إسلام كمال يكتب: ماذا تريد إسرائيل هذه المرة بضرب سوريا؟!
بمنتهى الدموية والعربدة، اسرائيل ترسل رسائل في غاية القوة والحسم لكل من تسول له نفسه الاقتراب من سوريا وحمايته، وإعادته إلى شكل الدولة.
تل أبيب ضربت قبل وخلال ذكرى نصر العاشر من رمضان، العديد من المطارات السورية، وكأنه أصبح اجراءا اعتياديا، أن تهاجم المقاتلات الإسرائيلية ولا تعمل بجودة عالية المضادات الروسية، فتخرج المطارات السورية عن العمل لأيام أو أسابيع حسب قوة الضربة.
منذ قليل، علق نتنياهو متباهيا خلال اجتماع حكومته: “نحن نفرض ثمنًا باهظًا ضد أي قوة خارج حدود إسرائيل”، وطبعا يقصد غارات الأمس وما قبله، التى دمرت تل أبيب فيها مطارات سورية بحجة استهداف تمركزات للحرس الثورى الإيرانى، وبالفعل مات فيها بخلاف مواطنين سوريين، مستشار بالحرس الثورى، والأغرب أن إيران هى التى ردت أكثر من مرة تتوعد فيها بالرد على تطاولاتها، وفي الخلفية كان ردا سوريا أعتياديا أجوفا!
بالطبع، نتنياهو يزيد ضرباته هذه الأيام على سوريا لعدة أسباب، منها أزمته الداخلية المتفاقة، التى هى بالفعل قيد الانفجار ما بين الحين والآخر، والتى يتمنى تحويل الأنظار عنها او السيطرة عليها بشكل ما، خاصة إن فلسطينى ٤٨ انضموا للمشهد التصعيدى بعد الإضرابات المستمرة الآن حدادا على الطبيب الشاب الشهيد د.محمد العصيبي، التى أعدمته الشرطة الإسرائيلية على أبواب الأقصي منذ ساعات لمجرد أنه كان يدافع عن فتاة من اعتداءات الشرطة عليها.
وهذا متواتيا مع استمرار المحتجين في مظاهراتهم رغم تواصل المفاوضات الروتينية في مقر الرئيس الإسرائيلي للم الشمل، دون فائدة ملموسة، خاصة أن نتنياهو وإئتلافه من الممكن أن يباغتهم ويقر التعديلات المثيرة المحاصرة للقضاء في أى وقت، بخلاف إقرار قوانين مستفزة أخرى منها تشكيل ميلشيات مسلحة تحت إسم ” الحرس الوطنى”، تتكون من حوالى ألفي عنصر بميزانية مليار ونصف شيكل، حوالى ٤٠٠ مليون دولار، تحت أمرة الوزير الفاشي المختل بن جفير، والذي احتفل بإعدام العصيبي وكافأ الشرطة عليه بحجة إنهم منعوا كارثة، رغم إن الطبيب الشاب، لم يكن مسلحا ولا مفخخا!
الضربات الإسرائيلية ضد سوريا تنوعت خلال الساعات الأخيرة، وكان أغلبها من شمال لبنان، ولم نسمع لاعتراضات أو شكاوى لبنانية أو حتى تحرك تمثيلى لمضادات لبنانية أو من حزب الله، وتركزت الغارات على المطارات ومنها مطار حمص والعديد من التمركزات العسكرية الإيرانية بها، وهذا أيضا يتزامن بخلاف الأزمة الداخلية الإسرائيلية، مع التوترات الأمريكية الإيرانية في شمال شرق سوريا، حيث المناطق التى تحتلها أمريكا في سوريا لسرقة بترولها، بالإضافة إلى التقارب المصري والخليجى مع سوريا بعد الزلزال الأخير الذي ضرب دمشق، حيث زار وزير الخارجية السورى القاهرة منذ ساعات، وزار الأسد الإمارات منذ أيام، وطبعت السعودية مع إيران!
فهل ترسل بالفعل إسرائيل رسائل عنقودية في كل هذه الملفات بضربها سوريا من جديد؟!.. هكذا أتصور، والحل وفق رؤيتى، في تعامل سريع مع هذه التطورات لإعادة أطلال سوريا للمحفل الدولى، وليس الحضن العربي فقط، ويجب أن يرسل كل أصدقاء إسرائيل العلنيين وغير العلنيين من العرب المطبعين القدامى والمطبعين الإبراهيميين وغيرهم بالإضافة إلى روسيا والصين، أنه يجب أن تغير تل أبيب من تعاملاتها مع سوريا، ولا تغير عليها ثانية، مقابل وعود بعدم تهديد سوريا لها من خلال تمركزات الحرس الثورى وحزب الله، وأتصور إن هذه أساسا من النقاط التى ستكون ضمن الإتفاق التطبيعي السعودى الإيرانى، لأنها كما تقلق إسرائيل، تقلق أطراف عربية منها السعودية، والأردن نترقب..