فى مثل هذا اليوم 5 يونيو .. إعادة افتتاح قناة السويس للملاحة الدولية
كتب: إسلام فليفل
فى الخامس من شهر يونيو من كل عام تحتفل مصر، بذكرى افتتاح قناة السويس للملاحة العالمية، عام 1975 بعد عامين من انتصار أكتوبر المجيد، وبعد تطهيرها من الألغام وكافة معوقات تسيير السفن بعد غلقها بسبب حرب عام ١٩٦٧، التى شنتها اسرائيل واستولت على سيناء والأراضى العربية.
وجود القناة على أرض مصر بموقعها الجغرافى الفريد الذى يربط بين الشرق والغرب بأقصر طريق، يؤهلها أن تحتل أهمية كبرى ليس على مستوى مصر فحسب بل على مستوى العالم أجمع، إضافة إلى ما تمثله لمصر من دخل قومى يمثل أهمية كبيرة اقتصاديًا طوال العام.
السادات صاحب القرار
صاحب قرار تطهير القناة وتحديد موعد افتتاحها للملاحة الدولية هو، الرئيس الراحل محمد أنور السادات حيث قام بافتتاحها فى ٥ يونيو تحديدًا وفى احتفالية دولية كبيرة، فى خطوة للأمام ولمحاولة التخلص من ما سببته النكسة من أثر سىء فى نفوس المصريين، وليس هذا فحسب بل تحول مدروس تجاه تثبيت النصر ومحو أثار النكسة، واستبدال ذلك اليوم بيوم نحتفل فيه بهذه الذكرى الغالية على نفوس المصريين.
يسجل التاريخ أن مهندسو الهيئة الهندسية للقوات المسلحة والقوات البحرية أدوا أداءً مبهرًا فى ملحمة فريدة لإعادة فتح القناة، وكأن تلك الملحمة البطولية نصر يعادل نصر أكتوبر الذى أجبر العدو الإسرائيلى على الجلاء والرحيل.
التاريخ يشهد
أبلغ الرئيس الراحل أنور السادات وزير الخارجية الأسبق إسماعيل فهمى بأنه يريد إعادة فتح القناة فى ٥ يونيو على أن يقود السادات بنفسه قافلة السفن التى تدخل قناة السويس، إلا أن فهمى اعترض، حيث كان يرى أنه من الأفضل توقيع اتفاق فك الاشتباك الثانى على الجبهة المصرية الإسرائيلية، إلا أن السادات لم يأخذ برأيه وذلك حسب رواية وزير الخارجية نفسه.
مظاهر الاحتفال
فى تمام الساعة العاشرة والثلث صباح ٥ يونيو ١٩٧٥ وقف الرئيس الراحل السادات على المنصة فى سرادق ضخم أقامته هيئة القناة فى بورسعيد، وكان على يمينه ولى عهد إيران الأمير رضا بهلوى، ويساره المهندس سيد مرعى رئيس مجلس الشعب وممدوح سالم رئيس الوزراء آنذاك، والفريق أول محمد عبد الغنى الجمسى نائب رئيس الوزراء ووزير الحربية والقائد العام للقوات المسلحة آنذاك.
طالع المزيد:
– فى مثل هذا اليوم.. الخديوى إسماعيل ينجح فى الحصول على فرمان مصر من الدولة العثمانية
– فى مثل هذا اليوم قبل ٥٥ عاما.. تم الحكم على سيد قطب بالإعدام (الجزء الأول)
ألقى الجمسى كلمة، أعقبها تقديمه وثيقة تسليم قناة السويس إلى الإدارة المدنية بعد أن كانت تخضع إلى الإدارة العسكرية، ووقع السادات على الوثيقة ثم سلمها الجمسى إلى مشهور أحمد مشهور رئيس هيئة قناة السويس آنذاك، على أن يتم العمل بالوثيقة من صباح اليوم التالى ٦ يونيو من عام ١٩٧٥.
وفى إطار مراسم الاحتفالات أخذت المدمرة “٦ أكتوبر” وضع الاستعداد، واستعرض السادات حرس الشرف وتم عزف السلام الجمهورى، وبعد الانتهاء صعد السادات بصحبة ولى عهد إيران وممدوح سالم ورئيس هيئة القناة آنذاك إلى المدمرة، وبدأت فى التحرك تجاه مدخل القناة في مقدمة أول قافلة تعبرها بعد إغلاق دام ثمانى سنوات، وظلت القافلة تسير وراء المدمرة داخل القناة حتى وصلت إلى الإسماعيلية، واستكملت طريقها بعد ذلك إلى البحيرات المرة.
المشاركون
شارك فى هذا الحفل التاريخى وفود من جميع الدول العربية ووزراء الدفاع ومراسلو أجهزة الإعلام الأجنبية ووكالات الأنباء العالمية، وفى بيان لادارة هيئة قناة السويس تم الإعلان للعالم أجمع إعادة افتتاح القناة للملاحة البحرية الدولية أمام العالم أجمع.
وفي اليوم التالى، شهد الرئيس السادات احتفالات مدينة السويس بعودة الملاحة وأعطى إشارة البدء بعبور أول قافلة من الجنوب متجهة من السويس إلى بورسعيد.
إرادة وعزيمة
منذ ذلك التاريخ والمسيرة مستمرة، والقناة تعمل بإرادة وعزيمة مصرية بعد أن استعادتها مصر وسمحت للعالم بالمرور فى أحد أهم شرايين حركة التجارة العالمية، ولتعويض الخسائر الاقتصادية التى تجاوزت ١٣.٦ مليار دولار بعد ٨ سنوات عجاف وهى فترة إغلاق القناة بعد نكسة ١٩٦٧، وحتى افتتاحهافى عام ١٩٧٥.