محمد أنور يكتب: غباء بنى إسرائيل وتعنتهم من قديم الزمان (3من3)

بيان
ولد أشموييل.. ومعناه بالعبرانية إسماعيل، ولما ترعرع بعثته أمه إلى المسجد وأسلمته لرجل صالح ليتعلم منه الخير والعبادة، وبينما هو نائم: إذا صوت يأتيه من ناحية المسجد، ينادى عليه ثلاثة مرات، إذا هو جبريل عليه السلام يدعوه – إن ربك قد بعثك إلى قومك.
وذهب النبى الكريم إلى بنو إسرائيل يوما
سألوه: ألسنا مظلومين ؟
قال: بلى
قالوا: ألسنا مشردين ؟
قال: بلى
قالوا: أبعث لنا ملكا يجمعنا تحت رايته كى نقاتل في سبيل الله ونستعيد أرضنا ومجدنا.
قال نبيهم وكان اعلم بهم: هل أنتم واثقون من القتال لو كتب عليكم القتال ؟
قالوا: ولماذا لا نقاتل في سبيل الله، وقد طردنا من ديارنا، وتشرد أبناؤنا، وساء حالنا ؟ (وقال لهم نبيهم أن الله قد بعث لكم طالوت ملكا) قالوا:كيف (يكون له الملك علينا ونحن أحق بالملك منه)
قال نبيهم: ( إن الله أصطفاه عليكم وزاده بسطة في العلم والجسم والله يؤتى ملكه من يشاء).
قالوا: ما هي أية ملكه؟
قال: ستعود إليكم التوارة التي سلبها منكم عدوكم.. ستحملها الملائكة إليكم.. ووقعت المعجزة، وحان وقت المعركة وبرز جالوت في دروعه الحديدية، ومعه سيفه وفأسه وخنجره، وهو يطلب أحد يبارزه.. وخاف منه جنود طالوت جميعا.. وهنا برز من جيش طالوت راعى غنم صغير هو (داود) .. كان داود مؤمنا بالله، وكان يعلم أن الإيمان بالله هو القوة الحقيقية في هذا الكون، وأن العبرة ليست بكثرة السلاح، ولا ضخامة الجسم ومظهر الباطل.
تقدم داود يطلب من الملك طالوت إذنه لمبارزة جالوت.. ورفض الملك فى اليوم الأول.. لم يكن داود جنديا إنما كان راعى غنم صغيرا، ولم تكن له خبرة في القتال أو الحرب، ولم يكن عنده سيف، كل سلاحه كان قطع من الطوب التى يهش بها على غنمه.
وجاء اليوم الثاني وطلب داود الإذن بقتال جالوت، وأذن له الملك طالوت، قال له لو قتلته فسوف تصير قائدا على الجيش وتتزوج ابنتي.. كان يريد قتل جالوت لأن جالوت رجل جبار وظالم وعدو لا يؤمن بالله.
وتقدم داود بعصاه وخمسة أحجار ومقلاعه( نبله).. تقدم جالوت المدجج بالسلاح والدروع.. وسخر جالوت من داود واهانه وضحك منه ومن فقره وضعفه، ووضع داود حجرا قويا في مقلاعه وطرح به في الهواء وأطلق الحجر.
كانت الرياح صديقة لداود لأنه يحب الله، وحملت الرياح الحجر نحو جبهة جالوت فقتله الحجر، وسقط جالوت المدجج بالسلاح على الأرض وتقدم منه داود فأخذ سيفه، وبدأ الحرب بين الجيشين، واستقر طائر الرعب في جنود جالوت، وصار داود أشهر رجل في بنى إسرائيل، صار قائدا للجيش، وزوجا لابنة الملك.
أختار الله داود نبيا.. وآتاه الزبور.. كتاب مقدس كالتوراة.. وأحب الله داود ومنحه ملك عظيما.. وكانت مشكلة قومه هى كثرة الحروب في هذا الزمان، وأعطاه الله معجزة ألنة الحديد بمعنى أنه أول من اكتشف أن الحديد ينصهر بالنار ويمكن تشكيله، وكان داود لم يدخل معركة إلا انتصر فيها، وكان يعلم أن هذا النصر من عند الله.
أحب الناس داود مثل ما أحبته الطيور والحيوانات والجبال.. ورأى الملك هذا فثارت في نفسه الغيرة.. وبدأ يحاول إيذاء داود وقتله.. وجهز جيشا ليقاتل داود.. وفهم داود أن الملك يغار منه.. ولهذا لم يحارب الملك.
مرت الأيام وقتل هذا الملك فى حرب لم يشترك فيها داود ؛ لأن الملك رفض الاستعانة به.. وصار داود ملكا ونبيا في ذات الوقت.. وجعل الله ملكه قويا وعظيما يخيف الأعداء حتى بغير حرب، وأعطاه الحكمة وفصل الخطاب، وقدره على تمييز الحق من الباطل ومعرفة الحق ومساندته.

اقرأ أيضا للكاتب:

محمد أنور يكتب: غباء بنى إسرائيل وتعنتهم من قديم الزمان (1من2)

  محمد أنور يكتب: غباء بنى إسرائيل وتعنتهم من قديم الزمان (٢ من ٢)

زر الذهاب إلى الأعلى