عاطف عبد الغنى يكتب: « الذكاء الاصطناعى طلع صهيونى »
بيان
سألت برنامج للذكاء الاصطناعى عن ترويجات إسرائيلية تفيد أن بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلى، مازالت تراوده أضغاث أحلام، فى أن مصر يمكن أن تقبل ما يمكن أن نصفه بـ “صفقة العار” تلك التى تطلب فيها إسرائيل أن تقبل مصر مبادلة أرضها بالمال.
وعندما سألته ، جاوبنى برنامج الذكاء الاصطناعى بالعبارة التالية:
“إن الصراع في إسرائيل وغزة معقد ويتغير بسرعة. للاطّلاع على آخر الأخبار، استخدِم “بحث Google” “.
وهكذا ياسادة هرب برنامج الذكاء الاصطناعى الذى أحاول استخدامه من الإجابة، وجربته فى موضوعات أخرى مشابهة فاكتشفت أنه منحاز لإسرائل، وأنه غير موضوعى، وغير عادل.. وأنه صهيونى حتى النخاع.
وهنا السؤال يجب أن يكون: لماذا برنامج الذكاء الاصطناعى صهيونى، ويساند إسرائيل فى جرائمها فى فلسطين المحتلة، وقطاع غزة؟.
.. والإجابة لا تحتاج أى نوع من الذكاء، لا اصطناعى ولا طبيعى، وهى: لأنه اختراع غربى، ولد فى معامل الغرب، ويملك الغرب الـ “know how” الخاص به، وبالتالى يستطيع مخترعوه توجيهه والتحكم بمخرجاته، بناء على “الخوارزميات” أى المعادلات الرياضية التى يعمل من خلالها.
منصات التواصل الاجتماعى أيضا، فى معالجتها لأحداث هذا الصراع، سقطت ورقة التوت التى كانت تغطى عورتها، وانكشفت بما لا يدع مجال للشك، أنها ليست فقط منحازة، ولكنها فاجرة فى انحيازها لإسرائيل، شأن ملاّك شركاتها، وعلى رأسهم المدعو مارك زوكربيرج، الذى ينافس اليهود فى صهيونيتهم.
وقد وصل الأمر بإدارة منصة “الفيسبوك” أن سرقت صفحات مواقع عربية، ومصرية إخبارية، من خلال “هاكرز” خاص بالمنصة، ونشرت وبثت عليها مواد إباحية، ليس فقط لتمنع تلك المواقع عن نشر حقيقة ما ترتكبه إسرائيل من جرائم فاقت حدود العقل والضمير البشرى، ولكن أيضا لتشوه سمعة هذه المواقع، ولكن انقلب السحر على “فيسبوك” وسمعته هى التى شاهت وتشوهت.
الغريب أن حملات المقاطعة العربية المنتشرة بين فئات عديدة من المجتمع، والأعمار، والتى وصلت إلى مقاطعة أنواع من البطاطس “الشيبسى” لم تتطرق إلى المنادة بمقاطعة “فيسبوك” وتكبيده الخسائر التى يستأهلها فى المنطقة العربية.
ومرة أخرى نسأل لماذا ؟!، والإجابة لأن تأثير مثل هذه الوسائل، تحوّل إلى نوع من الإدمان يتعاطاه جمهور العرب.
ليس هذا فقط لكن صار الجميع يحتاج الاعتماد عليها، فى العديد من الوظائف الاجتماعبة، والاقتصادية، والثقافية، مثل التواصل، والإعلان، والترويج، والإعلام والتسلية، وقتل الوقت أيضا.
المدهش أننا نسينا أنها برامج تسويقية فى الأساس.
هذا غير المصيبة الكبرى والتى تتمثل فى لجؤ البعض لهذه الوسائل للحصول على المال (التربح) ، حتى ولو على حساب تدمير الأخلاق والقيم، والمبادىء، والخيانة، خيانة النفس قبل الآخرين، وهذه إشكالية لم نستطع أن نصل فيها لمعالجة ناجعة، أو حل، غير الحل الأمنى، والسبب أننا لا نمتلك تلك الوسائل، ولا نظائرها، ولا التكنولوجيا التى تمكننا من السيطرة على جموحها.