طارق صلاح الدين يفند أشهر الأكاذيب التى تم إطلاقها على عصر عبد الناصر (9) إعتماد خورشيد

بيان
فى البداية لابد من توضيح أمرا في غاية الأهمية وهو أن هذا المقال ليس دفاعا عن شخص صلاح نصر رئيس جهاز المخابرات الأسبق، ولكن دفاعا عن سمعة جهاز عظيم من أجهزة الدولة المصرية وأحد أهم الدروع الواقية لمصرنا العزيزة ودفاعا عن جمال عبد الناصر وعن عصره الذى افترت عليه إعتماد خورشيد كذبا وتضليلا.
………..
برز اسم إعتماد خورشيد فجأة أواخر سنوات الستينيات عندما أصبحت إحدى شهود الإثبات في القضية المشهورة باسم: (انحراف المخابرات).
وأحد أهم العوامل الرئيسية لمنحها الشهرة التى حققتها بعد صدور مذكراتها، هو إدعاء أطلقته بأنها كانت زوجة صلاح نصر وقامت بنشر عقد زواج عرفى لهما فى هذه المذكرات.
وكان أبرز إدعاء لها على الإطلاق هو أن صلاح نصر هدد زوجها أحمد خورشيد بإيداعه مستشفى الأمراض العقلية إذا لم يطلقها حتى يتسنى لصلاح نصر أن يتزوجها بل ووصل الأمر بصلاح نصر أن ارغم زوجهااحمد خورشيد على التوقيع كشاهد على عقد الزواج العرفى لصلاح نصر واعتماد خورشيد.
………..
فى البداية لابد أن نذكر حديث صلاح نصر مع الكاتب الصحفى حسنين كروم فى كتاب: (صلاح نصر الأسطورة والمأساة)، والذى طرح فيه الأستاذ حسنين كروم على صلاح نصر سؤال كالقنبلة وهو :
بالنسبة لزوجتك ألم تنتابها الشكوك فيك حينما أدعت إعتماد خورشيد أنك تزوجتها عرفيا؟
وأجاب صلاح نصر بأن زوجته لم تشك فيه يوما وعندما شاهدت صورة العقد المزيف تأكدت من تزوير التوقيع باسم صلاح نصر، بل وتحدى صلاح نصر أى إنسان في الدنيا ان يقدم أصل هذا العقد ليكون سبيلا لإدخاله السجن لأنه عقد مزور.
وليس ذلك فقط بل أيضا الشاهد عباس رضوان الذى لم يشاهد إعتماد خورشيد فى حياته ولذلك فإن توقيعه على العقد مزور.

صورة العقد الذى عليه توقيع صلاح نصر المزور ومرفق التوقيع الصحيح لصلاح نصر

ثم يطرح صلاح نصر فى صفحة ١٤٣ من كتابه: (مذكرات صلاح نصر الثورة. المخابرات. النكسة) تأليف الصحفى عبدالله إمام ويقول:
لماذا لم تنشر إعتماد خورشيد موضوع زواجها العرفى منه بهذا العقد أمام محكمة الثورة التى كانت تحاكم صلاح نصر وقد كانت إعتماد خورشيد شاهدة لإدانة صلاح نصر؟

………..

