أمل محمد أمين تكتب: «مستهلكين لا منتجين»
عندما كنا صغار تعلمنا أن لكل مجتهد نصيب وأن من جد وجد، لكن في الحياة الأمر مختلف بعض الشيء والمطلع على كم المعضلات التي تواجه الراغبين في إجراء أبحاث تكميلية فيما يعرف بالدراسات العليا عقب البكالوريوس أو الليسانس يعرف أن من يبقى على الطريق حتى النهاية هما نوعين: الأول يحمل صبر أيوب والثاني سافر خارج البلاد ليحقق طموحه كباحث يأمل في استكشاف المزيد.
فلماذا اهملت الدول العربية الانفاق على البحث العلمي على الرغم أن أهم أدوات التقدم مرهونة بالتقدم في مجال البحث العلمي، ومن دونه ستبقى أي دولة في منطقة التقليد والاستهلاك وانخفاض أو انعدام الإنتاجية العلمية، وبالتالي فإن أول شروط الوصول إلى مستوى القياس العالمي في الإنتاجية العلمية هو توفير التمويل اللازم لخلق بيئة علمية تنافسية، حيث يتدنى الإنفاق العربي على البحث العلمي دون 1% من الناتج المحلي الإجمالي، بما يعني عدم توفر البنية التحتية اللازمة للبحث، وانخفاض الإنتاجية العلمية.
اقرأ أيضا للكاتبة|
أمل محمد أمين تكتب: التمويل وحده لا يكفي!
أمل محمد أمين تكتب: «ميتا فيرس» تكتب: «ميتا فيرس»
أمل محمد أمين تكتب: 225 ألف طلقة
وللحاق بدول العالم المتقدم، من المفيد معرفة أن العالم أنتج في 2018 وحده 2.5 مليون بحث كان النصيب الأكبر منها للصين، ومن ثم الولايات المتحدة، وفق المؤسسة الوطنية الأمريكية للعلوم، أما كوريا الجنوبية فأنتجت أكثر من 31 ألف بحث علمي في 2018 منفقة أكثر من 17 مليار دولار على إنتاجها بحسب وزارة العلوم وتكنولوجيا المعلومات الكورية.
في حين أنتجت 22 دولة عربية وفق بيانات منظمة المجتمع العلمي العربي (أرسكو) خلال عقد كامل (2008 ـ 2018)، 410 آلاف بحث بمتوسط 41 ألف بحث فقط في العام.
واذا كان هذا حجم إنفاق الدول العربية على البحث العلمي فلماذا نتعجب من هجرة العقول المميزة والعبقرية إلى خارج بلادنا تبحث عن أرض أخرى تظهر فيها أعمالهم وتترعرع أمالهم في تحقيق ذواتهم وايجاد اختراعات جديدة قد تغير شكل العالم فتعالج مرضا أو تساعد في الحفاظ على البيئة او تصل بنا إلى القمر وغيرها من الاختراعات.
فعلينا أن نتوقع أن نبقى مستهلكين لا منتجين طالما استمر اهتمامنا بالفنانين ولاعبي الكرة وانفاقنا عليهم أكثر من رعايتنا للدارسين والباحثين في بلادنا.