بمجرد حصولها على الجنسية الإيطالية أعلنت التمرد.. مأساة أسرة مغربية مصدومة فى ابنتها
رسالة إيطاليا: إكرامى هاشم
عاشت أسرة من أصول مغربية مقيمة في إيطاليا وتحديدا في منطقة ساليرنو مأساة تسبب فيها تمرد إحدي بنات تلك الأسرة علي التقاليد العربية ورغبة الأسرة في أن تلتزم ابنتهم بالسلوك والحياة علي الطريقة الشرقية والتي رأتها الفتاة تقيدا لحريتها وتمييزا ضدها مقارنة بأقرانها الإيطاليين .
بدأت القصة عندما اكملت “أمينة” عمر الـ18 عاما، والمولودة في إيطاليا وتعيش مع أسرتها المكونة من والدتها وأختها التي تكبرها بأعوام بعد وفاة الأب منذ سنوات وبحسب القانون الإيطالي حصلت أمينة علي الجنسية الإيطالية بمجرد بلوغها سن الـ 18 عاما.
وبعد حصولها علي الجنسية الإيطالية بأيام قامت بالهروب من منزل أسرتها وكتبت علي صفحتها الشخصية علي منصة “فيسبوك” أنها قررت التحرر من القيود التي فرضتها عليها أسرتها طوال سنوات حياتها السابقة، وروت أنها تعرضت في كثير من المواقف للعنف من جانب أمها وأختها بسبب طريقة ملبسها علي الطريقة الغربية وأنها تعرضت لعنف جسدي عندما علمت أسرتها بعلاقتها بشاب كان ذلك اليوم بمثابة كابوس.
وواصلت الفتاة: “بمجرد عودتي إلى المنزل شعرت بخوف لا يوصف، لم أقابل سوى نظرات الكراهية وخيبة الأمل والغضب، بدأت أختي تضربني لم أستطع البكاء إلا في وجهي ، لكن الكلمات أصابتني أكثر من الضربات التي ظللت أتلقاها”.
طالع المزيد:
– « البحر المتوسط يجب ألا يكون مقبرة ».. أهم رسائل مؤتمر روما حول الهجرة غير الشرعية
– «بواب فى مدرسة بنات».. حكم ببراءة متحرش يثير الجدل في إيطاليا
وأضافت: “لقد جلبت العار إلى الأسرة ، إذا كان أبي لا يزال على قيد الحياة لكان يكرهك ، فأنت ميت بالنسبة لنا.. كان علي أن أسمع أسوأ ما قيل لي طوال ذلك اليوم وفي الأشهر التالية “.
وتقول أمينة إن والدتها وأختها كانتا تعتزمان سحبها من دراستها على الفور .
ولم تكتفي أمينة برواية قصتها فحسب بل أطلقت حملة تطلب فيها مساعدتها ماديا حتي تستطيع تكملة دراستها و بالفعل لاقي نداءها إستجابة سريعة وواسعة حيث تمكنت من جمع 4300 يورو في يومين فقط، هذا إضافة إلى أنها لاقت تعاطفا كبيرا عبر وسائل التواصل الإجتماعي .
حكاية أمينة تفتح الباب من جديد علي قضية معاناة آلاف الأسر من أصول عربية تعيش في قلب المجتمعات الغربية وتواجهه صعوبات وتحديات كثيرة مع أبناءهم من الجيل الثاني الذي ولدوا ونشأوا داخل تلك المجتمعات، والذين يجدون أنفسهم بين طرفي معادلة صعبة وهي تأثرهم بالمجتمع المحيط بهم ورغبتهم في الحياة علي طريقة أقرانهم من أبناء تلك المجتمعات ورغبة الأهل في حفاظهم علي هويتهم العربية وتقاليد بلدانهم الأصلية.
وفي أغلب الحالات ينتهي الأمر بصدام وصراع ولاسيما أن القوانين الغربية تحمي وتبارك رغبة أبناء المهاجرين في الإندماج في تلك المجتمعات بل ويصل الأمر في أحيانا أخري إلي نزع هؤلاء الأبناء من أسرهم ووضعهم تحت الحماية القانونية للدولة المضيفة .
والجكاية ليست الأولى، ولن تكون الأخيرة ، وإنما هي حلقة جديدة من حلقات ذلك الصراع، وتعيد للأذهان قضية الفتاة سامان عباسذات الأصول الباكستانية والتي شغلت قضيتها الرأي العام الإيطالي علي مدار عام تقريبا ، وكانت أسرة سامان قد تورطت في مقتلها لنفس السبب وهو رغبتها في الحياة علي الطريقة الغربية.