القواعد العسكرية الأمريكية فى المنطقة العربية.. الرسالة وصلت
تقرير: أشرف التهامي
على رقعة الشرق الأوسط والمنطقة العربية ينتشر عدد من القواعد العسكرية الأمريكية، ومع استمر الحرب على الفلسطنيين المدنيين، فى فلسطين المحتلة وغزة، بات هذه القواعد مهددة ضمن المصالح الأمريكية فى المنطقة.
والرسالة الأولى وصلتهم من العراق، خلال الساعات القليلة الماضية، حيث اعترفت القيادة المركزية الأمريكية بتعرض قواعدها في العراق لهجوم بثلاث مسيّرات واعتراض اثنين منها ووقوع إصابات.
كما أفادت تقارير مساء أمس الخميس أن القوات الأمريكية في القاعدة العسكرية الأمريكية في التنف بسوريا تتعرض لهجوم بطائرات بدون طيار.
في الوقت نفسه، تتعرض القوات الأمريكية في حقول كونيكو للنفط والغاز لهجوم صاروخي.
وتقع مدينة التنف بالقرب من حدود الدول الثلاث العراق وسوريا والأردن. بينما تقع كونيكو على طول نهر الفرات شمال شرقي سوريا.
وتنتشر القواعد العسكرية الأميركية في 130 بلدا حول العالم تقريبا، ويزيد عددها عن الألف وفق بعض المصادر العسكرية، وتترواح مهماتها المعلنة فى الآتى:
1- القيام بالعمليات العسكرية.
2-التدريب المشترك مع قوات الدول المتواجدة بها.
3-المشاركة في عمليات حفظ السلام.
اتفاقات أمنية
كما سعت أميركا إلى عقد الاتفاقات الأمنية مع العديد من الدول حول العالم واستخدمت تلك القواعد في فرض الأمن والقيام بعمليات نوعية ضد ما أسمته الإرهاب وبصفة خاصة في فترة ما بعد أحداث 11 سبتمبر 2001، وما تمخضت عنه من احتلال لكل من الأراضي الأفغانية والعراقية عامي 2001 و2003 على التوالي.
وعمر بعض هذه القواعد يصل إلى حوالي 50 عاما، مثل تلك الموجودة في اليابان وألمانيا وكوريا الجنوبية، في حين أنشئت قواعد عسكرية حديثة نسبيا، كتلك التي شاركت في عملية غزو العراق.
ودائما ما تعرض الولايات المتحدة أسبابا استراتيجية لبناء مثل تلك القواعد وقد اتجهت الأنظار صوب القواعد العسكرية الأميركية المنتشرة في العالم العربي بسبب مشاركتها في العمليات العسكرية التي دارت على الأراضي العراقية إبان عملية الغزو التي قادتها أميركا بالتحالف مع دول أخرى، والتي تعد من أبرز تداعيات أحداث 11 سبتمبر 2001 على المنطقة العربية.
ومع تصاعد حدة المواجهات المسلحة بين إسرائيل وحركة حماس، بدأت الولايات المتحدة الأمريكية في اتخاذ خطوات إجرائية لتعزيز الدعم العسكري للأولى، بالتوازي مع إلقاء الرئيس الأمريكي جو بايدن كلمة، في 10 أكتوبر الجاري (2023)، أكد فيها استمرار هذا الدعم.
تهديدات
وهدد زعماء بارزون وقادة جماعات مسلحة متحالفة مع إيران في العراق واليمن باستهداف المصالح الأمريكية، إذا تدخلت واشنطن لدعم إسرائيل في صراعها مع حركة المقاومة الإسلامية “حماس” في غزة.
فى العالم العربى.. قراءة الخريطة
وفى التالى قراءة لخريطة قواعد أمريكا العسكرية في العالم العربي، من حيث مواقعها وبعض تجهيزاتها العسكرية.
الوجود العسكري الأمريكى فى قطر.
أ- قاعدة العديد
: تقع جنوب غرب الدوحة، تأسست عام 1996 بتكلفة مالية بلغت آنذاك نحو مليار دولار، وتعتبر أهم قاعدة عسكرية أمريكية فى منطقة الخليج، كما أنها أكبر قاعدة جوية خارج الولايات المتحدة الأمريكية، وتضم القاعدة أطول مدرج ومهبط طائرات في الخليج بطول يصل لنحو 12 ألف قدم، يستوعب نحو 120 طائرة.
وتمثل القاعدة أهمية بالغة فى إطار استراتيجية الانتشار العسكرى الأمريكى فى الخارج، كونها مقر القيادة الوسطى الأمريكية، ومقر مركز القوات الجوية المشتركة، ومقر قيادة العمليات الخاصة الأمريكية الوسطى، فضلًا عن كونها مركزًا مشتركًا للعمليات الجوية والفضائية والجناح 379 مشاة.
