الدمار المنتظر.. إسرائيل تكشف خسائرها إذا دخلت حرب ضد حزب الله
تقرير: أشرف التهامي
بعد مرور نصف قرن على حرب 6 أكتوبر بين إسرائيل، وكلا من مصر وسوريا من ، تزداد احتمالات اندلاع حرب شاملة، جديدة، فى المنطقة، لكن ساحاتها الآن مختلفة عن ساحات حرب أكتوبر،كما يرى محللون إسرائيليون في قراءتهم للوقائع الحالية، وتداعياتها ، مؤكدين أن ساحة الحرب القادمة موحدة لتنظيمات تدعمها وتقف على رأسها إيران، صاحبة القرار على هذه التنظيمات.
وفى الآونة الأخيرة تصاعدت الحرب الكلامية بين إسرائيل وحزب الله، اللبناني المدعوم من إيران، وازداد التوتر على الحدود، مع تعهد كل طرف بقهر الآخر والعودة به من خلال التدمير إلى “العصر الحجري”، ويأتى هذا مع الاستعداد لصراع محتمل، حتى وإن كان الطرفان ينفيان ذلك.
ومنذ آخر اشتباك كبير بين إسرائيل و”حزب الله” قبل 17 عاماً ، تجنب الطرفان الدخول في صراع مسلح كبير عبر الحدود المشتركة بينهما.
الفناء الخلفى للصراع
وخلال السنوات الـ 17 التى انقضت على أخر حرب بين إسرائيل وحزب الله، كانت سوريا هى الفناء الخلفى لصراع الطرفين.
ويرى محللون أن الهدوء أصبح على المحك في الآونة الأخيرة، بسبب سلسلة من الحوادث التي زادت من مخاطر التصعيد، وزيادة وتيرة التوترات الإقليمية بشأن برنامج إيران النووي، وتصاعد العنف بين الإسرائيليين والفلسطينيين.
وتأتي أحدث التوترات على خلفية أزمة إسرائيل الداخلية، وقد اعتبر حزب الله أن إسرائيل الآن أضعف من قبل، في ذات الوقت الذى ترى فيه إسرائيل أن أعداءها يبالغون في تقدير تأثير الأزمة.
وترى إسرائيل – أيضا – أن حزب الله يتصرف بجرأة أكثر من أي وقت مضى، وفي شهر مارس الماضي، اتهمت إسرائيل حزب نصر الله، بالوقوف وراء تفجير عبوة زرعت على جانب طريق مما أدى إلى إصابة قائد سيارة.
سيناريو الدمار الإسرائيلى
ومع تصاعد التوتر على الحدود الشمالية مع لبنان، كشفت كاتبة إسرائيلية السيناريو الذي أعده جهاز الأمن الإسرائيلي استعدادا لاندلاع مواجهة عسكرية قادمة مع حزب الله، والكاتبة هى ليلاخ شوفال، وتعمل مراسلة الشؤون الأمنية والعسكرية في صحيفة “إسرائيل اليوم”.
وتقول “شوفال” ، فى تقريرها الصحفى: “مع استمرار الأزمة الداخلية في إسرائيل، تشهد الأحداث الحدودية الغريبة بين إسرائيل وحزب الله في الأسابيع الأخيرة على ارتفاع بارز في احتمال اندلاع الحرب بين إسرائيل ولبنان.
وأضافت الكاتبة أن التقديرات الإسرائيلية ترجح أن “الحرب لن تنحصر في ساحة واحدة فقط، بل ستكون متعددة الجبهات ومتداخلة، ومن غير المستبعد أن تنضم غزة للمعركة”.. مضيفة: “وحينها ستكون إسرائيل مطالبة بأن تتصدى أيضا للعمليات في الضفة الغربية، والمظاهرات وإغلاق طرق داخل الخط الأخضر، وكذا تهديدات أبعد من إيران أو من دول أخرى في المنطقة.
لفهم سلوك إسرائيل
وترى شوفال أنه لفهم السلوك الإسرائيلي تجاه استفزازات حزب الله، والتخوف من الحرب القادمة، هناك حاجة للتعرف على السيناريو الذي يتم الاستعداد له في إسرائيل في المجال المدني، والذي تعرفه محافل الأمن بـ “السيناريو الخطير – المعقول” للحرب.
ومن النتائج المتوقعة فى هذا السيناريو أنه فضلا عن الإصابات المحددة للبيوت وآلاف المصابين، فالتخوف الاستراتيجي في جهاز الأمن هو الضرر الذى سيمنع تواصل أداء الدولة لمهامها، فى قطاعات الكهرباء، الاتصالات، الإنترنت، سلسلة توريد الغذاء والقدرة على توريد الخدمات للإسرائيليين عقب تعطل للعمل.
أيضا وحسب “السيناريو الخطير- المعقول” للحرب القادمة، يقول التقرير إنه “في يوم واحد من القتال، ستضطر إسرائيل لمواجهة نار آلاف الصواريخ، وفي اليوم الأول من الحرب سيطلق على إسرائيل نحو 6 آلاف صاروخ، ولاحقا سيهبط العدد ويقل أثناء أيام الحرب حتى 1500 إلى 2000 صاروخ يوميا.”
وتشير التقديرات في أوساط خبراء الأمن، أنه في كل يوم من أيام الحرب، ستكون هناك نحو 1500 إصابة فاعلة في المناطق الإسرائيلية، مع احتمالات طفيفة أن تنجح إسرائيل في تقديم معدلات اعتراض عالية كتلك التي اعتدنا عليها في جولات القتال الأخرى في الجنوب “غزة”.
