادتين: “لا إله إلا الله محمد رسول الله” ويضيف: أنه عندما كان يقول هذا لأحد من الناس “بيستغرب”.
وأنا أقول له بالطبع لابد أن “يستغرب” لأن سامعك لا يعرف غالبا شىء عن “الطبخة البهائية المسمومة” التى تدّعون أنها دين، ولو كنت صادقا فى شهادتك، فقد انتهى الأمر، ولا داع لقول أى كلام بعده.
وقبل أن أسترسل أوضح أننى وضعت كتابا عن هذا الباطل، (البهائية والبهائيين) قبل ما يزيد على 15 عاما، وسوف أضع فى نهاية هذا المقال رابطا للكتاب لمن يريد أن يطّلع عليه.
والشىء المذهل الذى اكتشفته وأنا أبحث فى البهائية والبهائيين، مستعينا، بعلوم الاجتماع، والتاريخ، ومتتبعا سيرتهم، أن فتح الله عىّ بآية من القرآن، أعمى الله أبصار البهائيين الأوائل طباخو السم عنها، حيث يقول الله سبحانه وتعالى فى سورة “المدثر” : “عَلَيْهَا تِسْعَةَ عَشَرَ (30) وَمَا جَعَلْنَا أَصْحَابَ النَّارِ إِلَّا مَلَائِكَةً ۙ وَمَا جَعَلْنَا عِدَّتَهُمْ إِلَّا فِتْنَةً لِّلَّذِينَ كَفَرُوا لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَيَزْدَادَ الَّذِينَ آمَنُوا إِيمَانًا ۙ وَلَا يَرْتَابَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْمُؤْمِنُونَ ۙ وَلِيَقُولَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ وَالْكَافِرُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَٰذَا مَثَلًا ۚ كَذَٰلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ ۚ وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ ۚ وَمَا هِيَ إِلَّا ذِكْرَىٰ لِلْبَشَرِ” صدق الله العظيم.
ومن فضلك اعد قراءة كلام الله حتى تستوعب أن إرادة الله العلى أن يزيد الذين ضلوا ضلالا، وليس المقصود بهم هنا أهل الكتاب من اليهود والنصارى، ولكن طائفة أخرى عمت أبصارهم فاتخذوا من العدد 19 عددا مقدسا، وهم البهائيين، الذين اخترعوا تقويما خاصا بهم جعلوا فيه السنة 19 شهرًا، كلٌ منها مكون من 19 يومًا، فتكون السنة بذلك 361، طيب يبقى ناقص 4 أيام فى السنة البسيطة، و 5 فى السنة الكبيسة يعملوا فيها أيه ليتوافق مع التقويم الشمسي، أضافوا عدة أيام في السنة (أربعة للبسيطة، وخمسة للكبسية) وسموها الأيام الزائدة، أو أيام الضيافة (شوف ازاى) وحاول أتباعهم إثبات أن القرآن الكريم قائم في نظمه من حيث عدد الكلمات والحروف على 19 وكلامهم فى هذا ساقط بكل المقاييس، ووظفوا الرقم فى أشياء أخرى، كدأبهم فى التأليف، والتأويل، والتلفيق، لأن معتقدهم لا هو إلهى المنبع، ولا أصل له عند الناس إلا شذرات استقوها من غلاة الشيعة الحلولية.
وجاء شخص مخبول ليؤلف لهم كلام أشبه بـ “إنا اعطيناك النحناح فصلى لربك وارتاح”، وقصة البهاء نفسها مليئة بالفكاهة المرة، والدم المراق فى حربه مع من سبقه ونافسه فى ادعاء هذه الخزعبلات، وقد سبقه شخصا عاصره، وكان قريبا منه يدعى الميرزا على محمد الشيرازى، ومات الأخير مقتولا، بعد أن ترك وصية أن يخلفه الميرزا يحي علي (شقيق من ادعى البهائية) فى زعامة اتباعه الذين صدقوه وأطلق عليهم “البابيين” لكن جاء شقيق الأخير المدعو الميرزا حسين علي ليسرق من أخيه الزعامة، ويدعى أنه البهاء، وأن سابقه الميرزا على محمد الشيرازى “الباب” بشر به (حتى يستقطب أنصاره من البابيين).
إنها فتنة السلطة والزعامة، والمخبولين الذين شبوا تحت رعاية الاستعمار الروسي أولا ليحارب بهم إيران والفرس على حدودهم، ثم تلقف دعوتهم بعد ذلك الاستعمار الإنجليزي الذى كان يستعمر بلاد المسلمين وهدفه إفساد العقيدة الإسلامية التى تدعو لجهاد الاستعمار، وتفكيك وحدة المسلمين، وصرفهم عن قضاياهم الأساسية، وأما الجهاد ضد الاستعمار فقد حرمه البهائيون.
ثم جاءت اليهودية العالمية، لتجد فيهم ضالتها، لتستخدمهم فى تفكيك عقيدتى الإسلام والمسيحية، وبالمناسبة عمل هذه الفتنة فى المسيحيين أكبر من المسلمين، حيث لا يكتفى البهاء بادعاء أنه نبى ورسول، ولكن يدعى أيضا أنه مسيح آخر الزمان، وأنه إله.
والموضوع أكبر من أن يستوعبه مقال، لكن عليكم أن تتأكدوا وتؤكدوا أنه ضد الأمن القومى لبلادنا، لأن هذه الخزعبلات التى يتبناها الاستعمار القديم، واليهودية الصهيونية الحديثة، وتحتضنهم إسرائيل التى يوجد فيها أكبر محفل للبهائية فى حيفا، ويتم الترويج للبهائية وعدد أخر من هذه الخزعبلات على أنها أديان السلام العالمى، لأنها تدعو إلى إسقاط الدولة الوطنية، ويرفض أتباعها رموز الدولة من تحية العلم إلى السلام الوطنى، ويرفضون أيضا التجنيد فى الجيش وحمل السلاح، ومحاربة الأعداء، ولا تصدقوهم إذا تظاهروا بعكس ذلك.
أما البهائية نفسها، ومثلها عقائد “القاديانية، وشهود يهوه، والأدفندست”، فكلها خزعبلات هدفها تفكيك الإسلام، والمسيحية باعتبارهما “ديانتان” يحاربان الصهيونية، ويكشفان باطلها.

وإليكم هذا الرابط لمن يريد الاستزادة:

https://www.marefa.org/%D8%A7%D9%84%D8%A8%D9%87%D8%A7%D8%A6%D9%8A%D8%A9

 

اقرأ أيضا للكاتب:

زر الذهاب إلى الأعلى