ائتلاف نتنياهو يسعى جاهدا لمواجهة جهود الجنائية الدولية فى اعتقال مسؤولين إسرائيليين
كتب: أشرف التهامي
على جدول أعمال اجتماع الحكومة الاسرائيلية أمس الثلاثاء كانت هناك مناقشات بشأن أوامر الاعتقال المحتملة التي ستصدرها المحكمة الجنائية الدولية فى لاهاي ضد القيادة الوطنية والعسكرية الإسرائيلية.
وقال مسؤولون أمريكيون يوم الاثنين إن المحكمة الدولية تفتقر إلى السلطة القضائية للقيام بذلك، على الرغم من دعمها لجهود مماثلة ضد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين العام الماضي.
الموضوع الرئيسي للمناقشة
الموضوع الرئيسي للمناقشة في اجتماع الحكومة الاسرائيلية يوم الثلاثاء، بقيادة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، هو القضية التي تلوح في الأفق بشأن أوامر الاعتقال المحتملة من المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي الموجهة إلى مسؤولين إسرائيليين رفيعي المستوى.
وكان هذا الشاغل الملح إضافة متأخرة إلى جدول الأعمال، مما يعكس مدى إلحاح الأمر، ولن تركز المناقشات على هذا الأمر فحسب، بل ستشمل أيضًا وضع الأسرى المستمر والتحركات الاستراتيجية في رفح.
الطبيعة المعقدة والشاملة لتحقيقات المحكمة
ويمتد التدقيق الذي تجريه المحكمة الجنائية الدولية إلى ما هو أبعد من الشخصيات الإسرائيلية، مع وجود دلائل تشير إلى أن كبار مسؤولي حماس قد يواجهون أيضاً أوامر اعتقال.
ويسلط هذا التطور الضوء على الطبيعة المعقدة والشاملة لتحقيقات المحكمة الجنائية الدولية، والتي قامت مؤخراً بدراسة أحداث هجوم 7 أكتوبر الذي شنته حماس وردود أفعال جيش الاحتلال الإسرائيلي اللاحقة.
الجبهة الدولية
وعلى الجبهة الدولية، انتقدت روسيا الولايات المتحدة بسبب معاييرها المزدوجة الواضحة. وتعارض الولايات المتحدة ملاحقات المحكمة الجنائية الدولية ضد إسرائيل بينما تؤيد مذكرات الاعتقال الصادرة بحق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وأدانت المتحدثة باسم الكرملين ماريا زاخاروفا الموقف الأمريكي ووصفته بالنفاق، مؤكدة على التناقض الذي يعترف به النظام السياسي الأمريكي بشرعية المحكمة الجنائية الدولية، خاصة عندما يتعلق الأمر بتصرفاته أو تصرفات حلفائه، ووصفت هذا النهج بأنه “سخيف”.
وسط هذه التعقيدات العالمية والقانونية، يظل نتنياهو حازما، مؤكدا يوم الجمعة أن إسرائيل ستقاوم أي محاولات قضائية قد تعرض حقها الأساسي في الدفاع عن النفس للخطر.
وشدد على أن إجراءات وقرارات المحكمة الجنائية الدولية لن تؤثر على الاستراتيجيات العملياتية لإسرائيل، على الرغم من اعترافه بالسابقة الخطيرة التي يمكن أن تشكلها مثل هذه القرارات، مما قد يعرض الجنود الإسرائيليين والموظفين العموميين للخطر.
“سخيف تماما”
أعرب وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس عن استنكاره الشديد للمحكمة الجنائية الدولية، مشيرًا إلى سخرية شخصيات مثل خامنئي ونصر الله والسنوار الذين توقعوا حكم المحكمة على إسرائيل، والذي وصفه بأنه “سخيف تمامًا”.
الموقف الأمريكي
وفي سياق متصل، أوضحت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارين جان بيير الموقف الأمريكي يوم الاثنين، مؤكدة أن “الولايات المتحدة لا تؤيد التحقيق الذي تجريه المحكمة الجنائية الدولية بشأن إسرائيل وتشكك في سلطة المحكمة في هذا الشأن”.
وينسجم هذا الموقف مع التعليقات التي أدلى بها العام الماضي الرئيس الأمريكي جو بايدن، الذي أيد مذكرة الاعتقال التي أصدرتها لاهاي بحق بوتين، مستشهدا بأسباب مبررة. وتعاونت الولايات المتحدة مع المحكمة من خلال تقديم معلومات حول جرائم الحرب المزعومة التي ارتكبتها روسيا في أوكرانيا.
روسيا رفضت مذكرة الاعتقال
وفي الوقت نفسه، رفضت روسيا مذكرة الاعتقال الصادرة ضد بوتين ووصفتها بأنها “محاولة غير مجدية من قبل الغرب لتشويه صورة روسيا”، نافية بشدة أي جرائم حرب ارتكبتها القوات الروسية.
كما اتهمت موسكو الغرب “بتجاهل جرائم الحرب المزعومة التي ارتكبتها أوكرانيا”، وهي مزاعم نفتها كييف بشدة.