25 إبريل.. قصة الاحتفال باليوم الذى استردت فيه مصر أرض سيناء كاملة (شاهد)

كتب: على طه

فى يوم 25 أبريل من كل عام، تحتفل مصر بذكرى تحرير سيناء، وقد اختارت مصر تاريخ هذا اليوم عيدا وطنيا لأنه اليوم الذي استردت فيه مصر أرض سيناء طاملة بعد انسحاب آخر جندي إسرائيلي منها.
وكانت مصر قد خاضت صراعا طويلا مع إسرائيل، وكان نصيب أرض سيناء فى هذا الصراع أن شهدت معارك شرسة كان أحدثها حرب السادس من أكتوبر عام 1973، والتى استمرت معاركها الشرسة ضد العدو ما يقارب 18 يوما إلى أن إصدار مجلس الأمن قرارا يوم 23 أكتوبر يلزم فيه جميع الأطراف بوقف إطلاق النار والذى التزمت به كلا من مصر وإسرائيل ووافقتا عليه، إلا من مناوشات، ودخل الطرفان بعدها فى مباحثات عسكرية للفصل بين القوات الأمر الذى أدى إلى توقف المعارك فى 28 أكتوبر 1973 بوصول قوات الطوارئ الدولية إلى جبهة القتال على أرض سيناء.

حرب أكتوبر ونتائجها

ومثلت حرب أكتوبر ونتائجها صدمة كبيرة للمؤسستين السياسية، والعسكرية الإسرائيليتين، وكانت أهم نتائجها هو الانتصار الكاسح للعسكرية المصرية الذى توج نضال مصر وكفاحها العسكرى، والسياسى، والدبلوماسى، لتحرير أرضها بعد نكسة عام 1967، علاوة على أنها أحدثت انقلابا فى المعايير العسكرية في العالم كله، واسترد من خلالها المقاتل المصري والعربي الثقه بنفسه وقيادته.

 

كانت حرب أكتوبر المجيدة أولا عام 1973، ثم تلاها دعوة الرئيس الراحل الزعيم محمد أنور السادات للسلام، حتى أنه لقب ببطل الحرب والسلام، وبادر بمخاطرة كبيرة حيث ذهب للعدو فى عقر داره، وزار إسرائيل.

زيارة السادت للقدس

كان الغرض من زيارة الرئيس السادات لإسرائيل، والقدس المحتلة، التى تمت في 19 نوفمبر 1977، مخاطبة العالم، والسياسيين، والكنيست، الهيئة التشريعية في إسرائيل، أن العرب ومصر فى القلب والطليعة تنشد السلام، وتمد به يدها، والتقى السادات بكبار المسؤولين الإسرائيليين، بمن فيهم رئيس الوزراء مناحيم بيجن فى زيارة هى الأولى من نوعها لزعيم عربي لإسرائيل، وكانت مصر وإسرائيل مازالتا تعتبران في ذلك الوقت في حالة حرب.

طالع المزيد:

ذهب السادات فى محاولة منه لدفع عملية السلام بين العرب وإسرائيل، ومن ثم وعلى أثر هذه الخطوة الجبارة جاءت مباحثات كامب ديفيد عام 1978 والتى أدت لتوقيع معاهدة السلام المصرية – الإسرائيلية عام 1979.

معاهدة السلام

نصت معاهدة السلام المصرية – الإسرائيلية، على انسحاب إسرائيل بشكل كامل من شبة جزيرة سيناء، وعودة السيادة المصرية على كامل ترابها، حسب جدول زمنى موضوع ومخطط له، وكان محددا فى هذا الجدول أن يكون يوم 25 إبريل عام 1982، هو تاريخ رحيل آخر جندى إسرائيلى من مصر.
وفى هذا التاريخ المحدد تم بالفعل رفع العلم على مدينتي رفح وشرم الشيخ، وفقا لمعاهدة كامب ديفيد، واسترداد كامل أرض سيناء إلا مساحة تبلغ حوالى كيلو متر مربع تمثل مدينة طابا، والتي تم استردادها لاحقا بالتحكيم الدولي في 15 مارس 1989، واكتمل بها التحرير، ورفع الرئيس المصري الأسبق محمد حسني مبارك علم مصر على طابا آخر بقعة تم تحريرها من الأرض المصرية في عام 1989.

استرداد سيناء ونتائجها

وحسب الخبراء والسياسيين وقادة الفكر، كان لاسترداد سيناء نتائج مباشرة على الصعيدين المحلى والدولى، سيناء التى لها مكانة مميزة جغرافيا حيث أنها محور الإتصال بين أسيا و أفريقيا ويحتوى كل شبر من أرضها على ثروة حبتها بها الطبيعة، عادت لتضاف إلى أصحابها، وتسهم فى الناتج القومى، وأهم مما سبق عودة أبنائها من السيناويين، الذين رضخوا مدة 6 سنوات تحت وطأة الحكم الإسرائيلى، وتغير نظرة العالم – الذى لا يحترم إلا الأقوياء – إلى مصر وقدراتها العسكرية، والسياسية.

قطار التعمير

وها هو قطار النعمير يجرى بقوة واندفاع لتعمير كل شبر من سيناء، ويزرعها بالبشر والنماء، ليحولها من ساحة دائمة للمعارك، إلى ساحة للعمران والسكن والتنمية، تنتج العمران والحياة كما أرادها الله للبشر.

 

زر الذهاب إلى الأعلى