ب- السيلية العسكرية
تقع على بعد 15 كم من الدوحة، تأسست عام 2000 وتُعد إحدى المنشآت العسكرية الأمريكية فى الشرق الأوسط، وكانت مركزًا للقيادة الوسطى الأمريكية أثناء الحرب على العراق فى 2003، وتستخدم كمستودع للمعدات العسكرية، فضلًا عن تقديم الدعم اللوجيستي.
كما تستخدم القاعدة من قبل القيادة المركزية الأمريكية كمقر لإمداد وتهيئة المعدات العسكرية اللازمة للاستخدام في العمليات العسكرية الأمريكية في كل من العراق وأفغانستان.
الوجود العسكري الأمريكي في الكويت
أ- قاعدة علي السالم الجوية.
تقع شمال غرب الكويت، على بُعد 39 ميلًا من حدود العراق، ويوجد بالقاعدة مهبطان للطائرات بطول 9805 أقدام، كما تضم فرقة من القوة الجوية الأمريكية 386، والتي تُعد محورًا للنقل الجوي التكتيكي ومنفذًا رئيسيًا لدعم القوات المشتركة وقوات التحالف الدولى فى المنطقة.
ب- قاعدة عريفجان.
تعتبر أكبر قاعدة عسكرية أمريكية في الكويت، وتعد بمثابة المقر الرئيسي للقوات الأمريكية. وقد دعمت الحكومة الكويتية تجديدها بتكلفة بلغت نحو 200 مليون دولار، وتبرز أهمية القاعدة كونها موقعًا لوجستيًا مهمًا للقوات الجوية والبحرية والمارينز الأمريكية.
ج- قاعدة معسكر الدوحة.
تعتبر من أهم القواعد في الكويت، وتقع على بعد 60 كم من العراق، شمال غرب الكويت، تتمركز بها القيادة المركزية للجيش الأمريكي الكويتي وقوة المهام المشتركة، وأفراد من الفرقة الثالثة الأمريكية مشاة. ويوجد بالقاعدة دبابات أمريكية من طراز
”M1A1″ فضلًا عن سيارات مقاتلة من طراز Bradley وحاملات أفراد مصفحة ومنصات صواريخ.
د- قاعدة بيورينج.
تقع شمال غرب الكويت، ويوجد بها عدة رادارات متطورة تُستخدم في حالات الرؤية المنخفضة عند هبوط الطائرات، كما يوجد بها مهبط للطائرات بطول 5.215 قدمًا، وقد تم الإعلان عن تطوير القاعدة في عام 2017
بتكلفة حوالي 3.7 مليون دولار وإنشاء عدة مبانٍ للكتائب الهندسية والكتائب التي تدعم العمليات في منطقة الشرق الأوسط.
الوجود العسكري الأمريكي بالعراق
أ- قاعدة كي وان (K1 Air Base)
بمحافظة كركوك: تقع قرب منطقة باجوان جنوب غربي محافظة كركوك، وهي معسكر نموذجي للتدريب والتأهيل العسكري، وتنتشر بها قوات جهاز مكافحة الإرهاب العراقية، بعد انسحاب قوات البيشمركة الكردية منها في أكتوبر2017.
ب- قاعدة حرير المقام الجوية محافظة أربيل.
تبعد 60 كيلومترًا عن الحدود الإيرانية، وبدأت الولايات المتحدة باستخدامها منذ عام 2003، وجرى توسيعها عام 2018.
وتعتبر من القواعد المتطورة، فهي مزودة بصواريخ دفاعية وطائرات مقاتلة هجومية ورادارات متطورة، وتمثل نقطة عبور آمنه للقوات الأمريكية بين سوريا والعراق، كما تشكل نقطة محورية في تأمين المناطق الكردية وتوثيق العلاقات مع كردستان العراق، وتم استهدافها بصواريخ إيرانية في 8يناير2020.
ج- قاعدة القيارة بمحافظة نينوى.
تقع على بعد 65 كم جنوب مدينة الموصل -قرب ناحية القيارة الغنية بالنفط- في مطار “القيارة” العسكري.
د- قاعدة بلد الجوية بمحافظة صلاح الدين.
تقع على بعد 64 كم شمال العاصمة بغداد، بُنيت في أوائل الثمانينيات، وسميت بقاعدة “البكر”
سابقًا، وهي أكبر وأهم القواعد بالعراق؛ وهي مقر تمركز مهم للقوات الأمريكية.
هـ – قاعدة الحبانية بمحافظة الأنبار.
تقع بين مدينتي الفلوجة والرمادي، ويطلق عليها قاعدة “التقدم”، وبها قاعدة نموذجية تحوي معسكرات ومنشآت إقامة وهناجر للطائرات ومخازن للذخيرة، بالإضافة إلى مدارس للتعليم الأمني ومقرات للتحكم والسيطرة.
و- قاعدة عين الأسد الجوية بمحافظة الأنبار.
