رجب الشرنوبي يكتب: القاهرة.. مشاركات دولية واسعة في أسبوع المياه
تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي بدأت اليوم في القاهرة فعاليات الدورة الرابعة لأسبوع القاهرة للمياه.. أسبوع المياه منذ بدأ معني بالأساس بالبحث الدائم عن حلول مستدامة للتحديات المائية التي يواجهها العالم بصفة عامة، كما تواجهها مصر بصفة خاصة كونها من أكثر الدول المعرضة للفقر المائي.
حضور ومشاركة أكثر من 1800 مشارك من كافة دول العالم، ضمنها84 وفد مشارك 24 وفد وزاري منها بالحضور الفعلي، إلي جانب 40 وفدا وزاري آخربشكل إفتراضي عبر تقنية الكونفرانس، تواجد ومشاركة كيانات كبري مثل الإتحاد الأوروبي وجامعة الدول العربية وبنك التنمية الأفريقي.
عشرات الأبحاث ومشروعات التخرج حول أحدث الحلول الممكنة لإدارة الموارد المحدودة من المياه، حرص ملحوظ علي التواجد من مؤسسات علمية دولية ذات صلة بالموضوعات المطروحة، سواء كانت متعلقة بالمياه والتغذية وتغيير المناخ، أوبالزيادة السكانية وسط هذا الزخم الدولي، تفاصيل كثيرة تعبر بوضوح عن أهمية الحدث، كما أنها تحمل أيضاً في طياتها الكثير من الإشارات والمؤشرات التي يجب رصدها والتوقف أمامها.
في البداية هذا الحضور الدولي والمشاركة العالمية الفعالة بهذا المستوي.. يؤكد بما لايدع مجال للشك معقولية الرؤي المصرية حول التحديات العالمية المشتركة.. كما يشير بوضوح إلي إطمئنان العالم وتقديره لما يتم طرحه من وجهات النظر المصرية وتقديره لها.. علاوة علي أنه يثبت النجاح الحقيقي للقيادة المصرية في إعادة صياغة تشابكات مصر الدولية علي أسس جديدة.. تعتمد بالأساس علي المصالح المشتركة والاحترام المتبادل.
طالع المزيد| رجب الشرنوبي يكتب: سد الخراب الإثيوبي..الفصل الأخير!
حرصت حكومات أفريقية وعربية وأسيوية وأوروبية علي المشاركة الفعالة وأرسلت وفود وزارية ولجان متخصصة للمشاركة، وهو مايعني أن مصر عادت أكثر مما كانت لاعباً أول وواجهة رئيسية للمنطقة والأقليم في غضون سنوات قليلة.. بعد أن كادت رياح ثورات الخراب العربي أن تفتك بها وتطمس معالم هويتها الحضارية بوصول الإخوان الإرهابية إلي مقاليد الحكم.
إقامة مثل هذه الفعاليات الضخمة في القاهرة حول التحديات المائية التي تواجه العالم وتهدد الحياة الإنسانية علي كوكب الأرض، الأمرالذي يحمل من الإشارات ما يوضح بجلاء أمام صنّاع القرار العالمي أهمية وعدالة قضية مصر بخصوص السد الأثيوبي.. خصوصاً أنه يقام في القاهرة التي يعاني أهلها فقر مائي معترف به عالمياً، كما تصنف مصرعلي أنها من أكثر الدول بهذا الشأن في ظل ندرة الأمطار التي تسقط عليها.. الأمرالذي أشار إليه الرئيس السيسي في كلمته أمام المؤتمر، حول ضرورة التوافق التام بين الدول المتشاطئة.. خاصة وأن مصر تتفهم جيداً حق الشعب الأثيوبي في التنمية التي لاتتعارض أو تهدد حياة الشعبين المصري والسوداني.
تطابق وجهة النظر المصرية قبل سنوات مع الكثير من الرؤي الدولية الحالية المرتبطة بالتحديات المشتركة التي تواجه العالم، يثبت يوم بعد يوم أن القراءة المصرية لكثير من المعطيات الدولية والإقليمية كانت صحيحة، كما أن التصورات المبدئية التي وضعتها الدولة كحلول ضرورية للتصدي لها كانت وفق عمل مؤسسي متكامل وشامل يغطي الكثير من قطاعات الدولة وإحداث نوع ما من التكامل بينها.
مشروعات مائية كبري بدأتها الدولة وقطعت فيها خطوات كبيرة، كانت ترجمة واقعية لهذه القراءت الشاملة والمستقبلية التي تبنتها القيادة السياسية قبل عدة سنوات، تبطين الترع ومشروعات عملاقة لإعادة تدوير مياة الصرف، إلي جانب محطات ضخمة لتحلية مياه البحر وخطة كبري لحفر وتنشيط إنتاج مئات الأبيار الجوفية، كلها تفاصيل هامة ضمن خطة شاملة ومحكمة تتضمن ضرورة الحفظ علي الأمن المائي للمصريين.. الوعي المائي والترشيد في إستخدام المياه بالطبع إلي جانب الحفاظ علي حقوق مصر التاريخية في مياة نهر النيل، كلها جهود جبارة تبذلها القيادة السياسية بغرض الوفاء بخطة الدولة للتنمية المستدامة 2030، حفاظاً علي حقوق الأجيال القادمة مع الحرص علي مضاعفة مساحة الرقعة المنزرعة بملايين الأفدنة.. بهدف الحفاظ علي الأمن الغذائي ورفع مستوي الاحتياطي الاستراتيجي المحلي منه.. لما لذلك من تأثير علي مدي إستقلالية القرار السياسي المصري، وأيضاً توفير فرص العمل للشباب ورفع مستوي معيشتهم.
عمل دائم وفعاليات لاتنقطع.. أضواء مستمرة مسلطة عليها لاتنحسر.. هذا هو حال القاهرة الآن.. إما هبوط في عواصم العالم أو استقبال لزعماء العالم.. مشروعات قومية لاتغيب عنها الإفتتاحات ولاتتأخر فيها الإضافات ونرصد نحن مزيداً من الإنجازات علي طريق البناء والتنمية والانتقال نحو الجمهورية الجديدة.
تحية وتقدير إلي من أعاد إلي قاهرة المعز هيبتها وإلي الدولة المصرية موقعها وريادتها.. كل التقدير للشعب المصري العظيم وكل الدعم إلي قيادتنا السياسية.. كل الدعم للرئيس عبد الفتاح السيسي في صنع مستقبل أبنائنا وأجيالنا القادمة.