“بهشاد” الإيرانية غادرت البحر الأحمر.. ما تأثير ذلك على الحوثيين؟ (تقرير إسرائيلى)
كتب: أشرف التهامي
تقديم
على موقعه بشبكة المعلومات الدولية، نشر مركز “ألما” البحثي الإسرائيلي تقريراً حديثا أنجزه “دانا بولاك كناريك” و “بواز شابيرا” المحللان بالمركز المركز البحثي عن سفينة الشحن الايرانية “بهشاد” التي قضت مايقرب من ثلاث سنوات في منطقة خليج عدن – مضيق باب المندب”.
واستعرض المحللان الاإسرائيليان دور “بهشاد” الأمني والاستخباراتي وقدراتها في التجسس وجمع المعلومات لما تملك من قدرات وأنظمة اتصالات ووصفوها في تقريرهما بأنها كانت مركز تجسس واستخباري تعمل تحت غطاء أمني.
وفى التالى النص المترجم للتقرير:
التقرير:
في أوائل أبريل 2024، بدأت التقارير تظهر أن السفينة الإيرانية بهشاد، التي قضت ما يقرب من ثلاث سنوات في منطقة خليج عدن -مضيق باب المندب، أغلقت جهاز الإرسال والاستقبال الخاص بها (AIS) ويبدو أنها غادرت آخر موقع لها”. موقع معروف.” وبعد أسبوعين، في 18 أبريل ، عندما أعادت السفينة نظام تحديد الهوية الآلي (AIS) مرة أخرى، كانت بالقرب من ميناء بندر عباس في إيران.
سفينة الشحن بهشاد الايرانية
وكانت بهشاد في الأصل سفينة شحن، حولتها إيران إلى سفينة تجسس ومساعدة. ولديها أجهزة لجمع المعلومات الاستخبارية، فوق وتحت الماء، والقدرة على نشر قوات خاصة ومجموعة متنوعة من أنظمة الاتصالات (انظر تقريرنا الشامل عن بحرية الحرس الثوري الإيراني). وعلى الرغم من دورها كقاعدة عائمة للجيش الإيراني والحرس الثوري الإيراني، إلا أن السفينة تعمل بالكامل تحت غطاء مدني.
سافيز بعد بهشاد
وتعمل “بهشاد” في منطقة البحر الأحمر منذ عام 2021، حيث تقضي معظم وقتها راسية شرق جيبوتي، في خليج عدن، ومضيق باب المندب، وقبالة سواحل اليمن. وقد خلفت بهشاد سفينة مماثلة، سافيز، التي عملت في هذه المنطقة حتى أبريل 2021. ثم تعرضت السفينة سافيز لأضرار جراء انفجار غامض نسب إلى إسرائيل، مما أجبرها على مغادرة المنطقة.
القرن الافريقي
وتعد هذه المنطقة طريقًا بحريًا ذا أهمية استراتيجية عالمية حيث تنقل السفن من وإلى قناة السويس. علاوة على ذلك، تسيطر هذه المنطقة على جزء من طرق الشحن قبالة سواحل اليمن والقرن الأفريقي.
وإلى جانب رحيل بهشاد، يبدو أن هناك اتجاهًا واضحًا لانخفاض هجمات الحوثيين على السفن. هل هناك علاقة بين انسحاب بهشاد من خليج عدن وتراجع ضربات الحوثيين قبالة سواحل اليمن؟
تحليل الرسم البياني
تظهر الأرقام أعلاه انخفاضًا كبيرًا في هجمات الحوثيين على السفن في البحر الأحمر بين أواخر مارس 2024 و24 أبريل 2024.
يوضح الرسم البياني ضربات الحوثيين الناجحة، التي أصابت السفن، والهجمات الفاشلة، التي حدثت عندما أخطأ الحوثيون هدفهم أو تم اعتراضهم. تجدر الإشارة إلى أن الرسم البياني يوضح عدد الهجمات، وليس عدد المقذوفات التي تم إطلاقها، حيث أن الهجوم غالبا ما يتضمن أكثر من قذيفة واحدة.
