محمد أنور يكتب: مصر وخيراتها

بيان

مازالت مصر بخير مالم تتجبر وتتكبر أو تخون، وأبتدئ بأفضل خيرات مصر وفضائلها، بالثناء عليها وذكرها في ثمانية وعشرين موضعًا في القرآن الكريم ، سُميت أم البلاد وغوث العباد، أوصى النبي- صلى الله عليه وسلم- بأقباطها خيرًا؛ لأن منهم صهرا وذمة، وما كادهم أحدا إلا كفاهم الله مئونته، أطيب الأراضين ترابًا، وأهل مصر أكرم الأعاجم كلها وأفضلها عنصرًا، ولهم ذمة ورحمًا؛ فرحمهم: السيدة هاجر أم إسماعيل وزوجة إبراهيم الخليل عليهما السلام، وهى من قرية بمصر تسمى ( دنين)، وأما ذمتهم: السيدة ماريا أم إبراهيم عليه السلام من قرية بمصر يقال لها ( حفن).

دعت الأنبياء عليهم السلام لمصر، من أول آدم -عليه السلام- فلما رأى النيل وأرض مصر، دعا فى النيل بالبركة، وفي أرض مصر بالرحمة والبر والتقوى، وفى دعاء نوح- عليه السلام- لمصر، قال عبد الله بن عباس: “دعا نوح عليه السلام لابنه بيصر بن حام أبو مصر فقال: اللهم إنه قد أجاب دعوتى، فبارك فيه وفي ذريته وأسكنه الأرض الطيبة المباركة التي هى أم البلاد وغوث العباد”.

وُلِدَ بمصر من الأنبياء والمرسلين إبراهيم الخليل، وإسماعيل، ويعقوب، ويوسف بن يعقوب، وعيسى بن مريم ولدته أمه مريم بأهناس، وتزوج منها يوسف عليه السلام من بنت صاحب عين شمس، وتزوج منها إبراهيم الخليل، وتزوج منها خاتم النبيين والمرسلين سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم -من ماريا القبطية، التي أهداها إليه المقوقس من مصر ، وولدت منه إبراهيم.

أخرجت مصر خير الحكماء والعلماء الذين عمروا الدنيا بمؤلفاتهم وعلمهم؛ ومنهم ذو القرنين، وهو الإسكندر الذي ملك الأرض كلها، وذكره الله- عز وجل- في القرآن، وقيل إن إدريس النبى عليه السلام هو الذي بنى الهرمين الكبيرين، ومن علماء مصر يزيد بن أبى حبيب، وعمرو بن الحارث، والليث بن سعد، وعبد الله بن وهب وغيرهم الكثير، سار علمهم ومؤلفاتهم إلى الآفاق.

سكن بمصر من العلماء والحكماء الكثير منهم؛ محمد بن إدريس الشافعي، ونشر علمه وكتبه إلى الآفاق، وتوفى بها، ومن عيون النحويين بمصر: عبد الملك بن هشام، وعيون الشعراء أبو نواس والحسن بن هانئ، والذي بنى الكعبة في زمن قريش رجل من قبط مصر يدعى أبا قرم، بمصر بقاع شريفة وقريبة من القلوب فيها الوادى المقدس، وبها الطور، وبها ألقى موسى عصاه، وبها انفلق البحر لموسى، وبها النخلة التي أمرت مريم بهزها، ولعلمك أنه كانت مدينة برقة وطرابلس من أرض مصر إلى أن خرجت عنها سنة ثلاثمائة واضيفت إلى المغرب.

اقرأ أيضا للكاتب:

محمد أنور يكتب: محاكمة الدكتور طه حسين

زر الذهاب إلى الأعلى