“بيع الوهم”.. “بيان” تكشف صفحات بيع أدوية الإنجاب المزيفة
كتب: إسلام فليفل
تنتشر على مواقع التواصل الاجتماعى، صفحات تمارس النصب على المواطنين عن طريق الإيهام بالقدرة على علاج المشكلات الصحية المزمنة، لاسيما فيما يتعلق بموضوع الإنجاب، فى هذا الإطار رصدنا صفحة شركة تروج لمنتج غريب لتحقيق حلم الإنجاب كما تزعم.
اقرأ أيضا.. هل زادت الخيانات الزوجية والجرائم المرتبطة بها؟ أم أن وسائل الإعلام هي من سلطت الضوء عليها
جاء هذا مع ورود شكاوى من مواطن إلى موقع جهاز حماية المستهلك بسبب النصب التى تعرضت له إحدى السيدات من خلال تلك الشركة.
حاولت “بيان” البحث والتقصى حول تلك الصفحة، التى تضم ما يقرب من 2500متابعًا، كما أنه مدون عليها إعلانات عن المنتج وأرقام الشركة.
وتنشر الصفحة صورًا لأشخاص يحملون المنتج ومدون أسفل الصورة أنه تم شفاؤهم على خير عقب استخدام هذا المنتج من خلال شهر، وأنجبوا أطفالًا عقب 25عامًا من الزواج، وعلى صعيد آخر تجد أسئلة المواطنين عبر الصفحة تفيد بطريقة التواصل وأن الهاتف مغلق دومًا او لا يجيب أحدًا، وسؤال آخر عن الأسعار، وآخر يروى تجربته السيئة عبر استخدام هذا المنتج.
لم يكتف محرر “بيان” بالبحث فقط داخل الصفحة، بل قام بإرسال رسالة تفيد بأنه يريد الحصول على المنتج وبالفعل تم الرد على الفور بترك الرقم.
وترك المحرر رقمه وعقب مرور بضع دقائق قام شحص” محمد.خ” وادعى أنه طبيب بالاتصال على رقم المحرر، ثم بدأ فى بداية الأمر فى عرض أزمته التى يمر بها وادعى المحرر أنه تزوج منذ 12عامًا ولم تنجب زوجتة، على الرغم من ان الفحوصات الطبية أكدت أنه لا يعانى من شئ هو وزوجتة، ثم بدأ فى سؤاله إذا كانت زوجتة حصلت من قبل على منشطات هرمونية أم لا أى منشطات تبويض وأجاب أنها حصلت على حقن تنشيط بويضات من قبل.
وأكد أنه سيتابع مع المحرر منذ أيام الدورة الشهرية لزوجتة وحتى أيام التبويض ثم إتمام الحمل، ثم بدأ يتحول حديثه إلى طرق العلاقة الزوجية بين المحرر وزوجته، وعندما تهرب المحرر من هذا السؤال أكد أن الشركة تقوم بعمل عرض يومى حتى الساعة الثانية ظهرًا، والبيع “أون لاين” والمنتج عبارة عن أعشاب طبيعية، يتم تناولها لمدة شهر وسعر برطمان الزوجة 1300جنيه، ونفس الأمر ينطبق على الزوج وبنفس السعر، ولكن العرض قبل الساعة الثانية ظهرًا سعر البرطمانين ب 1300 جنيه، بدلا من 2600جنيه، ومصاريف الشحن مجانًا وتحجج المحرر بأنه سيقوم بالاتصال بالشركة مرة أخرى، فلم يقم المحرر بالاتصال، فقام الدكتور بالاتصال بالمحرر مرة أخرى، وظل يعلن على المنتج متمسكًا بجودته وسر شفائه ثم تحولت المكالمة إلى السؤال عن عدم الانفصال من الزوجة والزواج من إمرة أخرى تنجب على الرغم من أن معد التحقيق أكد فى بداية التواصل أن الفحوصات الطبية تؤكد أن زوجتة لا تعانى من شئ.