ويحكى صلاح نصر بالتفصيل كل مايتعلق بـ إعتماد خورشيد فيقول: إنه فى عام ١٩٦٧ أصدر قرارا بإنهاء عمل هذه السيدة كعميلة للمخابرات العامة بأجر كواحدة من العميلات اللاتي يستخدمن في أعمال السيطرة واستدراج الجواسيس الذين تجندهم الدول المعادية، وكانت إعتماد خورشيد من أسوء العميلات اللاتى جندتهن المخابرات العامة لنهمها الشديد إلى المال وفقدها أية قيم طالما كانت تحصل على المال بأى وسيلة وكان أول شاغل لها بعد تجنيدها هو محاولة ابتزاز المال فشعر صلاح نصر بخطورتها وأصدر أمرا بإنهاء عملها.
ويؤكد صلاح نصر أن إعتماد خورشيد قبضت ثلاثة آلاف جنيه مقابل الشهادة ضده في المحكمة وأنها كان خيالها خصبا فخرجت عن حدود مالقنه لها أعداء صلاح نصر، فقد قالت إعتماد خورشيد أن صلاح نصر أبرز لها عند لقاءه بها كارنيها مكتوب عليه (رئيس المخابرات العامة) ثم أشار إلى التليفزيون حيث كانت صورته مع الرئيس عبدالناصر على الشاشة وقال لها نصر إنه حاكم الشرق الأوسط وملك مصر .
ويرد صلاح نصر على هذه الأكاذيب فى صفحة ١٤١ من كتابه مذكرات صلاح نصر تأليف عبدالله إمام بقوله :
إن مدير المخابرات العامة المصرية ليس له كارنيه باسمه مكتوب عليه (رئيس المخابرات المصرية).
ويتساءل نصر في إستغراب:
هل كانت صورته تظهر على شاشة التلفزيون مع الرئيس عبدالناصر؟
وهل تصادف ظهور هذه الصورة أثناء لقاءه مع اعتماد خورشيد؟
وانتقل إلى صفحة ١٤٢ من الكتاب حيث ينفى صلاح نصر تهمة إستغلال النفوذ التى أكدتها إعتماد خورشيد بقوله:
لقد أسقطت إعتماد خورشيد عنى هذا الإتهام باستغلال النفوذ عندما سألها رئيس المحكمة السيد حسين الشافعى عن مقابل ماحصلت عليه من صلاح نصر نتيجة هذه العلاقة فأجابت بالحرف الواحد بقولها:
ياريت.. ده هو إللى أخذ منى فأنا أعطيته زراير ذهب ثمنهم خمسين جنيه.
ويتساءل صلاح نصر:
لماذا لم تنشر إعتماد خورشيد كل ذلك إلا بعد وفاة زوجها أحمد خورشيد وبعد انفصالها عنه بحكاية قضائية محفوظة فى سجلات القضاء؟
وأصل إلى (الواقعة الثانية) التى ذكرتها إعتماد خورشيد وهى مقابلتها لجمال عبدالناصر وجلوسها معه خمس ساعات كاملة وإبلاغها لعبدالناصر أن صلاح نصر كان يحفظ لديها خمسة آلاف جنيه ذهبا ، وأن الرئيس عبدالناصر تسلم منها هذه الآلاف من الجنيهات الذهبية وقال لها:
لاتذكرى شيئا عن هذا المال لأحد.
وهنا يطرح صلاح نصر تساؤلات لها قيمتها.
أولها: كيف قابلت إعتماد خورشيد الرئيس عبدالناصر الذى كان معروفا عنه أنه لايقابل هؤلاء النسوة وأمثالهن؟
ثانيها: من الذى أوصل إعتماد خورشيد لمقابلة الرئيس عبدالناصر من أفراد سكرتارية الرئيس؟ وكلهم على قيد الحياة؟
ثالثها: لماذا لم تتخذ إعتماد خورشيد من هذه النقود وسيلة للتشهير بصلاح نصر؟ وخاصة أن الإدعاء كان يتهم صلاح نصر باستغلال النفوذ وتبديد الأموال؟
ويطرح صلاح نصرفى صفحة ٤٤ من كتاب مذكرات صلاح نصر سؤاله القنبلة فيقول:
هل ماذكرته إعتماد خورشيد عن تسليمها خمسة آلاف جنيها من الذهب لجمال عبدالناصر مقصود به النيل من ذمة عبدالناصر المالية واتهامه بسرقة خمسة آلاف جنيه ذهب؟
………..
الجدير بالذكر ان إعتماد خورشيد أصدرت مذكراتها بعد ١٥ سنة من وفاة زوجها أحمد خورشيد وبعد ست سنوات من وفاة صلاح نصر
وكذلك قامت إعتماد خورشيد بنشر وثيقة طلاقها من زوجها أحمد خورشيد فى كتابها ولكنها تقدمها للمحكمة.

وثيقة طلاق إعتماد خورشيد من زوجها أحمد خورشيد
وثيقة طلاق إعتماد خورشيد من زوجها أحمد خورشيد

وكان وقع صدور الكتاب الذى حمل عنوان: (شاهدة على انحرافات صلاح نصر )، سيئا على الفنانات اللاتى تم التلميح إليهن في الكتاب حيث نفت شويكار تماما ماذكرته إعتماد خورشيد عنها في الكتاب وأدلت شويكار بحديث صحفى لجريدة الجزيرة عام ٢٠٠٤ ذكرت فيه بالحرف الواحد مايلى:
هذه السيدة (وتقصد بها إعتماد خورشيد) افترت كثيرا وروجت لقصص وحكايات عنى وعن غيرى لاصلة لها بالحقيقة وعقابها في كل ماقالته عند الله وأؤكد أننى لم أقابل صلاح نصر ولم أكن أبدا من ضحاياه.

حديث شويكار لصحيفة الجزيرة
حديث شويكار لصحيفة الجزيرة

وكذلك تحدثت سعاد حسني عام ١٩٩٨ عن كذب إعتماد خورشيد وأكدت سعاد أنها كلفت محاميها برفع دعوى ضد إعتماد خورشيد لأنها لمحت إليها فى كتابها عن صلاح نصر.