حجم النيران المتوقعة
وعن حجم النيران المتوقعة، حسب آخر سيناريو لجهاز الأمن الإسرائيلى، في الحرب التي سيقودها حزب الله، سيقتل نحو 500 إسرائيلي في الجبهة الداخلية (العدد لا يشمل القتلى من الجنود)، إضافة إلى إصابة الآلاف.
لكن على الرغم من الأعداد المذهلة، ما يقلق جهاز الأمن الإسرائيلى أكثر من أي شيء آخر، هو القدرة الدقيقة المتعاظمة حول الكيان الصهيونى، وفى هذا الشأن نبهت محافل أمنية، أن أحد الدروس الهامة من الحرب التي تدور رحاها في أوكرانيا، هو فاعلية المسيرات الإيرانية.
طالع المزيد
– إسلام كمال يكتب: تقديراتى والمخابرات الإسرائيلية عن حزب الله بعد الخيبة الأخيرة!
– 31 نائبًا في البرلمان اللبناني يطالبون حزب الله بتسليم سلاحه
وفي إطار السيناريو سالف الذكر ، قأن جهاز الأمن الإسرائيلى، لا يستبعد إمكانية أن ينجح حزب الله – إيران أو مبعوثوهم، في أن يضربوا منشآت استراتيجية معروفة وثابتة في إسرائيل، مثل محطات كهرباء، بشكل يجعل إسرائيل تعيش في الظلام لساعات، وربما حتى أيام، قد تتراوح بين 24 إلى 72 ساعة.
و التخوف الشديد، كما تقول الكاتبة هو من أن توجه ضربة دقيقة لمحطات توليد الطاقة بشكل يضر جدا بالقدرة الإسرائيلية على إنتاج الكهرباء، وبدون كهرباء، ستتشوش جدا الاتصالات، شبكة الخلوي وحتى قدرة الإنذار من الصواريخ، والجواب على هذا التحدي، كما تقول محافل الأمن، ليس مكتملا بعد، لكن هناك نية لدى الأجهزة، لزيادة الحماية الفاعلة لتلك المواقع وإلصاق منظومة “قبة حديدية” ووسائل أخرى بها.
خلل فى الجبهة الداخلية
وعلى الساحة الداخلية سوف تتصدى إسرائيل لعشرات عديدة من أعمال الإخلال بالنظام في نفس الوقت، ولأجل إخلاء المحاور لحركة السير لقوات الجيش وللتصدي لأعمال الإخلال بالنظام في الجبهة الداخلية وعدم عرقلة القتال في الجبهة، أقام الجيش الإسرائيلي 16 كتيبة في الاحتياط.
وهناك تخوف آخر لدى أجهزة الأمن الإسرائيلية وذلك من عدم امتثال أبناء الأقليات لعملهم الحيوي كسائقي الشاحنات، هذه الوضعية ستقطع سلسلة التوريد في إسرائيل، والتقدير هو أن الضرر سيكون دراماتيكيا، وحسب التقديرات فأن نحو 50% من الإسرائيليين سيتغيبون عن عملهم، ومن 60% إلى 70% سيتغيبون في مرافق حيوية بالدولة.
وأيضا من بين التحديات الداخلية، محاولة بحث عشرات آلاف الإسرائيليين عن ملاجئ تحت أرضية (أنفاق الكرمل مثلا) أو ينتقلون جنوبا هربا من النار، كما لا تستبعد إمكانية آلاف بؤر الحرائق، عشرات آلاف من أحداث لمواد خطيرة، ولبضع موجات من هجمات السايبر.
وقالت شوفال، إن السيناريو موضع الحديث الذي يعرض هنا، هو سيناريو يتعلق بالمجال المدني ولهذا فهو لا يذكر بما يكفي من العمق خطة حزب الله للسيطرة على الجليل، وعمليا التسلل إلى المناطق في إسرائيل، الخطف، القتل والسيطرة على المناطق المجاورة للحدود.
وأضافت أنه على خلفية هذا السيناريو الكابوسي: يمكن أن نفهم انعدام الرغبة في الظاهرة للانجرار إلى الحرب، وسياسة الرد المعتدلة جدا في ضوء استفزازات حزب الله على طول الحدود.
حزب الله يفهم جيدا
ولفتت الكاتبة أن الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله يفهم جيدا صورة الوضع وكذا حقيقة أن الشرعية الإسرائيلية تلقى التحدي الشديد بسبب الشرخ والصدع الداخليين في إسرائيل، وبإذن إيراني يختار أن يرفع مستوى الرهان.
واضطرت الكاتبة أن تقر وتعترف أن صورة الوضع المفزعة تردع إسرائيل، وفي القيادة يحاولون عمل كل شيء لأجل عدم التدهور إلى حد المواجهة وإن كان التقدير أن احتمال الحرب، أو على الأقل بضعة أيام قتالية ارتفع بشكل كبير، غير أنه عمليا التردد الإسرائيلي والوضع الداخلي المعقد يدفعان نصر الله لأن يزيد أكثر فأكثر الثقة بالنفس وإعداد التربة وأعمال أخرى من شأنها بسهولة أن تجر الطرفين للحرب.
وانتهت الكاتبة الإسرائيلية إلى القول إن إسرائيل في حال رغبت بالمبادرة بخطوة لتقليص التهديد على الجبهة الداخلية وتحسين شروط بدء الحرب التالية في صالحها، فهي لن تتمكن من إنجاز ذلك في المناخ السياسي الحالي، ولكن في ضوء تحديات الوضع الأمني الخطيرة جدا، لا يمكن لإسرائيل أن تسمح لنفسها بأن تواصل المناكفة الداخلية، كما أن جهاز الأمن قلق جدا من الآثار المترتبة على استمرار الشرخ الإسرائيليى الداخلي على الوضع الأمني.