وظل يقوم بالاتصال على الهاتف وعبر الصفحة، حيث تبين أن القائمين على تلك الصفحة أطباء بالفعل ويطلبون فحوصات طبية من الزوج والزوجة وينصبون على المواطنين بحجة علاج تأخر الإنجاب.
“هناء غانم” اسم مستعار، أكدت عبر تعليق أن “العلاج المزعوم جلب لها الخراب” حيث أكدت “لبيان” أنها كانت تستقبل مكالمات ليلًا من الأطباء بحجة السؤال عن تفاصيل العلاقة الزوجية بينها وبين زوجها إلى أن انتهى بها المطاف إلى أن استمع زوجها ذات يوم عن مكالمتها مع طبيب الشركة الذى يريد إقامة علاقة غير شرعية معها كى تنجب وتنسب الطفل إلى زوجها، ومن هنا قام زوجها بالانفصال عنها وباتت بدون أطفال وزوج.
بينما أضافت “حنان.م” أنها قامت بشراء هذا المنتج الذى عقب استخدامه باتت تعانى من قرحات بالمعدة، ولم يحدث إنجاب وناهيك عن النصب والاحتيال، ولم يكف يومًا على مكالمات منتصف الليل للسؤال عن العلاقة الزوجية بينى وبين زوجى، بالإضافة إلى عرض إقامة علاقات جنسية مقابل الإنجاب.
بينما صرح اللواء راضى عبد المعطى رئيس جهاز حماية المستهلك بأن مرصد الشكاوى لدى الجهاز استقبل بالفعل العديد من الشكاوى ضد تلك الشركة، وجار التنسيق مع مباحث االإنترنت للوصول إلى القائمين عليها، ومعرفة مكونات المنتج وحماية المستهلكين من النصب والاحتيال، مشددًا على أنه لا تهاون فى حقوق المواطن.
وأكد الدكتور جمال فرويز أستاذ الطب النفسي، أن غالبية العاملين فى مجال الطب البديل بأنهم مروجو نصب وشعوذة، وليسوا أطباء ولا علاقة لهم بالطب، لأنهم يستغلون الضعف العضوى والنفسى لدى المرضى ورغبتهم فى العلاج فيمنحونهم الأمل الكاذب فى الشفاء فى أسرع وقت وبدون أى مضاعفات وكما يقال فى المثل “الغريق يتعلق بقشة”.
وأشار إلى أن غالبية ضحايا الطب البديل من النساء، لأنهن عاطفيات بالفطرة ويسهل اللعب بعواطفهن وخداعهن، فيما يخص التجميل والعلاج والإنجاب.
وللأسف تجهل كثيرات ممن يقعن فريسة للطب البديل، أن خطر هذا النوع من العلاج، الذى يدعى أنه من الطب، فى أنه لا يقوم على علم أو دراسة، وإنما على توارث المهنة عن العطارين والكتب المشكوك فى مصدرها منذ أيام الفراعنة والحضارات القديمة حتى الأن.
وطالب فرويز بتوعية المرضى عامة، وراغبى التجميل والانجاب خاصة، من الجنسين أن “الطب التكاملى” من خلال الفيتامينات والمكملات لا يصلح أن يكون بديلًا كاملًا وفعالاً عن الدواء الكيميائى، خاصة أننا نعيش فى عصر الطب القائم على الأدلة القاطعة، حيث يمر العلاج بالعديد من المراحل، تبدأ بالمرحلة المخبرية لاختيار تأثيره الكيميائى ومدى قدرة مادته الفعالة فى القضاء على المرض، وآثاره الجانبية، ويجرى اختباره على الحيوان وخاصة الفئران، لأنها أقرب الحيوانات إلى التكوين البشرى، ثم يتم الاختبار على متطوعين يعرفون مضاعفات الدواء، وأخيرًا وبعد التيقن من فعاليته على آلاف المرضى يطلق فى الأسواق.