باسم صلاح يكتب: اضبط تزييف القرآن على السوشيال ميديا.. كارثة

بيان

منذ ظهور برامج الدردشة وعلى رأسها برنامج ” شات جى بى تى CHATGPT” ، وانتشار العمل على الذكاء الاصطناعي التوليدي حذرت هنا على “موقع بيان الإخبارى من خطورة أن يقوم هذا الغول الجديد بكتابة وتأليف (ما يشبه القرآن)…!
وتحدثت وقتها مطولاً مع صديقي رئيس التحرير المخضرم الأستاذ عاطف عبدالغني عن مدى خطورة هذا الموضوع ، والذي أبدى انزعاجاً شديداً بسبب هذا الموضوع، والذي لم يكن وقتها سوى تخوف من شئ (قد يحدث)..!

اقرأ:

باسم صلاح يكتب: « شات gpt ».. والقرآن الكريم

ولكن للأسف تحولت تخوفاتنا الآن إلى واقع ملموس..!
فقد فوجئت وأنا أستخدم برنامج الدردشة bard والذي أطلقته شركة google مؤخراً لتنافس به في مجال روبوتات الدردشة، أن هذا البرنامج يقوم بدس “آيات مزيفة” في سياق الحديث وكأنه يستدل بآيات قرآنية من المصحف ليؤكد لي المعلومات التي يسردها لي أثناء ردوده ( الذكية) على أسئلتي..!
بل إن برنامج الذكاء الاصطناعي هذا لا يكتفي فقط بتأليف “آيات مزيفة”، لكنه يؤلفها بطريقة كتابة وتشكيل حتى تبدو وكأنها تضاهي الآيات الحقيقية للقرآن الكريم، بل يوهم بتوثيقها من خلال وضع رقم الآية أيضا ً، بحيث تخدع أي شخص غير مطلع على القرآن الكريم، وما أكثرهم في مجتمعاتنا الإسلامية الآن..!
إن الخطورة هنا لا تتأتي من كون هذا البرنامج يقوم بتزييف آيات مشابهة للقرآن الكريم، بل إن الخطورة الشديدة تتأتي من حالة المشاركة “الشير” العشوائية التي يقوم بها رواد التواصل “السوشيال ميديا”.

وطالما أن الكلام بين هلالين وعليه التشكيل اللغوي، فلن يشك أحد في كون هذا الكلام قرآنا ً، ومن ثم فإننا خلال أقل من عام سوف نجد (قرآنا جديداً مزيفاً) منتشراً على مواقع التواصل الاجتماعي، وهذه هي الكارثة الكبرى…!
إنني وأخي الإعلامي الكبير / عاطف عبدالغني قد حذرنا في السابق، ونكرر تحذيرنا اليوم، وسنظل نكرر تحذيرنا من خطورة هذا الموضوع الكارثي ، حتى ينتبه الأزهر وكل القيادات الإسلامية في مصر وفي العالم الإسلامي لأهمية الوقوف في وجه هذا الطوفان التكنولوجي، الذي يعمل على العبث بآيات الذكر الحكيم، (القرآن الكريم) واستبداله بـ (قرآن مزيف).
وفى هذا الصدد اقترح العمل على استحداث تقنية تكنولوجية جديدة بشكل سريع تقوم بحظر أي آية (مزيفة) يتم تداولها على محركات البحث أو مواقع السوشيال ميديا.

وهذا الطرح اقترحه كحل تكنولوجي، مضاد للتضليل المتعمد من برامج الذكاء الاصطناعي.

لكن لابد أن يتزامن مع ذلك موقف حاد وواضح ومعلن من الأزهر الشريف والمنظمات والحكومات الإسلامية تجاه شركات تصنيع الذكاء الاصطناعي لوقف هذه المهزلة.
وأخيراً.. أكررها كما كررتها سابقاً مئات المرات، سنظل في خطر طالما لم نمتلك أدوات التكنولوجيا ونتحكم فيها!.

 

زر الذهاب إلى الأعلى