تكذيب سعاد حسني لمذكرات إعتماد خورشيد
تكذيب سعاد حسني لمذكرات إعتماد خورشيد

وأما فيما يتعلق بموضوع زوج إعتماد خورشيد والاستديو الذى كان يملكه فقد ذكر صلاح نصر أن إعتماد خورشيد باعت الاستديو للقوات المسلحة والثابت أن الشئون العامة للقوات المسلحة هى التى كانت تفاوض إعتماد خورشيد لشراء الاستديو الذى كانت تحتاج لمثله فى إخراج أفلام تعليمية وللتوجيه المعنوى وبالطبع فلا علاقة لصلاح نصر بهذه الإدارة التى تتبع القوات المسلحة.

وبالنسبة لزوج إعتماد خورشيد فقد أكد صلاح نصر أنه لادخل على الإطلاق ولاصلة لصلاح نصر بمنح أحمد خورشيد زوج إعتماد أعمالا تدر عليه أجورا عالية بالمقارنة بأجور زملاءه وأن أحمد خورشيد لم يأخذ هذه المبالغ من المخابرات العامة بل من وزارة الثقافة والإرشاد مباشرة من د. عبدالقادر حاتم وقد أكد ذلك أحمد خورشيد فى المحكمة وقال أن د. عبدالقادر حاتم وزير الإرشاد والأستاذ صلاح عامر وكيل الوزارة أعطياه هذا الأجر تعويضا عما أصابه نتيجة ابتعاده عن عمله.

لكن بعد ١٥ سنة من وفاة أحمد خورشيد ذكرت إعتماد أمام المحكمة مايتناقض مع شهادة زوجها فذكرت فى مذكراتها أن صلاح نصر دمر زوجها أحمد خورشيد على المستوى الفنى بالاستيلاء على الاستديو الخاص به لارغامه على تطليق إعتماد ليتزوجها صلاح نصر ثم قام صلاح نصر بإيداع أحمد خورشيد المستشفى قبل أن يتم إرغامه على السفر إلى بيروت وهى معلومات كاذبة تماما فقد أكد صلاح نصر أن سفر أحمد خورشيد إلى لبنان لم يحدث أبدا والثابت من الأوراق أن خورشيد حصل على تأشيرة سفر إلى الكويت لزيارة ابنته المتزوجة هناك وهى إبنة من زوجة أخرى غير إعتماد خورشيد.
وانتقل إلى مذكرات إعتماد خورشيد وتحديدا فى صفحات ٦٠ و٦١ ذكرت إعتماد أنها توجهت إلى مشيخة الأزهر والتقت بالشيخ عبدالرحمن تاج شيخ الأزهر قبيل نظر قضية صلاح نصر بأيام ليدعمها معنويا ويؤكد لها وجوب شهادتها بالحق كما تحدثت عن هجوم الشيخ عبدالحميد كشك على الزواج العرفى الذى اجبرها عليه صلاح نصر.

والحقيقة أن الشيخ عبدالرحمن تاج لم يكن شيخ الأزهر فى هذا التوقيت بل كان الشيخ حسن مأمون.

وأما بخصوص عبدالحميد كشك فقد خرج من المعتقل في مارس ١٩٦٨ ولم يواظب على إلقاء خطبه فى مسجد عين الحياة إلا بعد وفاة الرئيس عبدالناصر.
وفى صفحة ١٥٦ من مذكراتها تقوم إعتماد خورشيد بوصف الإرهابى سيد قطب بأنه داعية إسلامى لقى كل صنوف التعذيب بإيمان وقوة أرهبت الشيطان وبطانته.

والحقيقة أنه لم يثبت أبدا تعرض سيد قطب للتعذيب داخل السجن فقد قضى أغلب فترة عقوبته في مستشفى السجن لمرضه.

ولا تكتفى إعتماد خورشيد بذلك بل تصف الإخوان المسلمين بأنهم أبرياء لقوا أبشع أنواع التعذيب بإشراف الشيطان ونظيره شمس بدران.

والحقيقة الدامغة أن صلاح نصر لم يكن له علاقة بتنظيم ١٩٦٥ الذى تمت فيه إدانة سيد قطب ولا بتحقيقات هذا التنظيم ولا بسجن أعضاءه ولا بما حدث للإخوان فيه فقضية تنظيم ١٩٦٥ بالكامل كانت مسؤلية شمس بدران والمخابرات الحربية ولاعلاقة لصلاح نصر ولا للمخابرات العامة بها.

