باسم صلاح يكتب: « شات gpt ».. والقرآن الكريم

هلل الجميع عند ظهور نظام الذكاء الاصطناعي شات gpt وانتشر هذا النظام بسرعة غير مسبوقة ، حتى إن االمشاهير والسياسيين قد تسابقوا إلى استخدامه في نسخته الأولية، ليظهروا أمام العالم مدى مواكبتهم لأحدث التقنيات العالمية ، مثلما ظهر رئيس الوزراء مصطفى مدبولي أمام السيد رئيس الجمهورية عبدالفتاح السيسي ، مستخدماً شات gpt للتحدث عن سيناء في إحدى المناسبات الهامة الخاصة بإعمار سيناء.

كما تسابقت المؤسسات العالمية بمختلف مجالاتها لاستخدام شات gpt والحصول على النسخة المعدلة منه والتي تسمى شات gpt4 ، ومن ثم بدأ الاستغناء عن الكثير من القوى العاملة البشرية ، مما دعا الملياردير الأمريكي إيلون ماسك صاحب شركة ” تسلا” ومجموعة من خبراء الذكاء الاصطناعي ومديرين تنفيذيين، إلى المناداة بالتوقف لمدة 6 أشهر عن تطوير أنظمة أقوى من روبوت الدردشة شات gpt4 ، مشيرين إلى المخاطر المحتملة لمثل هذه التطبيقات على المجتمع…!

إن إيلون ماسك على الرغم من أن شركته من ضمن الشركات المساهمة مع شركة OpenAI في صناعة تلك التقنية، إلا أنه أدرك مدى خطورة شات gpt على المجتمع بشكل عام، وخاصة إذا استمرت عملية التطوير والتحديث الخاصة بهذا النظام التقني.

ولكن السؤال الذي لم ينتبه إليه أحد في مجتمعاتنا حتى الآن :

ماذا لو قرر أحدهم استخدام شات gpt4 في كتابة قرآن جديد ؟!

كل ماعلى هذا الشخص، هو إعطاء أوامر كتابية لنظام شات gpt4 بكتابة مصحف جديد بنفس اللغة العربية الفصحى، التي في القرآن الكريم، وتغذية هذه التقنية بمعلومات عن القرآن الكريم ..!

كيف ستكون النتيجة آنذاك … ؟!

هل فكر أحد من محترفي التكنولوجيا في العالم الإسلامي، أن يبتكر تقنية “مضادة “، تمنع شات gpt4 من العبث بآيات القرآن الكريم..؟!

ولمن لا يعرف شات gpt4 وهي النسخة المحدثة والتي تم إطلاقها منذ فترة قصيرة، نستطيع القول ، إن شات gpt4 لديه قدرة أكبر على حل الأسئلة المعقدة بدقة متناهية، وتنفيذ الأوامر اللغوية في زمن قصير جداً

وقد قالت الشركة المصنعة وهي شركة OpenAI ، إن النموذج الجديد GPT-4 الذي يستند إليه روبوت الدردشة شات جي بي تي (الإصدار المدفوع) قادر على فهم الأسئلة الصعبة، مع توفير ردود أكثر دقة، وذلك بفضل المعرفة العامة الأوسع والقدرات الأوسع في فهم الأسئلة.

كما قالت إن نموذج الذكاء الاصطناعي الجديد GPT-4 أكثر إبداعاً مقارنة مع الإصدار السابق GPT 3.5 الذي يعتمد عليه الإصدار المجاني ، حيث يمكّنه من إنشاء وتحرير النصوص التي يطلبها المستخدمون سواء في الكتابة الإبداعية أو التقنية، مثل تأليف الأغاني أو كتابة السيناريو أو تعلم أسلوب كتابة المستخدم و [كتابة نصوص بنفس الأسلوب] ، ويجب هنا أن نلاحظ أنه يمتلك طريقاً دقيقة لمحاكاة النصوص، كما أنه قادر على فهم الصور وتحليلها

ويمكن للمستخدمين مع نموذج الذكاء الاصطناعي الجديد GPT-4 إدخال الصور والاستفسار عن محتواها ، حيث يمكنه فهم محتوى الصورة وفهمها وتحليلها وكتابة تسميات توضيحية لها، وهو ما يعتبر تطوراً كبيراً ومذهلاً…!

إنني إذ أطرح هذا الموضوع الآن ، إنما أردت به أن أنوه إلى حتمية أن يكون المجتمع العربي عامة، والإسلامي ( على وجه الخصوص) ، صانعاً للتكنولوجيا، وليس مجرد مستهلك، يخضع لمتطلبات صانعي التكنولوجيا في المجتمع الغربي والأوروبي ..!

آن الآوان أن تكون لدينا تقنياتنا التي تقف حائلاً أمام طوفان التكنولوجيا الغربي، والذي يستطيع العبث بكل ثوايتنا الأخلاقية والمجتمعية والدينية.

وليس بعيداً على صحيحي النظر، أن يدركوا حجم الكوارث الأخلاقية والسلوكية التي رسختها وسائل التواصل الاجتماعي والسوشيال ميديا في مجتمعاتنا العربية.

اقرأ للكاتب:

باسم صلاح يكتب: «دربا تلك اللعوب»

زر الذهاب إلى الأعلى