بالكلمة والصورة.. رواد التواصل الذين أحدثوا الفارق فى القضية الفلسطينية
كتبت: رنا أحمد سالم
وسائل الإعلام الحديثة عرفت “وسائل التواصل الاجتماعى” ، وبرزت مصطلحات مثل: “صنّاع المحتوى”، وتأثير الأخيرون على رواد التواصل يأتى من خلال الكلمة، ولطالما كان للكلمة أثر كبير في شتى القضايا الإنسانية، والوطنية، والاجتماعية، على المستويين المحلى والعالمى.
تأثير الكلمة
وفى البدء كان نشر القصة سبباً أساسياً في هداية الناس إلى الحقيقة، سواء من خلال النصوص المقدسة للأديان، أو الأمور الدنيوية.
بينما كان نشر الصور دائماً و أبداً هو توثيق وتخليد للحظة ما إلى الأبد، حتى تلك اللحظات التي نرغب كثيراً في نسيانها لكننا مجبرون على تخليدها لئلا ينساها التاريخ.
من هذا المنطلق يمكننا أن نقول أنه لطالما أحدث “صناّع المحتوى” المؤثرون فرقاً في العالم ومواقفه تجاه القضايا المختلفة.
غلى سبيل المثال في الماضي لم يشهر سعد زغلول يوماً سلاحا في وجه الاحتلال، لكنه أشهر سلاحا أمضى من السيف والبندقية، أشهر كلماته وحقق من خلالها ما لم يستطع تحقيقه بالسلاح.
ولم يشهر غاندي، مالكوم إكس، نيلسون مانديلا، مارتن لوثر كينغ، قاسم أمين، ولم تشهر، أوبرا وينفري، راتشيل كوري أسلحة إلا الكلمة.. أشهروا كلماتهم في وجه العديد من القضايا التي شكلوا بها أعظم الأثر في هذا العالم، ومثلهم أشهر العديد من المؤثرين وصانعي المحتوى كلماتهم سلاحا فارقا، لاسيما في تلك القضايا التي لن ينساها التاريخ، كالقضية الفلسطينية.
دورهم فى القضية الفلسطينية
في الأيام القليلة الفائتة ومنذ أن أشرقت شمس عملية طوفان الأقصى، تولت مواقع التواصل الاجتماعي زمام نشر الأحداث الجارية في القضية الفلسطينية، وكان لها عظيم الأثر في بلوغ صوت القضية الفلسطينية، بل وكشف زيف وكذب الغرب فيما يخص القضية، بل وأيضاً كشف ما بجعبة الاحتلال الإسرائيلي من بشاعة ووحشية وعنف بشأن الشعب الفلسطيني و في حقه المسلوب.
بل ويمكننا القول أيضاً أن مواقع التواصل الاجتماعي كان لها دوراً هاماً في نزع القناع من على أوجه العديد من المشاهير و المؤثرين وصانعي المحتوى على مستوى العالم.
وكشفت هذه الوسائل الرقمية الوجه الحقيقي للعديد منهم، فأصبح من يعلو صوته لصالح القضية الفلسطينية هو المعيار الجديد في تحديد مكانة الأشخاص حتى أنه قد راج شعار يقول “أن لم يعد الإختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية، بل أنه أصبح الإختلاف في القضية الفلسطينية يفسد للود كل قضية”.
مشاهير صنّاع المحتوى
وساهم العديد من المؤثرين وصانعي المحتوى في مساندة القضية الفلسطينية، ومن أبرز مشاهير صنّاع المحتوى فى هذا الصدد الأسماء التالية:
ندي الشبراوي: التي دعت كل المؤثرين على مواقع التواصل الاجتماعي إلى العمل بأعلى كثافة ممكنة لإيصال صوت الحق و حقيقة ما يحدث في فلسطين، وأكدت أن كل من لم يعمل لإيصال كلمة الحق و صوت الشعب الفلسطيني فهو متواطئ و مشارك في التضليل.
سارة هاني: ناشدت بكلماتها كل الشعوب ناطقة باللغة العربية والإنجليزية بشان القضية الفلسطينية، وأكدت أن ما تمر به فلسطين ليس هيناً، وأن عليهم أن يتخيلوا أن الشعب الفلسطيني يعيش الآن بلا كهرباء و لا مياه و لا غذاء، وأن عليهم أن يساهموا في إيصال صوت الحق و الحقيقة إلى العالم.
ريهام عياد: سردت الحقائق التاريخية بخصوص القضية الفلسطينية في حلقات برنامجها على اليوتيوب المسمى بـ “الحكاية و ما فيها”.
https://www.instagram.com/reel/Cz4Qe84sH5B/?utm_source=ig_web_copy_link&igshid=MzRlODBiNWFlZA==
معتز عزايز: الذي تم اختياره كرجل العام لعام 2023 من قبل مجلة GQ Middle east، لدوره في إيصال ما يحدث من بشاعات في حق سكان قطاع غزة للعالم، أستطاع فى الحرب الدائرة حاليا على قطاع غزة، توثيق كل ما يتعرض له المدنيون في القطاع، بما في ذلك أسرته، التي استشهدت على يد الاحتلال الإسرائيلي.
فرح الكردي: تلك الشابة الرائعة التى حجزت مكانا مؤثرا في دعم القضية الفلسطينية بسبب المعلومات التي تقدمها باللغة الإنجليزية من ضمنها ترجمتها لمجزرة مستشفى المعمداني التي قُصفت في غزة.
https://www.instagram.com/reel/CyhTkVLqDZ6/?utm_source=ig_web_copy_link
دم نابض في قلب حي
يتمثل أهمية دور المؤثرين وصانعي المحتوى في القضية الفلسطينية في إيصال صوت الحق و الحقيقة إلى العالم، وكشف زيف وكذب الغرب فيما يخص القضية، ونزع القناع عن الوجه الحقيقي للعديد من المشاهير و المؤثرين وصانعي المحتوى على مستوى العالم، وتشكيل رأي عام عالمي مساند للقضية الفلسطينية.
ويمكننا القول أن الكلمة هي التاريخ، والقصة هي التاريخ، والصورة هي التاريخ.
ولن ينسى التاريخ تلك القضية الإنسانية، القضية الفلسطينية، و لن ينسى بسالة من نقلوا تلك الكلمة، تلك القصة و تلك الصورة، إلى العالم كالدم النابض في القلب الحي.