د.عصام المغربي يكتب: المشكلات الأسرية و تربية الأبناء
بيان
العديد من المشكلات التي تواجه الأسرة والمجتمع أدت حاليا إلي تراجع واختفاء ثقافة الحوار والتواصل بين الوالدين وابنائهما واستبدالها بالاهتمامات الأخري وخلق عالم مواز لكل فرد من وسائل التواصل الاجتماعي.وأظهرت الظروف الحالية للأسر ما يسمي بالعالم الافتراضي..وتتعدد أسباب الطلاق.إلا أن هناك من الطلاق ما لايصل إلي الجهات المختصة بل يظل صامتاً ومختفيا بين جدران الأسرة الواحدة لأسباب لا يكشف عنها الأزواج.
وأدي انشغال الأسرة بالتواصل بالعالم الافتراضي مع الأصدقاء الافتراضين إلي ما يعرف بالخرص الزواجي نتيجة انشغال كل فرد بالتواصل الصامت مع الأصدقاء الافتراضين.وقدخرج الخرس الأسري من المنازل.حيث بات من المعتاد مشاهدة أفراد الأسرة الواحدة في المطاعم واماكن تجمع العائلات لايتمكلمون ولايتواصلون وكل ينظر إلى هاتفه ومشغول بنفسه ولايتكلمون مع بعضهم.
مع العلم أن الاستماع الفعال للأبناء يعتبر من أكثر العوامل حماية لهم من السلوكيات الخاطرة مثل التنمر والعنف.
واستماع الأبوين للأبناء له دور في تعزيز النمو السليم وصقل شخصياتهم وتعزيز ثقتهم بذاتهم ونقل مشاعر المودة ونقل مشاعر الحب والمودة بينهم، وأن يستمر الوالدين في هذه الجلسات في متابعة أبنائهم والجلوس إلي مائدة الطعام على الأقل وجبة في اليوم، وأن مشاركة الوالدين مع أبنائهم في الحديث أو قراءة قصة أو مشاهدة فيلم ومناقشة أحداثه تجسد التقارب المعنوي وتشعر حينها الأبناء بالدفء الأسري.
والتكنولوجيا ليست العامل الوحيد – الآن – لغياب الحوار حيث توجد عوامل داخلية كانت سبباً في اختفاء الحوار أولها عدم التفرغ للأبناء، وعدم الانصات أو الاهتمام بتلبية الاحتياجات المادية على حساب الاحتياجات العاطفية إضافة إلى عدم استخدام فن الكلمة سواء بين الازواج أو مع الأبناء.
ويعتبر الحوار نواة نجاح لكل أسرة، وعندما يختفي الحوار بين أفراد تتفاقم المشكلات وافد الأسرة الترابط ويفقد الأبناء الثقة بالأب والأم يكون عرضة لاصحاب السوء وأن قضاء الوقت مع أفراد الأسرة يسهم في خلق علاقة أسرية وثيقة مبنية على التواصل والاحترام والثقة.
كما يرسخ الحوار في الأبناء السلوكيات الإيجابية ويحسن من صحتهم النفسية.
والآباء يلعبون دورا مهما في تنشئة أبنائهم في مرحلة الطفولة المبكرة من خلال توفير وقت للتواصل والتحاور معهم وتلبية حاجاتهم العاطفية والنفسية لهم في مراحلهم العمرية المختلفة ما يكفل لهم تعزيز العلاقة بين أفراد ويقدر الروابط الأسرية القوية والممتدة عبر الأجيال.
…………………………………………………………………..
كاتب المقال: خبير علم النفس السلوكي والتنمية البشرية