التصويت الأممى ضد الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية.. قراءة خاصة

إسلام كمال

في الوقت الذي من المفروض أن نحتفل فيه بانتصارنا الدبلوماسي الجديد ضد الاحتلال الإسرائيلي ، بتصويت الجمعية العامة للأمم المتحدة الليلة الماضية على اقتراح طلب رأي قانوني من محكمة العدل الدولية، بخصوص “المعنى القانوني لاستمرار الاحتلال الإسرائيلي”، لكننا يجب أن نقف كثيرا أمام هذا المشهد بإيجابياته وسلبياته، للاستفادة منه خاصة مع أجواء التوتر الدولية من الحكومة الفاشية الإسرائيلية الجديدة الأخطر في تاريخ الكيان وفق اعتراف أغلب المراقبين الإسرائيليين.

87 دولة صوتت لصالح اقتراح طلب رأي قانوني من محكمة العدل الدولية حول “ماهية الاحتلال الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية”، والسلطة الفلسطينية علقت إنه آن الأوان لمحاسبة إسرائيل على جرائمها بحق شعبنا الفلسطيني، وعلى العالم تحمل مسؤولياته، واعتبر الفلسطينيون “التصويت هو انتصار لدبلوماسيتنا”.

طالع المزيد:

لكن التصويت الذى أرفق صورة شاشة أسماء الدول الموافقة والممتنعة والمعارضة مع التحليل ب87 دولة موافقة و53 دولة ممتنعة و25 دولة رافضة مع غياب عدة دول منها اوكرانيا، يكشف عن عدة أمور يجب ان نقف أمامها.

– هناك أزمة كبيرة نعانى منها في علاقتنا مع الدول الافريقية، وأتحدث هنا عن العرب وقضاياهم، فأغلب الدول الافريقية ممتنعة ومنها الرافضة، وليس كثير منها داعمة لنا.

– وهناك دول اوربية اسلامية انضمت لإسرائيل بعد الاتفاقيات التطبيعية الأخيرة على خلفية الملف الإيرانى، وأقصد ألبانيا ، التى دعمت إسرائيل بالموافقة، بخلاف كوسوفو.
– والأغرب أن البرازيل والاورجوارى تقفان مع إسرائيل بالامتناع، وهى دول داعمة تاريخيا للقضية الفلسطينية

-ومن الواضح أن هناك تأثيرات للحرب الروسية الأوكرانية في التصويت متجلى في مواقف دول البلطيق والحدودية للحرب كإستونيا ورومانيا ولاتفيا والاسكندناف، بما فيها عاصمة أشهر إتفاقيات السلام، التى لا تعترف باحتلال إسرائيل للاراضي الفلسطينية، النرويج، وفق التصويت.

– وبالطبع جزر الكاريبي والهادى والهندى، والتى تعد مستعمرات امريكية بل وإسرائيلية فطبيعى أن تصوت لإسرائيل في كل الملفات ومنها المارشال وفاناوتو وميكرونزيا وكتبت عنهم فيما قبل كثيرا.

– والوقوف عند موقف جنوب السودان، لا يجعلنا نرى موقف إرتيريا المثير، وها هى إثيوبيا تعلن صراحة في أى معسكر تقف.

-لكن أين العرب الذين يتحدون ويتعاملون مع كل ذلك، بل وأين الفلسطينيون، في وقت مرشح إلى ان تكون نابلس رمزا لشعلة انتفاضة جديدة مع أى مساس بالأقصى أو بشكل السيادة في الضفة وفق المتوقع من الحكومة الفاشية الصهيونية؟!

– نحن أمام نصر مهم على خلفياته الرقمية والمواقفية المزعجة، ويجب أن نتعامل معه بقوة أكثر، وبشكل واقعى أكثر مدرك للتحديات الجديدة.

– مع العلم أن هذه المواقف جاءت بعد جهد كبير من الدبلوماسية والمخابرات الإسرائيلية، ولقاءات مع السفراء ومندوبي الأمم المتحدة في كل الأقاليم، واغراءات مختلفة في وقت تعانى الكثير من الدول اقتصاديا وعسكريا على خلفية موجات التضخم والحرب التى تضرب العالم، وكان هذا واضح على مواقف العديد من الدول الأفريقية بالذات.

زر الذهاب إلى الأعلى