وبالنسبة للصحفى مصطفى أمين فقد خصصت إعتماد خورشيد له فصلا بعنوان: (سر إتهام مصطفى أمين) فى الصفحات من ١٦٧ إلى ١٧٨ وذكرت أنها أكدت فى شهادتها أن مصطفى أمين بريء وأن صلاح نصر كان يغار منه لأنه كان مقربا للرئيس عبدالناصر وأن القضية تم تلفيقها لمصطفى أمين حيث تمكن صلاح نصر من تجنيد خادم مصطفى أمين لوضع أجهزة تصنت ولفق له القضية.

………..

وللرد على هذه الشهادة الكاذبة لاعتماد خورشيد فقد خصصت أنا الفصل الثامن من كتابى عبدالناصر بلاتشويه الجزء الأول وتحديدا في صفحة ٢٤٥ وأثبت بالأدلة القاطعة الموثقة أن القضية لم يتم تلفيقها وأنها حتى اليوم تحمل رقم ١ فى متحف المخابرات العامة لاعتزاز جهاز المخابرات بها كأنجح قضاياه على الإطلاق.

أما سبب دفاع إعتماد خورشيد بالباطل عن مصطفي أمين فسببه قيام مصطفى أمين بدعم مذكرات إعتماد خورشيد وكتابته مقالا بعنوان: (من حق الشعب أن يعرف).

مقال مصطفى أمين
مقال مصطفى أمين

وفى عريضة دعواها ضد صلاح نصر ذكرت إعتماد خورشيد أنه هددها بالقتل وتم اصطحابها إلى فيلا وادخلوها الحمام فوجدت به بانيو به جثث تغلى داخل أحماض.
ويرد صلاح نصر على هذه الواقعة بقوله أن هذه القصة وردت في رواية بعنوان: (ذو اللحية الزرقاء ).
وأيضا أثيرت نفس القصة أثناء فترة الوحدة مع سوريا حيث ذكرت الصحف اللبنانية وقتها أن المواطن السورى الشيوعى فرج الله الحلو تم وضع جثته في بانيو به حامض الكبريتيك. وتم إتهام بعض ضباط عبدالحميد السراج مسئول المخابرات السورية بقتل الحلو.
وفى نهاية هذا المقال اؤكد أن الرئيس جمال عبد الناصر لم يقابل مطلقا إعتماد خورشيد وأن الموعد الذى ذكرت فيه إعتماد أنها قابلت الرئيس عبدالناصر وهو تمام العاشرة والنصف من صباح يوم الأربعاء الموافق ٢٤ أكتوبر ١٩٦٧ واستمر هذا اللقاء ست ساعات كاملة.
والحقيقة والدليل على كذب إعتماد خورشيد فى كل ماذكرته أن الرئيس جمال عبد الناصر في هذا الموعد تحديدا كان فى لقاء مطول مع رئيس الوزراء السورى يوسف زعين فكيف قابل إعتماد خورشيد فى نفس التوقيت؟!.

………..

ويتبقى ذكر نقطة في غاية الأهمية وهى أن القضاء المصرى أصدر حكما فى عام ٢٠١٤ أدان فيه إعتماد خورشيد بدفع غرامة مالية قدرها ٢٠ ألف جنيه بتهمة السب والقذف فى حق صلاح نصر فى القضية رقم ٦٨١٢ لسنة ٢٠١٣ جنح ثان دمياط والمرفوعة من د. هانى صلاح نصر نجل صلاح نصر بالتضامن مع المهندس عادل نصر شقيق صلاح نصر، ضد إعتماد محمد رشدى الشهيرة باعتماد خورشيد لاتهامها بسب وقذف صلاح نصر علنيا فى برنامج: (أنا والعسل)، وكذلك ادعاءها بالزواج من صلاح نصر.
وأكدت المحكمة فى حيثياتها توافر القصد الجنائي فى جرائم السب والقذف لسبها رئيس المخابرات الأسبق صلاح نصر فى برنامج تليفزيونى يشاهده الجميع حيث نسبت إليه قيامه بمؤامرة للسيطرة على الحكم والتخطيط لقتلها وقيامه باستدراج شخصية مجهولة لإقامة علاقة غير مشروعة معها، وأن صلاح نصر كان يقوم بتسخير النساء لاصطياد الشخصيات المشهورة.

……………………………………………………………………………………..طارق صلاح الدين

– الموضوع فصل من الكتاب المعنون بـ: ” عبدالناصر بلاتشويه” الجزء الثانى، لكاتبه طارق صلاح الدين.

اقرأ أيضا فى هذه السلسلة:

طارق صلاح الدين يفند أشهر الأكاذيب التى تم إطلاقها على عصر عبد الناصر (8).. فصل السودان عن مصر

 

زر الذهاب إلى الأعلى