ومنذ الهجوم الأول في 19 نوفمبر 2023 وحتى نهاية مارس 2024، نفذ الحوثيون 95 هجوماً على السفن (المدنية والعسكرية). وبلغ متوسط عدد الهجمات 19 هجوماً شهرياً، بحسب المعلومات التالية:
نوفمبر 2023 – 5 هجمات
ديسمبر 2023 – 26 هجومًا.
يناير 2024 – 20 هجومًا
فبراير 2024 – 18 هجومًا
مارس 2024 – 26 هجومًا
من ناحية أخرى، بعد رحيل بهشاد (على الأرجح في أوائل أبريل 2024)، شن الحوثيون 8 ضربات “فقط” على السفن.
ومع اندلاع الحرب في غزة في أكتوبر 2023، أكد الحوثيون مجددًا دعمهم للمقاومة الفلسطينية في غزة وعزمهم على مساعدتها. وعلى الرغم من أن هذه المساعدة شملت في بعض الأحيان إطلاق طائرات مسيرة وصواريخ كروز وصواريخ باليستية باتجاه إسرائيل، إلا أنها تجلت في الغالب في الهجمات على السفن التي تعبر مضيق باب المندب، والتي بدأت في نوفمبر الثاني 2023.
نتائج هجمات الحوثيين على السفن في البحر الأحمر
وأدت هجمات الحوثيين على السفن في البحر الأحمر إلى تعطيل جميع الحركة البحرية التجارية في شرق البحر الأبيض المتوسط والبحر الأحمر. وفي 19 نوفمبر 2023، هدد الحوثيون بمهاجمة أي سفينة مرتبطة بإسرائيل، سواء كانت مملوكة لإسرائيلي أو في طريقها إلى إسرائيل. وفي اليوم نفسه، هاجم مسلحون حوثيون سفينة “جالاكسي ليدر” المملوكة جزئياً لرجل الأعمال الإسرائيلي رامي أونغار، واستولوا عليها وأبحروا بها قبالة السواحل اليمنية.
اتخاذ إجراءات مباشرة ضد الحوثيين
ودفعت الفوضى والتهديد الذي تعرض له طريق التجارة العالمية الولايات المتحدة وبريطانيا إلى اتخاذ إجراءات مباشرة ضد الحوثيين. ونتيجة لذلك، كثف الحوثيون عملياتهم، مستهدفين السفن العسكرية وسفن التجارة العالمية.
ويشير الانخفاض الكبير في هجمات الحوثيين على السفن إلى ارتباطه برحيل السفينة الإيرانية بهشاد، فضلا عن دور بهشاد في التخطيط لهذه الهجمات وتنفيذها.
دور بهشاد الداعم للحوثيين
وساعد بهشاد في تحديد الأهداف المحتملة وتوجيه عمليات الحوثيين بشكل فعال.
ومن المهم الإشارة إلى أنه على الرغم من أن الحوثيين يديرون عددًا من محطات الرادار الساحلية التي تراقب خليج عدن (بعضها تم بناؤه بدعم إيراني)، وعلى الرغم من قدراتهم الصاروخية المتقدمة، إلا أنه يبدو أن هناك فجوة في وقدرات الحوثيين في القيادة والسيطرة عندما يتعلق الأمر بضربات صاروخية على أهداف بعيدة عن الأفق(لمزيد من المعلومات حول قدرات الحوثيين في مقالتنا حول هذا الموضوع). وتم تصميم عملية بهشاد لسد الفجوة التكنولوجية، حيث عملت كمركز استخبارات وقيادة وسيطرة للمساعدة في تنفيذ هذه الضربات.
إن وجود بهشاد في خليج عدن – مضيق باب المدب كان يهدف إلى تحقيق هدفين رئيسيين:
الأول هو الدعم الاستخباراتي واللوجستي والعملياتي للحوثيين في اليمن والجماعات الأخرى المدعومة من إيران في المنطقة.
أما الثاني هو مراقبة مضيق باب المندب.
