دور المسلمين في إيطاليا ومساهماتهم في المجتمع: كلمة مستشار مسجد روما تخطف الاهتمام فى مؤتمر “حرية الإعتقاد”
سماحة الإسلام ومبدأ التعايش بين الشعوب
رسالة إيطاليا: إكرامى هاشم
شهدت العاصمة الايطالية روما أمس الخميس 30 مايو، إنعقاد مؤتمرا دوليا بعنوان: “حرية الإعتقاد و الأعتراف بالأديان”، شارك فيه عددا من الباحثين في شؤون الأديان، ورؤوساء منظمات وجمعيات حقوقية وعدد من أساتذة الجامعات من مختلف دول العالم، وممثلين عن الطوائف والأديان المختلفة، وشهد المؤتمر حضورا مكثفا من أطياف مختلفة، وجاليات أجنبية في إيطاليا علاوة علي عددكبير من أبناء المجتمع المدني في روما.
داخل كنيسة
وناقش المؤتمر الذى انعقد داخل قاعة المؤتمرات الرئيسية بكنيسة شينتولوچي، مسألة حرية الإعتقاد في إيطاليا والاعتراف المتبادل بين الطوائف الدينية المختلفة ووضع الحرية الدينية في إيطاليا والآفاق المختلفة حول مبدأ التعايش السلمي بين مختلف المعتقدات .
قوية ومؤثرة
وجاءت كلمة الإمام “نادر العقاد” مستشار الشؤون الدينية والافتاء بالمركز الثقافي الإسلامي (مسجد روما الكبير ) كممثل عن الدين الإسلامي، قوية ومؤثرة علي الحضور والمشاركين، الذين صفقوا لها إشادة بالمعاني التي حملتها .
وبدأ “العقاد” كلمته بتحية الإسلام قائلا: “السلام عليكم ورحمة وبركاته” شاكرا منظمي المؤتمر علي حسن التنظيم و حفاوة الإستقبال، ثم تحدث فضيلته عن أهمية وجود مسجد روما الكبير في مدينة روما، حاضرة الفاتيكان، مستعرضا بعض المعلومات التاريخية عن المسجد والذي كان حلما على مدار سنوات لأبناء المسلمين في روما، وبدأ كلبنة في عام 1966 ثم تحول لواقع بعد تبني 23 دولة من دول العالم الإسلامي تحويله لصرح ديني وثقافي للمسلمين في روما، ليفتتح في عام 1974 وهو العام الذي تم فيه الإعتراف رسميا من قبل السلطات الإيطالية بالمسجد كهيئة رسمية للمسلمين.
وفي عام 1984 تم وضع حجر الأساس لتوسعة صحن المسجد بحضور رئيس الجمهورية الإيطالية ” ساندرو بيرتيني” بعد إهداء بلدية روما لقطعة أرض مساحتها 30 ألف كيلو متر مربع لبناء المسجد، والذي يعتبر بذلك اكبر مسجد اوربا مساحةً، وتم إسناد عمليات البناء، والإعمار للمهندسين ” باولو بورتجيزي ” و ” فيتوريو جيليوتي ” وهما مسيحيين في دلالة علي دمج الحضارة العربية بالحضارة الإيطالية وفي مزيج ثقافي واضح .
واستطرد “العقاد” فى كلمته موضحا أنه منذ افتتاح المسجد رسمياً في عام 1995 بحضور رئيس الجمهورية آنذاك “أورسكار سكالفارو” مستمرًا في تمثيل المسلمين في إيطاليا من أجل نشر سماحة الإسلام ومبدأ التعايش بين الشعوب مستشهدًا بالآية 13 من سورة الحجرات: “يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَٰكُم مِّن ذَكَرٍۢ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَٰكُمْ شُعُوبًا وَقَبَآئِلَ لِتَعَارَفُواْ”، شارحًا معناها ودلالتها وكيف أنه عندما يتعارف الإنسان على أخيه الإنسان يؤدي ذلك التعارف إلى تبادل الاحترام والتسامح ويحترم حريته الكاملة في الاعتقاد وممارسة الشعائر.
رسالة للمسلمين
واستطرد “العقاد” في كلمته متوجها إلى المسلمين في إيطاليا الذين وصل تعدادهم لأكثر من ثلاثة ملايين مسلم نصفهم من الإيطاليين والنصف الآخر من المهاجرين والتي تُعتبر كأقلية، مشيرًا إلى ضرورة تحول المسلمين في إيطاليا من مفهوم الأقلية إلى مفهوم المواطنة بمعنى أن يصبح المسلم في إيطاليا مواطنًا إيطاليًا مسلمًا مُشددًا على أهمية العمل على اندماج المسلمين في إيطاليا في المجتمع الإيطالي عملاً بمفهوم الأخوة الإنسانية والمنبثق من وثيقة الأخوة التي وقعها فضيلة شيخ الأزهر الإمام “أحمد الطيب” وقداسة بابا الفاتيكان البابا “فرانسيسكو” والتي تعد مرجعية في مفهوم الأخوة الإنسانية والحرية الدينية فمبدأ الأخوة يؤدي إلى حرية الاعتقاد وتقبل الآخر.
وأشاد العقاد بالحرية الدينية والتسامح الديني الذي ينص عليه الدستور الإيطالي مدللاً على ذلك بوجود عدد كبير من المآذن والكنائس والمعابد اليهودية في المدينة الواحدة في إيطاليا مستشهدًا بمئذنة المسجد الكبير في روما وفي نفس المدينة ذاتها التي تحتضن مبنى حاضرة الفاتيكان.
وطالب بضرورة السماح بوجود عدة أماكن للعبادة للمسلمين تتسم بناياتها بالطراز المعماري الإسلامي لإعطاء انطباع أكبر عن حرية العبادة في إيطاليا.
وطرح العقاد سؤالًا هامًا وطرحًا غير مسبوق وهو؛ لماذا لا ينتقل ملف الاعتراف بالديانات ومنها الديانة الإسلامية إلى وزارة الثقافة؟، أو إنشاء وزارة تحت مسمى “التسامح الديني” بدلًا من إدارته من قبل وزارة الداخلية؟.
كما أشار إلى أهمية احترام الدولة لثقافة الوافدين إليها، مؤكدًا على أهمية احترام الاختلاف داخل المجتمع حيث أن المجتمع متعدد الألوان أكثر جمالًا من المجتمع ذي اللون الواحد، والتي عبر عنها “العقاد” بعبارة؛ القيمة المضافة للمجتمع.
دعوة للزيارة
وفي نهاية كلمته دعا “العقاد” المشاركين لزيارة المسجد الكبير للوقوف على ما يقوم به المسجد من أنشطة ومجهودات من أجل نشر رسالة السلام في المجتمع ونشر مبادئ التسامح والتعايش التي جاء بها الإسلام.
وبعد انتهائه من كلمته صفق له الحضور والمشاركون تصفيقًا زلزل قاعة المؤتمر وشكرَه المشاركون على المنصة وأشادوا بما تلاه عليهم.
الحضور
وكان من أبرز الحضور من أبناء الجاليات العربية في إيطاليا السفير العالمي للسلام “حسين غملوش” والسيدة “زينب محمد” رئيس مسجد الهدى في روما والذي أشاد به “العقاد” في مستهل كلمته بحضورها المميز كأول سيدة تتقلد هذا المنصب في أوروبا والسيد “حسن بطل” رئيس إحدى الجمعيات في مجال الاندماج والتعايش والناشطات النسويات في روما “ناهد شوقي” و”رحاب عبد الفتاح” و”ولاء عبد اللطيف”.