تعد أكبر القواعد الجوية غرب العراق، وثاني أكبر قاعدة بالعراق، وتتسع لحوالي 5000 عسكري، وعرفت سابقًا بقاعدة “القادسية”. وتقع القاعدة على بعد نحو 108 كيلومترات غرب مدينة الرمادي. وتتمركز بها الكتلة الأكبر من القوات الأمريكية، واتجهت إليها القوات الأمريكية التي تم سحبها من سوريا مؤخرًا.
ز- قاعدة النصر بالعاصمة بغداد.
تقع على بعد حوالي 5 كيلومترات من مطار بغداد الدولي، وتسمى بـ “قصر الفاو”، وتمتد على مساحة 42 كم، وهي محاطة بمسافة 27 ميلًا من الجدار الخرساني.
ح- قاعدة التاجي بالعاصمة بغداد.
تقع القاعدة على بُعد 35 كم شمال بغداد، وتضم مطارًا وقاعدة عسكرية ومستودعات للصواريخ ومخازن للذخيرة، وتتبع قاعدة بلد الجوية، وتوجد فيها قوة لأغراض التدريب، وتشبه القاعدة إلى حد كبير قاعدة بلد، لكنها لا تمتلك مدارج لطائرات إف16 وهي أحد مراكز عمل التحالف الدولي ضد تنظيم “داعش
ط- قاعدة سبايكر الجوية بمحافظة صلاح الدين.
تقع غرب مدينة تكريت بمحافظة صلاح الدين، على بُعد اثني عشر كيلومترا من المدينة، وكانت معروفة بقاعدة “الصحراء الجوية”.
وتستقر بالقاعدة قوات الجيش العراقيّ بالإضافة إلى قوات التدخل السريع والقوة الجوي، وتتميز بكونها قاعدة كبيرة ومُحصنة ومركزًا رئيسيًّا لإدارة العمليات الجوية والصاروخية.
الوجود العسكري الأمريكي في سوريا
أ- قاعدة كوباني “عين العرب.”
تقع في ريف حلب الشمالي، وتضم حوالي 300 جندي وخبير عسكري أمريكي، يشرفون على جزء من عمليات التحالف، وهي قريبة من مواقع القوات التركية والفصائل السورية المعارضة التي تدعمها أنقرة، والتي تسعى لطرد الفصائل الكردية من المنطقة؛ لذا فهي مهمة للحد من أنشطة تلك القوات الساعية للهجوم على الاكراد
ب- قاعدة تل أبيض.
تقع على الحدود السورية مع تركيا شمالا، وتضم حوالي 200 جندي أمريكي.
ج- قاعدة رميلان.
تقع شرق القامشلي بمحافظة الحسكة قرب الحدود السورية-العراقية-التركية، في مطار رميلان، وكانت قد أنشئت في أكتوبر 2015، وهي من أولى القواعد العسكرية الأمريكية في سوريا، وهي منطقة تضم عددًا من الآبار النفطية التي تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية، وتستقبل القاعدة طائرات أمريكية وخبراء وجنود.
د- قاعدة عين عيسى.
في شمال سوريا وتضم حوالي 100 جندي أمريكي، وتعد كبرى قواعد الجيش الأمريكي مساحة.
هـ- قاعدة المبروكة.
غرب مدينة القامشلي في محافظة الحسكة، قرب محافظتي الرقة ودير الزور اللتين كانتا المعقلين الرئيسيين لتنظيم “داعش.”
و- قاعدة التنف.
تقع قرب الحدود مع العراق والأردن جنوب سوريا، وتعد القاعدة الأمريكية الأكبر في سوريا، وجرى نقل منظومة صواريخ إليها
وللولايات المتحدة حاليا 2500 جندي في العراق و900 جندي آخرين في سوريا، في مهمة لتقديم المشورة والمساعدة للقوات المحلية في قتالها مع تنظيم الدولة الإسلامية الذي سيطر في عام 2014 على مساحات شاسعة من أراضي البلدين.
إيران والمقاومة الإسلامية
وتزيد بدرجة كبيرة احتمالات وقوع هجمات مدمرة على القوات الأمريكية المتمركزة في الشرق الأوسط، من قبل إيران والمقاومة الإسلامية مع تصاعد الصراع بين الكيان الصهيوني والمقاومة الفلسطينية”.
ولابد أن تعى الولايات المتحدة الأمريكية أن الشرق الأوسط لم يعد كما كان، وأنه لم يعد لأمريكا مكان فيه إذا استمرت فى سياستها الحالية، وأن عصر الهيمنة والسيطرة و ابتزاز استنفاذ شعوبنا قد ولى دون رجعة.
طالع المزيد:
– علاقة العرب بأمريكا بعد «الطوفان»!
– أمريكا ترسل عربات مدرعة للجيش الإسرائيلي.. شاهد