وساعدت بهشاد خلال نشاطها في نقل الأسلحة والأفراد إلى قوات الحوثيين في اليمن (وتنظيمات أخرى في المنطقة)، فضلا عن تقديم معلومات استخباراتية عن الملاحة التجارية في المنطقة والنشاط البحري العسكري للولايات المتحدة وبريطانيا وإيران. إسرائيل والمملكة العربية السعودية ودول أخرى.
أسباب خروج بهشاد من المنطقة
قد يكون خروج البهشاد من المنطقة لعدة أسباب:
ربما غادرت بهشاد البحر الأحمر استعدادًا للرد الإسرائيلي على الهجوم الإيراني الضخم على إسرائيل في 14 أبريل 2024. وبعبارة أخرى، عادت بهشاد إلى إيران كجزء من استعدادات إيران لهجومها على إسرائيل، من أجل تخفيف حدة التوتر. إمكانية الانتقام الإسرائيلي من الأصول الإيرانية.
وفي هذا الصدد، تجدر الإشارة إلى أنه في وقت مبكر من فبراير 2024، زعمت عدة مصادر أن الولايات المتحدة شنت هجومًا إلكترونيًا كبيرًا ضد بهشاد لتقويض قدراتها.
بالإضافة إلى ذلك، تم إجراء مقابلات مع العديد من المسؤولين الأمريكيين حول هذا الموضوع، وقد ذكروا صراحة بهشاد وعملياتها. وربما تكون هذه الأحداث قد أعطت إشارة لإيران بأن السفينة قد تم تحديدها كهدف محتمل، مما دفعها إلى العودة إلى إيران. وتدعم هذه الفرضية أيضًا حقيقة أن إيران يبدو أنها نشرت مدمرة على الأرجح(IRIS “Alvand”) في خليج عدن في الأشهر الأخيرة، بهدف واضح هو حماية بهشاد.
والاحتمال الآخر هو الصراع في غزة. وتهدف ضربات الحوثيين في البحر الأحمر إلى الضغط على إسرائيل والمجتمع الدولي لحل الصراع.
من المحتمل أن الحوثيين وإيران يعتقدون أن المرحلة المكثفة من الصراع في غزة قد انتهت، وبالتالي يريدون تقليل، إن لم يكن وقف، عملياتهم ضد السفن في مضيق باب المندب. ومع ذلك، حتى لو تم اتخاذ مثل هذا القرار، فهذا لا يعني أن الحوثيين سيتوقفون بالضرورة عن مهاجمة إسرائيل بالطائرات المسيرة وصواريخ كروز والصواريخ الباليستية.
والتفسير الثالث لعودة بهشاد هو أن إيران تنوي استبدالها بسفينة مختلفة، وهو ما ربما تكون قد فعلته بالفعل. قد تختلف أيضًا أسباب هذا المبادلة. يمكن أن يكون ذلك من أجل الصيانة الدورية، أو ضرورة إصلاح الأنظمة التي تضررت بسبب الهجوم السيبراني الذي تعرضت له في فبراير، أو القيام بجولة روتينية، وما إلى ذلك.
ساحات جديدة
ورغم انسحاب بهشاد وانخفاض هجمات الحوثيين، تجدر الإشارة إلى أن إيران وسعت نفوذها في الآونة الأخيرة إلى ساحات جديدة. ويشمل هذا الاتجاه، على سبيل المثال، تعزيز عملياتها وتواجدها في خليج عمان وبحر العرب والبحر الأحمر. كما توفر روابط إيران مع فنزويلا ودول أخرى في أمريكا الجنوبية موطئ قدم في البحر الكاريبي ومنطقة قناة بنما، مما يضعها في الفناء الخلفي للولايات المتحدة (مزيد من المعلومات متاحة في مقالتنا).
ووفقاً تقييم مركز ألما البحثي، من غير المرجح أن ينعكس هذا الاتجاه فجأة، وبالتالي قد يتوقع استمرار الإجراءات الإيرانية، ربما مع نشر سفن أخرى مثل بهشاد.