في علم المعارف والصفات الإلهية (16) الحسيب.. الجليل.. الكريم.. المجيب.. الواسع
حلقات يكتبها: محمد أنور
الحسيب
الحسيب سبحانه وتعالى أى الكافى الذى يكفى الإنسان الشر ويقيه من السوء، ويضع في قلبه الراحة والطمأنينة.
وهو سبحانه وتعالى الحسيب القادر على محاسبة عباده على ما قاموا به من أعمال بعد أن يحصيها عليهم ويحسبها بدقه، فهو سبحانه وتعالى لا يفوته شئ الا بعلمه، وهذا هو عين العدل.
ومعنى الحسيب أيضا المكافئ والمجازى؛ أى هو الذي يكافئ عبده على القليل من الأعمال بالكثير من الحسنات ويجازيه حسن صنيعه برضاه والجنة.
قال الله تعالى ( ومن يتوكل على الله فهو حسبه إن الله بلغ أمره قد جعل الله لكل شئ قدرا).
وقول رسول الله صلى الله عليه وسلم – أنه قال ( من قال حين يصبح وحين يمسي: حسبي الله لا اله الا هو عليه توكلت، وهو رب العرش العظيم، سبع مرات كفاه الله تعالى ما أهمه من أمر الدنيا والآخرة).
الجليل
سبحان الله الجليل الجميل وهذا المعنى الدقيق لمعنى إسم الله الجليل أى أن الله جميل يحب الجمال.
والجليل سبحانه وتعالى هو المتصف بصفات الجمال و الكمال والجلال، وحين تقول هذا الإسم فإنك تقصد أنه الغنى والقدير والسميع والبصير، إسم يشمل على سائر الاسماء والصفات.
والجليل بحق هو الجميل بحق هو الله، لأن كل ما في الوجود من جمال وكمال وبهاء وحسن، فهو من أنوار ذاته وآثار صفاته، ولا يوجد احد في الوجود كله له الكمال المطلق سوى الله.
الجليل وصف يدعوا الى المهابة والوقار، فسبحان الله الجليل الذي جمع بين صفات الجلال والجمال والكمال، وجمع القوة والقدرة والعلم والحكمة والملك والسلطان، وصاحب المهابة والجبروت.
ومن معانى الجليل أنه يدرك الأبصار ولا تدركه الأبصار، هو الواحد المستحق للعبادة فله مطلق التصرف والتحكم في خلقه، فيأمر وينهى كما يشاء، فهو الواحد الأحد، الفرد الصمد، الذى لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا احد، لا شبيه له ولا ند له.
الكريم
سبحان الله الحى الكريم الذي يستحى من العبد إذا رفع يديه يردهما صفرا، أى دون أن يحقق له ما أراد.
سبحانه هو الكريم الذي لا يدقق في الحساب يوم الحساب فبكرمه سندخل الجنة إن شاء الله تعالى.
كان الرسول صلى الله عليه وسلم، مثالا يحتذى به في الكرم والجود، وكان صلى الله عليه وسلم اجود ما يكون في شهر رمضان ولم يرد محتاجا ولا طالب حاجة أبدا.
المجيب
سبحان المجيب السامع لدعاء الداعين، فيستجيب لدعائهم في الدنيا أو يدخرها لهم في الآخرة.
قال الله تعالى ( وإذا سألك عبادى فإنى قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لى وليؤمنوا بى لعلهم يرشدون).
ويجب على الإنسان أن يكون مجيبا لأوامر الله، وأن يكون ودودا مع الخلق معينا لهم، وأن يكون محبا للمجيب فيما أمره به وفيما نهاه عنه.
الواسع
الواسع مشتق من السعة، والسعة تكون مرة في العلم بحيث علمه- جلا وعلا – بكل شيء، وسع كرسيه السماوات والأرض.
يمتد ملك الله في السموات والأرض والبحار والمحيطات، ويتسع سلطانه على أى مكان، وعلمه يتسع لكل العلوم والمعارف، ويسع الناس بكرمه الواسع ولا يضيق بشكوى ولا يخون أحد.